يمثل كتاب «الديوان الشرقي للمؤلف الغربي»، لمؤلفه جوهان ولفغانغ غوته، من أرق وأعذب ما أبدعه هذا الشاعر الحكيم (1749 – 1832)، وترجمه الدكتور عبد الرحمن بدوي، حيث صدرت طبعته الجديدة في مكتبة الأسرة المصرية.
ومن عنوان الكتاب الديوان الشرقي للمؤلف الغربي، نتبين ان المؤلف الغربي المقصود بالطبع هو غوته نفسه الذي يكتب قصيدته التي يستجمع فيها كل خبراته الحياتية، وكل حبه للشرق مرددا:
غربت الشمس
لكنها لاتزال تلمع في مراكش
فالى متى
سيستمر يلمع هذا البريق الذهبي؟
والكتاب تسجيل شعري لتجربة انفتاح غوته على عالم الشرق والإسلام وعلى الأدبين العربي والفارسي – وديوان حافظ الشيرازي بوجه خاص، ولتجربة الحب التي مر بها في كهولته المتأخرة فجدد بها شاعريته، واستعاد ربيع شبابه وإبداعه بين سنتي 1814 – 1819 عندما نشر الطبعة الأولى للديوان.
ينقسم الكتاب إلى قسمين، الأول شعري والثاني نثري. ويتكون القسم الأول من اثني عشر كتابا هي: كتاب المغنى وكتاب حافظ، كتاب العشق، كتاب التفكير، كتاب الحزن أو سوء المزاج، كتاب الحكمة، كتاب تيمور، كتاب زليخا، كتاب الساقي وكتاب الأمثال، كتاب الفارسي، كتاب الخلد.
ووضع غوته أسماء هذه الكتب باللغة الفارسية وتحتها ترجمتها الألمانية. أما القسم الثاني فيتضمن التعليقات التي وضعها غوته لتساعد في فهم الديوان، وهي تختص بتاريخ الآداب العربية والفارسية والعبرانية.
ويشيد الديوان بطبيعة الإنسان وقواها ويحمل طابع التفاؤل والإقبال على الحياة ويدعو إلى المؤاخاة بين الأمم والشعوب، كما يتضمن نظرة صوفية للحياة. كما اهتم غوته في الديوان بالشعر العربي الجاهلي وخاصة شعر المعلقات، واعتمد على ترجمة وليم جونز عند كتابة الفصل الذي اسماه العرب في التعليقات والأبحاث الخاصة بالديوان الشرقي، وكذلك أشاد ببعض الشعراء العرب الكلاسيكيين، أمثال: تأبط شراً وأبو تمام.
وأعرب في عمله هذا عن احترامه الشديد للإسلام، ووصل إلى الحد أنه قال لا أكره أن يقال عني مسلم. وذلك عند إعلانه صدور الديوان.
وتأثر غوته أثناء كتابته الديوان كذلك بالقرآن الكريم، وهناك عدد من القصائد في الديوان التي استلهمها من القرآن الكريم.