في الجولة الأولى لي في أوروبا لنشر كتبي، قررت تناول الغداء في بلدة سيوداد رودريغو، الواقعة على الحدود بين إسبانيا والبرتغال. وفي البلدة، عرض علي أحدهم شراء كتاب، ولكني اعتذرت. وبعد أربع سنوات، مررت بالبلدة نفسها، في رحلة مع زوجتي مونيكا. فقررنا الترجل من السيارة والسير إلى الميدان الرئيسي، الذي كنت قد التقيت فيه الرجل الذي عرض علي شراء كتابه. وهناك التقيت هذه المرة، امرأة كانت تتطلع إلى السماء.

قلت لها محييا: «مساء الخير يا سيدتي! أود الحديث مع الكهل الذي اعتاد الوقوف هنا، والذي ألف، منذ مدة، كتابا عن هذا المكان».

ردت المرأة: «هذا الرجل يدعى ستانسي لاو، وهو مات منذ عام مضى».

أحسست بحزن غامر، ورحت أسائل نفسي: لماذا لم أمنح هذا الكهل الفرحة التي أشعر بها عندما أرى شخصا يمسك بأحد كتبي؟».

دخلت المبنى الكبير، وكان هناك رجل واحد في أحد أركانه، ينتظر قدوم الناس. فقلت له: «جئت لأبتاع كتابا ألفه ستانسي لاو».

تألقت عينا الرجل، وأقبل علي بعد أن التقط من الركن نسخة من الكتاب، وقال لي: «كم هو جميل منك أن تأتي خصيصا لهذا الغرض. أنا شقيق ستانسي لاو، وقدومك إلى هنا يفعم نفسي بالفخر. لا بد أنه هناك في السماء ويشعر بالسعادة لأن كتابه على هذا القدر من الأهمية».

كان مؤلف الكتاب وشقيق هذا الرجل، قد قال لي هذه الكلمات بالضبط، منذ أربع سنوات، على وجه الدقة. هناك دائما فرصة ثانية في حياة كل منا.