قالت لي إحدى صديقاتي: «هل سمعت عن معايشة الآخر؟ إنها جزء من قصة كتبت منذ 100 عام يتحدث فيها المؤلف..»، بادرت بمقاطعتها قائلاً: «انسي ما قاله المؤلف واخبريني بالقصة».

 

قالت صديقتي: «كان هناك شاب يجلس في مقهى مع مجموعة من أصدقائه عندما أقبل صديق عجوز، صديق يواصل محاولة القيام بالأشياء على الوجه الصحيح بالحياة من دون أن يكلل سعيه بالنجاح».

حدث الشاب نفسه قائلاً: لسوف يتعين علي إدخال تغيير ما عليه.

 

تصادف أن ذلك الصديق ما إن أصبح في هذا المساء ثرياً، حتى جاء لسداد ديونه التي تراكمت عليه عبر السنوات. بالإضافة إلى سداد ديونه، قام الصديق العجوز بسداد ثمن مشروبات الجميع الحاضرين وعندما سئل عن السر في مثل هذا النجاح الكبير، قال للحاضرين إنه حتى أيام قلائل كان يعيش الآخر.

 

سأله الحاضرون في اندهاش: من هو الآخر؟

رد الصديق العجوز قائلاً: الآخر هو الشخص الذي اعتقدت أنه أنا، والذي لم يكن إياي. وتابع حديثه قائلاً: «عندما اكتشفت ذلك، استيقظت وعقدت العزم على أن لا أكون ما أريده. كان الآخر يقف هناك في حجرة نومي يتطلع إلي، وفي البداية لن يتقبل وضعيته وواصل إصراره مجدداً على امتلاك روحي، ولكني لم أدعه يفعل ذلك مجدداً، رغم أنه حاول إفزاعي مرتين، ولفت نظري إلى مخاطر عدم التفكير في المستقبل. وما أن طردت الآخر من مخيلتي حتى أحدثت إرادة السماء معجزتها في حياتي».