الجيش العراقي الذي أجهز عليه بريمر وأنهاه من الوجود، عند الاحتلال الأميركي للعراق، والذي كان خامس جيش في العالم، أسسه وأشرف على تسليحه شخصية تاريخية نادرة لابد من الاعتزاز بها وقد أصبحت في عداد الماضي، هذه الشخصية هو جعفر العسكري، وهذا اللقب لم يحمله كونه عسكرياً، إنما نسبة إلى قرية عسكر في كركوك.

تنقل العسكري في الرتب في الجيش العثماني، ثم مرافقاً للقائد الألماني الأميرال فون سوشن، ومنح وسام الصليب الحديدي الألماني، ثم اعتقل في مصر بعد أن حاول أن يحاربها على رأس فصيل ألماني، وهرب من الاعتقال بأن ربط عدة بطانيات وتعلق بها فانقطعت البطانيات وألقي القبض عليه، وقد استطاع أن يفلت من الاعتقال بدعابته بأنه سيدفع ثمن البطانيات التي ساعدته على الهرب، ولأن الثورة العربية قد أعلنها الشريف الحسين في الحجاز فقد انضم إليها، ونسب ليكون ضمن فصيل يترأسه الأمير فيصل الذي أصبح أول ملك على العراق بعد ذلك، وخاض العسكري المعارك، ثم عاد الأمير فيصل ملكاً على العراق وعاد معه جعفر العسكري وعينه الملك أول وزير للدفاع.

يصفه البريطانيون في وثائقهم بأنه كان يتكلم لغات عدة، وتكتيكي ممتاز، وشجاع». أصبح رئيساً للوزراء ثلاث دورات، وخمس دورات وزيراً للدفاع.

اغتاله بكر صدقي الذي قاد انقلاباً عسكرياً على وزارة ياسين الهاشمي، فتصدى العسكري للانقلاب فقتل.

هذا نموذج من القادة التاريخيين الذين فقدهم العراق، ونسيهم الحكام الجدد، وشكلوا تاريخ أمة بكاملها، وأمثاله كثيرون نسيهم الناس والمناهج المدرسية.