يحلّل الصحافي باتريك كوكبيرن في كتابه «داعش عودة الجهاديين» الأحداث المتسارعة، التي مكّنت الجهاديين، من جبهة النصرة والقاعدة السيطرة على مناطق واسعة من سوريا والعراق، وهو لا يكتفي بالتوصيف البارونامي لتنامي الأحداث الناجمة عن الحرب الدائرة في هذين البلدين بشكل مُحايد، عملاً بالمهنية التي يتبعها عادة الصحافي في توصيفه للحدث، بل يدخل في قراءة نقدية لها، منقباً عن الأسباب ومتوقعاً نتائجها.

يرى المؤلف في مقدمة كتابه أن التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط لن تبقى أسيرة الحيز الجغرافي، الذي يشهد تفجيرات دموية شرسة، إذ من المؤكد أن رقعتها ستتوسع لتشمل أنحاء متعددة من العالم. وهذا ما اتضح للمراقبين والسياسيين الغربيين، الذين صدموا بهول الأحداث وسرعة تحولاتها ونتائجها المدمرة وتأثيراتها المخيفة والرهيبة على الجميع. كما أن الثورة السورية أعطت الذريعة للمتطرفين من إحياء تجمعاتهم وتنظيماتهم المسلحة وسط حاضنة شعبية مؤيدة لها بعد تضعضعها.