«مهرجان قرطاج السينمائي هو أقدم مهرجان سينما في القارات الثلاث، أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، واستمراريته منذ تأسيسه سنة 1966 يندرج ضمن سياسة الدولة، فبالنسبة للدولة التونسية، لا بد أن تقام أيام قرطاج السينمائية مهما كانت الظروف»، بهذه الكلمات صرّح الناقد السينمائي التونسي خميّس الخيّاطي لـ«البيان»، قبل أن يصعد لتكريمه على خشبة المهرجان، عِرفاناً وتقديراً لما قدّمه للسينما، هذا الفن الجميل.
من جهتها وصفت وزيرة الثقافة حياة قطاطة، في تصريح لـ«البيان»، انتظام الدورة في موعدها بعودة الحياة إلى تونس وعودة الأمل إلى النفوس، وإلى أهل الفكر والإبداع، معتبرة أن الفنون هي التي تحمي عقول الأبناء والأجيال القادمة من الأفكار الظلامية، ومن الانزلاقات المتطرفة.
إقبال كبير
تظاهرة فريدة في ثقافة التونسيين، تتنفس خلالها مدينة تونس سينما، ويشهد حفل افتتاحها إقبالاً كبيراً من سينمائيين وفنانين وإعلاميين، إضافة إلى نجمات الإنستغرام، اللاتي التحقن بركب السجّاد الأحمر منذ سنتين وسط انتقادات من مهنيي السينما، لعل آخر وأطرف هذه الانتقادات جاءت على لسان مقدم سهرة الافتتاح ليلة أول من أمس، الممثل نجيب بالقاضي، الذي قال مازحاً «أرحّب بصانعات محتوى الإنستغرام، اللاتي يحضرن حفل الافتتاح والسجّاد الأحمر لكنهنّ لن يشاهدن أفلام المهرجان».
«البيان» حضرت مرور ضيوف المهرجان على السجّاد الأحمر، ولاحظت وجود عدد مهمّ من نجمات الإنستغرام.
جدل آخر رافق انطلاق «أيام قرطاج السينمائية» وهو أفيش أو بوستر المهرجان بسبب حمله لصورة الممثلة هند صبري، فاعتبرها بعض النقاد، «مهرجان هند صبري»، الأمر الذي أغضب هند، التي ردت في تصريح إعلامي سابق واصفة هؤلاء بـ«أصحاب المشاكل النفسيّة».
صورة هند
مدير المهرجان رضا الباهي فسّر لـ«البيان» أن اختيار صورة هند صبري لأفيش المهرجان يعود لتكريم روح المخرجة العريقة «مفيدة التلاتلي» التي رحلت مؤخرا، خاصة أن صورة الأفيش هي صورة لهند صبري في فيلم «صمت القصور» للمخرجة مفيدة التلاتلي، وتحصلت حينها هند على التانيت الذهبي لأحسن ممثّلة. من جهة أخرى اعتذرت هند عن حضور المهرجان، بسبب التزامها بتصوير فيلم في مصر، بطريقة لم ترق لمتابعي الشأن الثقافي التونسي، الذين اعتبروها تنكّرت للمهرجان، الذي كان سبباً في نجاحها، لكن هند صبري فاجأت الجميع ووصلت في اللحظات الأخيرة، لتصعد على درج المهرجان دون أن تمرّ بالسجّاد الأحمر لتفاجئ كل الحضور. ألقت هند صبري كلمة تكريم للمخرجة مفيدة التلاتلي قائلة «مفيدة هي من اكتشفتني، ومنحتني بطولة فيلم صمت القصور سنة 1994، ولولاها لما كنت الآن نجمة عربية».
حضور جماهيري
يتواصل مهرجان «أيام قرطاج السينمائية» إلى يوم 6 نوفمبر الجاري مع عودة المسابقة، التي حُجبت العام الماضي بسبب الظروف الصحيّة. المدير رضا البهي أكد لنا أن المهرجان يعرض خلال هذه الدورة 145 فيلماً، تم اختيارها بين أكثر من 750 فيلماً تندرج ضمن خط المهرجان، وهو سينما المؤلف الداعمة للسينما العربية والأفريقية.
خاصيّة هذا المهرجان تكمن في الإقبال الجماهيري الكبير على قاعات السينما وتصويتهم لاختيار «فيلم الجمهور»، إضافة إلى الأفلام التي ستتوّجها لجنة التحكيم بالتانيت الذهبي والفضي والبرونزي، بعد أسبوع تنتعش فيه العاصمة تونس وتحتفل بالسينما، لأن «السينما هي الحياة» مثلما صرّحت وزيرة الثقافة التونسيّة حياة قطاطة لـ«البيان».