ترتبط الابتسامة بدلالة بصرية قوية، ما يجعلها مصدر إلهام لأفلام الرعب والشخصيات الشريرة كـ «الجوكر»، وقد استعان المخرج باركر فين، في فيلمه الأخير «سمايل»، الذي تصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية، مؤخراً، بهذا المبدأ، وملأ الشاشة بالابتسامات المخيفة، من أجل منحنا تجربة فريدة من الرعب، مستخدماً الفكرة بطرق مثيرة للاهتمام.

يستند «سمايل» إلى فيلم قصير للمخرج، بعنوان «لورا لم تنم»، ويدور حول الذكريات المكبوتة والرعب المدفون، عبر قصة طبيبة شابة، تعمل في قسم طوارئ الطب النفسي، اسمها روز كوتر، تؤدي دورها الممثلة سوزي باكون، ابنة الممثلين كيفن باكون وكيرا سيدجويك.

وفي الفيلم، ستلتقي روز بمريضة يظهر عليها الانفعال الشديد، بعد أن شهدت عملية انتحار مروعة، لأستاذ جامعي زميلها. ونعلم أن ابتسامة مخيفة ارتسمت على محيا الأستاذ قبل انتحاره، وهذه الابتسامة ستظهر على وجه المريضة قبل أن تنحر عنقها. ولن يمضي وقت طويل، قبل أن تبدأ روز نفسها في مشاهدة رؤى مرعبة لابتسامات وشخصيات شريرة كامنة في ظلمات زوايا بيتها، وندرك أن هناك صدمة مدفونة في حياتها.

من الطبيعي أن يكون فيلم قائم على الابتسامات، قادر على استخدام ملامح الوجه جيداً، وقد عمد المخرج إلى أخذ لقطات للشخصيات عن قرب، وهي تنظر في الشاشة، ما ركز الانتباه على حركات الوجه.

وتظهر ملامح روز في الفيلم رائعة ورقيقة تحت المكياج، ثم مع تطور الحبكة، تبرز التجاعيد على جبينها، ويعمد المخرج إلى توجيه العدسة إلى وجهها، مبالغاً في إظهار ملامحها، في تحول كبير، بدت فيه شخصاً مختلفاً. وتدريجياً، نشهد على فقدان روز صلتها بالواقع، دون أن إدراك المقربين منها، وننتقل داخل سلسلة من رؤى الأحلام، حيث يتجاهل الفيلم أحد أركانه البصرية، متخلياً عن الابتسامة.