كانت الروائية التشيلية الأمريكية، إيزابيل اليندي، مناصرة للنساء قبل فترة طويلة من أن تعي معنى الكلمة، وتلك الثورة بدأت تعتمل في داخلها عندما كانت في صف الروضة، عندما شاهدت والدها يهجر المنزل ويترك زوجته للاعتناء بثلاثة أطفال لوحدها، ومنذ ذلك الحين تحولت إلى فتاة شرسة عازمة على القتال من أجل حياتها، وهو الأمر الذي لم تستطع القيام به والدتها.
في كتابها الجديد «روح امرأة»، ستعكف على التأمل فيما يعنيه أن تكون أنثى. كتابها ينقسم إلى مذكرات ونقاشات، أو بالأحرى تأملات أنيقة ومضيئة على الشباب والشيخوخة والتشيؤ في النظرة على الأنثى. بدأت بذرة الكتاب أثناء إلقاء محاضرة في مؤتمر نسائي في مكسيكو سيتي، عندما بدأت في التفكير في مسار حياتها كامرأة مناصرة للنساء.
تذكر في الكتاب استياءها عندما نظرت إليها العائلة باعتبارها «انحرافاً» عن الأسرة، في وقت كانت أسرتها تعتبر مثقفة وعصرية، لكنها كانت في نظرها من العصر الحجري، وكان هذا مصدر غضبها.
تستحضر طفولتها وكيف صور المجتمع الأبوي بنجاح كبير المناصرات لحقوق النساء، وكيف استوعبت الشابات الفكرة السلبية عنهن. ثم تنتقل إلى تصوير الحياة في أواخر الستينات بصورة جميلة. ففي ذلك الحين كانت قد ركبت الموجة الأولى لحركة مناصرة المرأة، فشعرت لأول مرة بالارتياح في جلدها وسط مجموعة متراصة من الصحافيات كن يكتبن «بسكين بين أسنانهن» عن قضايا النساء.
تقول الليندي وقد بلغت 78 عاماً، إنها كانت تشعر بالإحباط نيابة عن والدتها، ولكن أيضاً لرفض هذه الأخيرة الوقوف والدفاع عن نفسها.