بتوليفة نسائية أطل مسلسل «الناجية الوحيدة» على الملأ، بدت فيه هدى حسين شديدة الأناقة في أدائها، مؤكدة قدرتها على «حبس أنفاس» مراقبي السباق الرمضاني الخليجي، بما قدمته من أداء لافت، في هذا العمل الذي يعد الثالث في لائحة الكاتبة منى النوفلي، والتي تشارك أيضاً في السباق الدرامي لهذا العام بمسلسل «بيت الذل».
ولكن «الناجية الوحيدة» لم يكن الخيط الوحيد الذي يجمع هدى حسين بمنى النوفلي، فقد سبق لهما أن التقتا في 2019 بمسلسل «غصون في الوحل»، إلا أن اللافت في توليفة «الناجية الوحيدة» يكمن في كونه الأول الذي يجمع منى النوفلي، وهيفاء حسين مع الفنانة هيا عبد السلام، تحت سقف واحد، ففي حين تولت الأولى صياغة النص، ارتدت الثانية قناع البطولة، فيما الثالثة جلست على كرسي الإخراج، ما جعل من محاور العمل الرئيسية «نسائية» الطابع، حتى وإن كان ذلك من قبيل المصادفة، ولعل ذلك ما أعطى «الناجية الوحيدة» بعداً آخر في النجاح.
«الناجية الوحيدة» لم يخرج عن «سكة» القضايا الاجتماعية، ولكنه تميز بامتلاكه عنصر التشويق والإثارة، فالحكاية برمتها تدور حول زوجة رجل أعمال معروف، يندلع حريق هائل في منزلها فيقتل زوجها وأبناؤها الثلاثة، وتكون هي الناجية الوحيدة من هذا الحريق، ولكنها تفقد الذاكرة إثر إصابتها، وتتوالى الأحداث بين تساؤلات حول الفاعل، وحقيقة فقدانها للذاكرة، لتبدأ من بعدها دوائر انتقام لا تنتهي.
في هذا العمل، نجحت هدى حسين في إضفاء «أناقة خاصة» عليه، واكبتها هيا عبد السلام ببصماتها الإخراجية الحديثة، التي ظهرت في العمل بمشاهد الترقب والمواجهات، وهي المشاهد ذاتها التي أبدعت فيها هدى حسين بأداء تمثيلي قوي، الأمر الذي منح «الناجية الوحيدة» قوة عالية، مكنته من تسلق السلم سريعاً نحو قمة «ترند التواصل الاجتماعي».. «الناجية الوحيدة» بدا عملاً مثيراً، يقوم على أساس قصة جيدة، أرهقتها التفاصيل والصراعات الجانبية، التي أفقدت الكاتبة جانباً من ترابط الأحداث مع بعضها البعض، وهو ما قد يؤثر في تفاعل المشاهدين مع العمل، الذي يدور في فلك قصص انتقام كبيرة وصغيرة، بعضها طبيعي والآخر مفتعل لا يمكن التفاعل معه.
على مستوى الأداء، لم تكن هدى حسين اللاعب الوحيد في العمل، فقد ساندها في ذلك جمال الردهان الذي ارتدى عباءة «نواف»، حيث نال عنها تصفيق الجميع على «التواصل الاجتماعي»، حيث أدى الردهان شخصيته بمنتهى السلاسة والتوازن، وكان أداؤه «متلوناً» ومثيراً للدهشة، وهناك أيضاً محمد العلوي، في دور «عدنان»، حيث جاد برومانسيته في العمل، في حين جاء أداء أوس الشطي «طلال»، متواضعاً، وغير قادر على إثارة التعاطف معه.