لم يمر إصدار الشاعرة الفلسطينية دارين شبير لمجموعتها الشعرية الأولى "عبث وتولى" بشكل عابر، إذ جذبت أشعارها الفنان العراقي كاظم الساهر، الذي اختار إحدى قصائد الديوان ليغنيها في ألبومه المقبل، وذات الشيء فعله الساهر حين اختار قصيدة من المجموعة الثانية "وتستمر القافلة" التي وقعت عليها شبير مساء أول من أمس في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

 

قصائد إنسانية

قالت دارين شبير في حديثها لـ "البيان": يضم "وتستمر القافلة" أكثر من 50 قصيدة، اشتغلت عليها خلال فترة جائحة كورونا، وهو ما يظهر تأثير الجائحة على بعض قصائدي. وأوضحت: بين صراع العقل والقلب، ترصد القصائد العلاقات الإنسانية بكل أشكالها وانفعالاتها وتناقضاتها، بطريقة شاعرية أحياناً، وعقلانية متمردة أحياناً أخرى، وأضافت: تغني القصائد للحب تارة وتتصدى للغدر الذي يمارسه الرجل والمرأة على حد سواء تارة أخرى، وتثور القصائد أحياناً على خيانة الأصدقاء والعبث اللامتناهي في العلاقات الإنسانية.

وذكرت شبير: بين مقطوعة شعرية وأخرى تنهمر ملامح القلق الذي عايشه البشر خلال فترة الحجر الصحي، وتتسابق باقات ورد لتعانق الأم، وتتألق بعض النصائح والحكم الحياتية، لتكون هذه المجموعة رسالة تصافح قلب الإنسان وتحاور عقله.

وقالت: اخترت عنوان "وتستمر القافلة" بشكل مقصود، كون الديوان يحمل في كل قصائده مجموعة من الرسائل إلى أفراد المجتمع على اختلاف أدوارهم، كالزوج أو الحبيبة أو الأم أو الابن.

 

بين الشعر والرواية

دارين شبير التي حصلت على "الإقامة الذهبية" أخيراً، كان أول إصدارتها رواية "أزمة شرف" وعنها قالت: بحكم عملي حينها كصحافية في "البيان" تفاعلت مع أحداث واقعية وكتبت رواية، لكن كتاباتي الأولى كانت في مجال الشعر. وأوضحت: كنت أكتب الشعر في سن صغيرة، واعتقدت أن ما كنتُ أكتبه عبارة عن خواطر، ولكن حين عدت إلى كتاباتي الأولى بعد نضوج الحس الشعري لديّ، اكتشفت أني كنت أكتب شعراً موزوناً.

وأضافت: كان هذا بمثابة الإشارة لي أن أستمر بطريق كتابة الشعر، وظهرت مجموعتي الشعرية الأولى بعد الرواية. وذكرت: هناك ملامح رواية جديدة ولكني لا أستطيع تحديد مصيرها في الوقت الحالي.

كما أثنت الشاعرة على تعاونها مع دار مداد للنشر وقالت: تولّت "مداد للنشر" مهمة إصدار كل أعمالي، وقدمت لي كل الدعم، واهتمت بأدق التفاصيل بالشكل الذي يليق بمكانتها وبأهمية ما تقدمه للثقافة. وأضافت: تحرص الدار من خلال مؤسسها ومديرها حسن الزعابي على إثراء الفكر والوعي الإنساني بأفضل صورة، والتركيز على مضامين متميزة وهادفة بشكل مستمر.