تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، افتتحت هيئة الشارقة للمتاحف، أمس الأربعاء، معرض «قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء: الماء والإسلام والفنون»، الذي يستمر حتى 11 ديسمبر المقبل، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
وافتتح المعرض الشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في الشارقة، بحضور كل من نيكولا لينر سفير إيطاليا في الدولة، وجوزيبي فينوشيارو القنصل العام لإيطاليا في دبي، وألبرتو ساكو، نائب العمدة المسؤول عن السياحة والتجارة والعمل في مدينة تورينو، ومنال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، والشيخ سالم القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون- وزارة الثقافة والشباب، وإيدا زيليو غراندي، مدير المعهد الثقافي الإيطالي - سفارة إيطاليا في الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي، والبروفيسور جيوفاني كوراتولا، أستاذ بجامعة أوديني وقيَم المعرض، والدكتور زكي أصلان، مدير إيكروم - الشارقة.
وتم تدشين المعرض بمخطوطة للآية القرآنية «وجعلنا من الماء كل شيء حي».
ويوفر الحدث 120 مقتنىً تاريخياً وعملاً فنياً لحضارات مختلفة من متاحف عدة في إيطاليا لم يسبق عرضها خارج إيطاليا من بينها مجموعة مقتنيات من المتاحف الإيطالية العامة والخاصة، ومشاركة قطع من المجموعة الدائمة من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للفنون، موزعة على أربعة محاور هي: نعمة الماء والإسلام، قسم الماء والحياة اليومية، والحمام التقليدي، وقسم الحدائق.
يتناول المعرض الحضور القوي للماء في التراث والحضارة الإسلامية، بدءاً من ذكره في العديد من النصوص القرآنية، التي وضعت قواعد لاستثمار الماء وتنميته وطرق الحفاظ عليه، إلى دوره في صنع حضارة ثرية بفنون العمارة والأدب والفلسفة والموسيقى والفُقه، حيث يسلط الضوء على نقاط التشابه والاختلافات الثقافية والإقليمية، عبر مجموعة من المقتنيات المعروضة.
رسالة أمل
وقال نيكولا لينر سفير إيطاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة: «يشرفني أن أستقبل بكل ترحاب أول معرض إيطالي إماراتي، ليضع لنا بصمة، ويمثل خطوة مهمة في طريق التعاون بين مؤسستين ثقافيتين متميزتين وكبيرتين، هما مؤسسة متاحف تورينو وهيئة الشارقة للمتاحف، مما يبعث برسالة أمل وتشجيع لبلادنا».
من جانبها قالت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «يسرنا تنظيم هذا المعرض الذي يشكل ثمرة أول تعاون لنا مع مؤسسة متاحف تورينو، بهدف تسليط الضوء على العلاقات التاريخية التي تربط إيطاليا بالعالم الإسلامي».
بدورها أكدت إيدا زيليو غراندي، مدير المعهد الثقافي الإيطالي – أبوظبي، أن الإسلام ركز كثيراً على الماء، حيث ذكرت كلمة الماء في القرآن الكريم بتنوع وتكرار، باعتباره باعثاً للحياة ومثالاً على رحمة الله، وصورة من صور عنايته وأرزاقه.
إرث ثقافي
ويكتسب المعرض الذي يستمر لستة أشهر ويقدم عبر أقسامه الأربعة باقة من المقتنيات التي تعكس استخدامات وفنون وثقافة وتاريخ الحضارة الإسلامية، أهميته من خلال تسليطه الضوء على عنصر الماء من نافذة الفنون والإرث الثقافي، ويركز على ارتباطه بالثقافات والحضارات والأديان والفلسفات والأماكن والتواريخ، بل والحيوات والعوالم عموماً، وارتباطه الوثيق بحركة التطور والنمو، باعتباره الشرط الأكثر أهمية للوجود الإنساني.
إلى ذلك تعقد هيئة الشارقة للمتاحف على هامش المعرض ندوة بعنوان «قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء. الماء والإسلام والفنون»، بعد غد السبت، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وتناقش الجلسة التي سيتم بثها عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالهيئة، التطور التاريخي لدور الماء وتجسيده الإبداعي في الفنون والآثار القديمة العربية والإسلامية، متمثلة في المحاور الأربعة للمعرض: نعمة الماء والإسلام، الماء والحياة اليومية، الحمام التقليدي والحدائق.