لكل مدينة جمالها الخاص، وجعبة أسرارها، التي تدفنها على أطراف شوارعها، وبين ثنايا أزقتها العتيقة.

حيث يفوح منها عطر الماضي، ولكل مدينة ذاكرتها المليئة بالحكايات، التي تعودت أن تسردها على مسامع زوارها، وكذلك هي دبي، التي تختزن في مناطقها حكايات عتيقة، صاغ جملها أولئك الذين مروا في طرقاتها، وعلقوا ذكرياتهم على جدرانها. دبي مع مرور الوقت أصبحت أجمل مدن الشرق.

حيث تعودت ارتداء أروع حللها، تلك المزينة بألوان شرقية، وأخرى غربية الطابع، فاستطاعت بتفاصيلها أن تبهر زوارها أينما أداروا وجوههم فيها، حتى أصبحت بعض مناطقها مقصداً لعشاق التصوير، وأولئك الذين يودون تخليد ذكرياتهم مع المدينة، الأمر الذي مكن هذه الأماكن من ارتداء طابع العالمية، إثر هيمنتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح معها دبي نجمة «إنستغرام»، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.

ذكريات

ما إن تقلب بين صفحات «إنستغرام» حتى تطالعك ملايين الصور، التي توثق لجمال دبي، ومعها ذكريات الناس وزوار المدينة، ولعل ما يميز هذه الصور ما تحتويه من قيم جمالية عالية المستوى. في دبي تعددت الأماكن التي يقصدها رواد «إنستغرام» وعشاق التصوير، وعلى رأسها برج خليفة الأطول في العالم.

والذي لا يزال يسكن قائمة الأماكن الأكثر إقبالاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما منصة المشاهدة الخاصة به، حيث توفر لهم إطلالة خاصة على معالم دبي البارزة. وإلى جانب برجي خليفة والعرب ومنتجع أتلانتس وجزيرة نخلة جميرا، إلا أن هناك مجموعة أخرى من معالم دبي، استطاعت أن تفرض سلطتها على صفحات «إنستغرام»، بعد أن باتت وجهة لعشاق التصوير، الذين وجدوا فيها لمسة فنية خاصة، قادرة على منح الصورة ألقاً خاصاً. ذلك تجلى في «أجنحة ماكسيكو» (Wings of Mexico Dubai) الواقعة في بوليفارد الشيخ محمد بن راشد – وسط مدينة دبي.

حيث يتميز هذا العمل الفني الذي يحمل بصمة الفنان المكسيكي خورخي مارين، بفرادته وبقدرته على تجسيد إمكانات الإبداع البشري، ليبدو العمل مثالاً على تحقيق الأحلام، وتحفيز الرغبة لدى الإنسان لاستكشاف العالم ومغامراته، وتعد «أجنحة ماكسيكو» من الأعمال فائقة الروعة، حيث توجد إضافة إلى دبي، في كل من لوس أنجليس وسنغافورة وناغويا ومدريد.

القوس

معالم عديدة في دبي لم تغب عن القائمة كما عين دبي ودبي أوبرا، وسوق مدينة جميرا وقناة دبي وبحيرة إكسبو 2020 دبي، وكذلك أماكن دبي التراثية، وعلى القائمة ذاتها حجز متحف المستقبل له مكاناً خصوصاً عليها.

حيث يقصده الكثير من عشاق التصوير، الذين يرون في تصميمه المعماري فرادة خاصة، لما يتميز به من خطوط عربية، مكنته من دخول قائمة أجمل 14 متحفاً على مستوى العالم، التي أصدرتها ناشيونال جيوغرافيك أخيراً. وهناك أيضاً «القوس» أو كما يعرفه رواد «إنستغرام» باسمه الإنجليزي (the arch) والواقع ضمن مشروع دبي كريك هاربور.

فقد بات واحداً من أبرز الأماكن التي يقبل عليها رواد الموقع، وما يميز «القوس» هو إطلالته على خور دبي، وكذلك على برج خليفة، حيث يتجلى سحره مع غروب الشمس، وهو يعد من أفضل الأوقات التي يستند إليها عشاق المكان لالتقاط صورهم، كما يعد هذا المكان واحداً من مواقع التصوير الخاصة بالأعمال السينمائية والدرامية، بالنظر إلى ما يوفره من إطلالة.

بحيرة الحب

ما إن يحل الظلام، حتى يلمع شارع الشيخ زايد بأنواره وألوانه الزاهية، لافتاً بذلك أنظار رواد التواصل الاجتماعي، والذين تداولوا أخيراً صوراً قديمة وأخرى حديثة، تظهر مدى التغير الذي أصابه في غضون سنوات قليلة، حتى أضحى شارع الشيخ زايد بمثابة الشريان الرئيسي في قلب دبي. في المقابل، أصبحت بحيرة الحب، التي تشكل جزءاً من سلسلة بحيرات القدرة في دبي.

وجهة لعشاق التصوير، الذين يرون فيها لوحة فنية، كونها صممت بطريقة حرفية ومبتكرة، وزينت بأشجار الغاف اليانعة، الأمر الذي منحها مكانة خاصة لدى رواد «التواصل الاجتماعي»، الذين وجدوا فيها مكاناً خاصاً، يمنح صورهم بريقاً خاصاً قادراً على لفت أنظار متابعيهم.