بالشعر افتتح اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي موسمه الثقافي الجديد، وذلك من خلال أمسية افتراضية أقيمت مساء أول من أمس بمشاركة الشاعر أحمد العسم، والشاعرة أمل السهلاوي، وأدار الأمسية الشاعر المصري سعد عبدالراضي، الذي وصف الأمسية بأنها تعبر عن وهج الإبداع الوطني، وتعكس انصهار الأجيال، وتنوع التجربة الشعرية. كما طرح على المشاركين عدداً من الأسئلة التي توضح معالم تجربتهما، فجاءت إجاباتهما وكأنها محطات بين القراءات الشعرية. 

تواصل مستمر 

قال سعد عبدالراضي: يعد أحمد العسم «أحد القامات الشعرية محلياً وعربياً، صدر له عدد كبير من المجموعات الشعرية باللغة الفصيحة والنبطية، من بينها «مشهد في رئتي»، و«صوت الرمان»، وله عدة أعمال تحت الطبع. من جهته تحدّث العسم عن فكرة التواصل بين الأجيال، وقال: أدعو دائماً إلى التواصل بين الأجيال، وكنا في البداية محظوظين بالعائلة والسوق والأندية، فارتبطنا معهم ثقافياً. وأضاف: في البيت كان هناك مكتبات في الجدار وفي المكتبة شيئان، مواعين وكتب، وعنا مكتبة في «الفريج» والنادي، فتواصلنا مع الأجيال من خلال هذه الثروة. وتابع: كنت كل صباح أذهب مع أصدقائي إلى المقهى القديم نسمع حكايات الأولين وحكايات جداتنا. وأوضح العسم: الآن أدعو البنات وأدعو أمل السهلاوي لتقرأ ما تكتبه، وتجربتي أنقلها في الكتابة. وكنت أدعو قاصة مثلاً، وأقول لها التقطي صورة مع الشاعر الراحل حبيب الصايغ لأننا سنموت، ولكن تبقى الصورة وتبقى فيها ذكرى. 

وعن كتابته لسيرته الذاتية قال العسم: باختصار هي ولد حزين جداً يرسم على طاولة المدرسة شجرة يابسة، يرسم على البحر شجرة يابسة وتفريغ ما في الحزن من آلام الوالد في الكويت والأم تشقى، والجيران الطيبون يمنعونك عن الخطأ. وأضاف: المدرس في المدرسة يتربص لك، ولهذا قبل الذهاب إلى المدرسة أحزن وأرسم شجرة يابسة. وتابع: السيرة الذاتية فيها أذن تستمتع ومتطلبات حياتية لا يمكن للوالد أن يوفرها. هذا التأثر والتأثير رسم في نفس الصبي حتى كبر، وهذه السيرة تحولت للكتابة، والكتابة والسيرة الذاتية كتبت بهذا المعنى. 

كما قرأ العسم عدداً من قصائده، وبدأها بقصيدة «انفصال»، التي كتبها بمناسبة العام الجديد، ومن ثم «النافذ» لتتوالى من بعدها القراءات التي طغى على أجوائها الحالات الإنسانية والوجدانية. 

أطياف الرمادي 

لم تبعد الشاعرة أمل السهلاوي في قراءاتها عن أجواء العسم الإنسانية، لكنها قالت إن مجاراة الشاعر أحمد العسم أمر ليس بالسهل. والسهلاوي التي وصفت بعض نصوصها بأنها بداية شعر النثر، تحدثت عن حضور اللون الرمادي في قصائدها، وقالت: يحضر هذا اللون ربما لأن الحياة لا تأتي كما كنا نعتقد في الطفولة والمراهقة، بل تأتي بجميع أطياف الرمادي. وأضافت: ولعل في هذا الكثير من المواساة، وأغلب الناس يقعون في هذه الرمادية، وأعتقد أن في هذا عزاء للإنسان. وذكرت: أعتقد أن الشعراء أبعد ما يكونون عن الموضوعية والذكاء، فمن الحماقة كتابة الشعر في هذا الزمن، ولكني أعتقد أنها حماقة محببة، ولا أريد أن أتخلى عن هذه السذاجة، أريد أن أكتب كل شيء.