يؤمن المثقف والناشط الاجتماعي السوري، إبراهيم طحطح، أن الثقافة أساس تطوير حياة المجتمع والكفيلة بدفع عجلة التنمية، ومد الناس بالقدرة على مواجهة التحديات من أي نوع كانت.
وانطلاقاً من هذه القاعدة والقناعات الراسخة، فإنه من بين مجموعة قليلة استمرت، منذ اندلاع الحرب في سوريا، بجعل الثقافة سلاح المواجهة الأول مع كل الأفكار والمشروعات الهدامة التي تقوض طمأنينة واستقرار حياة الناس.
حيث واصل التوسع في مشروعه التنويري الثقافي المرتكز على تنظيم المحاضرات التثقيفية ونشر الدراسات بموازاة تجسيد رؤاه الفكرية والاجتماعية على أرض القواقع في صيغ وقوالب عمل تطوعي واجتماعي هادف يدعم حياة الناس ويمنع انجرارهم لأية مسالك واتجاهات غير قويمة، وقد تمثل ذلك بشكل بارز لديه، وبجانب مشروعه التوعوي الثقافي، من خلال نشاطه في الهلال الأحمر، ثقافياً واجتماعياً، ضمن مدينة شهبا في السويداء.
دراسة منوعة
يهتم إبراهيم طحطح بمتابعة ودراسة كل برامج وماهيات وأشكال الحركات الفكرية التخريبية العالمية، التي تحاول تهديم بنى فكرنا العربي وتقويض ركائز أمننا المجتمعي. لذلك، فهو لا يدخر جهداً، على سبيل المثال، في الكشف، عبر برامجه الثقافية ودراساته التنويرية، عن خفايا الماسونية وأشكال تدخلها وما ترتكبها بحقنا. ويحكي عن تجربته في هذا الصدد لـ«البيان»:
«أركز في اهتمامي بشكل رئيسي على الماسونية والبحث في تشعباتها وقوتها وتأثيرها، وهو ما احتاج مني سنوات بحث وتقصٍ دامت لسنوات عدة، حيث اضطرني هذا الأمر إلى أن أبحث في أسرار الحضارات والأبنية القديمة وكل الحضارات القديمة ابتداءً من الحضارة السومرية والفرعونية والمايا وغيرها. بالإضافة إلى عالم الأديان والمعتقدات كالإبراهيمية والمجوسية والزردشتية والصابئة وغيرها لفهم مدى العمق ونقاط الخلاف والتوافق في مثل تلك المعتقدات».
ولفت طحطح إلى أنه «في هذا البحث لا يمكن أن تكتمل الصورة إلا بالغوص في العالم الاقتصادي والسياسي والفكري والديني والمالي والتربوي والزراعي والصحي وباقي العلوم والفلسفات وغيرها..
إن هذا الأمر أعطاني القدرة على التحليل والاقتباس لكثير من الأفكار وإعداد المحاضرات التي لاقت استحساناً كبيراً بين الناس وفهمها لحقيقة ما يحصل بالعالم سلباً وإيجاباً، ما أثمر تحقيق هدفي الثقيفي والتوعوي العام. ولم يتوقف بحثي وعملي الثقافي لتقديم كل ما هو مفيد للمجتمع ومواكب للظروف والزمان».
نشاط متواصل
محاضرات طحطح التنويرية تتجاوز الـ 125، وقد قدمها في معظم المراكز الثقافية في السويداء وفي العديد من الجمعيات الخيرية والصالات العامة والأماكن المجتمعية وبعض السهرات والمنتديات الحوارية. ومن العناوين التي أنجزها: أبرز المجتمعات والمحافل الماسونية، الإعلام قوة لا تقهر، البعثات التعليمية وأسرارها، بناء الإنسان أساس التقدم والحضارات، القوة العمياء، ما بعد كورونا، فلسفة الحكمة الباطنية، مفهوم الحرية والديمقراطية في الإسلام، الطاقة الحيوية والقدرات الخارقة، وغيرها.
العمل الإنساني
يقين راسخ لدى طحطح بأن الثقافة والعمل الإنساني والاجتماعي، كل متكامل، وهو لهذا لم يكتف بنشاطه الثقافي التنويري النظري، بل أدى ويؤدي دوراً مهماً في العمل الإنساني والخيري، حيث يقول طحطح الذي يرأس حالياً شعبة الهلال الأحمر السوري في مدينة شهبا إنني: «تعمقت في هذه الأعمال وتطوعت في المنظمات والهيئات الخيرية المجتمعية، مثل:
الصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من جمعيات ومنظمات إنسانية عالمية. وأسعدني العمل فيها والتطوع للعمل الإنساني والأخلاقي والإغاثي والإسعافي لتقديم العون والمساعدة لمستحقيها، وهذا ما أراحني وأسعدني وأعاد لي السعادة والفرحة، فما أعظم الفرحة بالإنجاز حينما تسعف مريضاً أو تغيث ملهوفاً أو تمسح دمعة طفل محتاج أو امرأة ثكلى أو عاجز».