تُكلل أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأشعار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، ديوان رثاء المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الصادر بعنوان «الغيث الصامت»، الذي يضم قصائد قيلت في رحيل فقيد الوطن إذ تستذكر سجايا الراحل الذي شكل حالة خاصة في تاريخ الإمارات عامة، ودبي على وجه الخصوص، فقد كان في شخصه وسماته الخاصة، ومن خلال الأدوار المهمة، التي اضطلع بها، مثال الإنسان النبيل ورجل الدولة البارز، محباً لبلاده وقيادته قولاً وفعلاً.
وبرحيله في الرابع والعشرين من مارس الماضي، خيمت حالة عامة من الحزن في بلاده التي أحبها، وأخلص لها، ومنحها أجمل سنيّ حياته؛ وقد تبدى كل ذلك، وما هو أكثر منه، في الكلمات الصادقة الشفافة، التي دونها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في نعيه، على حسابه الرسمي عبر «تويتر»، حيث قال: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحمك الله يا أخي وسندي ورفيق دربي.. وأحسن مثواك.. وضعت رحالك عند رب كريم رحيم عظيم..».
المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي عرف عنه حبه لعمل الخير، وامتدت أياديه البيضاء لتشمل البعيد والقريب، وارتبط اسمه بـ«هيئة آل مكتوم الخيرية»، فاستحق العديد من الألقاب الكريمة، التي تعكس مسيرته في الخير والعطاء، ومنها «صاحب القلب الكبير»، وغيره من الألقاب التي حملت أنبل صفاته، وجسدت أدواره، وجهوده الخيرة.
لقب آخر حظي به المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، هو «الغيث الصامت»، والذي أضحى عنواناً لديوان شعري، في رثاء «صاحب القلب الكبير»، صدر أخيراً، ويضم 50 قصيدة بين دفتيه، وتنوعت بين الشعبي والفصيح، هذا بالإضافة إلى 26 تغريدة بأبيات قصيرة؛ بما مجموعه 76 قصيدة ومشاركة شعرية، بعدد سنوات الخير والعطاء التي عاشها الفقيد الراحل.
وجدان
الديوان، الذي جاء بمبادرة، أطلقتها الشاعرة والإعلامية مريم النقبي، التي جمعته وأطلقت فكرته، وأشرف عليه وتابعه الشاعر سعيد بن غماض الراشدي، يترجم مشاعر الفقد والحزن التي عمّت الدولة على أثر رحيل «الغيث الصامت»، ويمثل وجدان كل من عرفه، فيما جاءت القصائد والتدوينات الشعرية القصيرة، لتعكس الأثر العميق الذي تركته مسيرة الراحل الطيبة في النفوس، كما أنها تعرف بجوانب إنسانية خفية في شخصيته، رحمه الله.
لقد أكد هذا الإصدار، ديوان «الغيث الصامت»، أهمية الشعر وقوته أداة تعبيرية عن أهم القضايا الوطنية، وكذلك قدرته على تقديم التقدير الواجب للشخصيات الوطنية. كما يعيد الديوان التذكير بأن الشعر لا يزال سيد الألوان، والأنواع الأدبية في الإمارات، ومتصدر الحفاوة والاهتمام. في سياق هذا، يبرز الشعر وشعراء الإمارات في معرض رثاء «الغيث الصامت»، أصحاب ريادة وتفرد من حيث القدرة على التعبير عن أنفسهم، وامتلاك ناصية الشعر، وتطويع أبياته، وإثراء مفرداته ومعانيها.
فرسان الشعر
ضم ديوان «الغيث الصامت» قصائد لفرسان وكبار شعراء الإمارات، يتقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بقصيدته «حمدان العضيد»، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدة «الميّت الحي»، والشيخة علياء بنت خليفة آل مكتوم، والشيخ محمد بن راشد بن مانع آل مكتوم.
وتتسع القائمة لتضم نخبة كبيرة من شعراء وشاعرات الوطن، منهم : معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ومعالي الدكتور عبدالله بالحيف النعيمي، ومعالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، والدكتور عارف الشيخ، وراشد شرار، وجمال بن حويرب، وشيخة الجابري، وذياب بن غانم المزروعي، ومريم النقبي، وسعيد بن غماض الراشدي، وعلي بن شميل الكعبي، ومبارك بنواس الكتبي، وناصر بن خادم الكعبي، وعتيق الكعبي، ومحمود نور، وفاطمة ناصر، وحمدان السماحي، وفتاة دبي، وسعيد بن طميشان، وسعيد بن صبيح الفلاسي، وسلطان محلي، وأحمد سعيد النيادي، ومولاف، ونايلة الأحبابي، كما ضمت القائمة كلاً من الشعراء: حامد الخاطري، ومبارك بن غماض الراشدي، وسلمى الشامسي، وغدير بن مطر الكتبي، ومحمد حسين بن لوتاه، وعلي مطر المزروعي، وطارق بالحاي، وسعيد القحطاني، وشمسة الأحبابي، وشيخة المقبالي، وذياب الحميدي، وعبدالرزاق بن محمدي، وحمدة العوضي، وعلي الرزي الشامسي، وسعيد سبيل الظنحاني، ومحمد سعيد المشيخي، وعبدالله العساف، وعبيد المهيري.
تدوينات شعرية
لقد استثار رحيل الفقيد الكبير وجدان الشعراء في مختلف ألوان الكتابة الشعرية، ومن ذلك التدوينات الشعرية القصيرة، التي توقف عندها «الغيث الصامت» ملياً، فتضمن مساهمات لنخبة من الشعراء منهم: غياهيب، سيف السعدي، علي الخوار، محمد النوه المنهالي، مصبح الكعبي، عبدالرحمن المطيوعي، حمد البلوشي، أحمد بن ظاهر المهيري، علي السبعان، أسماء الكعبي، سراب الشارقة، ناصر بو شهاب، أحمد النصيرات، محمد المحرمي، زهرة المازمي، خليفة مصبح الكعبي، سلطان بن خليف الطنيجي، العين، ناصر بن يروان النيادي، فطيم الحرز، سعيد المري، علي السادة وغيرهم.
سجايا
جاء اختيار عنوان «الغيث الصامت» لهذا الديوان، من عبارة تصف سجايا الراحل الكريمة، وردت في تغريدة، أطلقتها الدكتورة حصة لوتاه، ووصفت فيها الفقيد الراحل بـ«الغيث الصامت»، لدوره الكبير في خدمة الإنسانية. هذا الوصف اللافت، لاقى انتشاراً وإعجاباً كبيرين، واستحق أن يكون عنواناً لديوان شعر يذكر سجايا المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله.