لم يغفل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عن تحفيز أفراد المجتمع على الارتباط بالتراث بشكل نوعي فاعل يعزز في الوقت نفسه قدراتهم الإبداعية العصرية وربط مسارات التنمية بالثقافة وجعلهم ركيزة أساسية في هذا التوجه، إذ حرص، رحمه الله، على إثراء المبادرات المتخصصة والتوجيه بضرورة العمل على دعم هذه الرؤى، وهو ما تمت ترجمته في الكثير من الفعاليات والمسابقات والبرامج، ومن بين ذلك مسابقة «النخلة بألسنة الشعراء»، التي تعد أول مسابقة دولية متخصصة وتنظمها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي. وقد عقدت دورتها الأولى في العام 2017، بالتزامن مع احتفالات الجائزة بالذكرى العاشرة لتأسيسها «2007 – 2017» ضمن إطار الأنشطة الثقافية للجائزة التي تهدف إلى توظيف الشعر النبطي كوسيلة مهمة في تنمية وعي الجمهور لأهمية شجرة نخيل التمر من الناحية التراثية والزراعية والغذائية والاقتصادية.

هذه الجائزة تربط الثقافة بالتنمية، وتروي أرض نخل التمر بماء الشعر الصافية، ومثلت واحدة من لمسات الراحل الكبير في الربط بين مجالات الحياة، وأنشطة الإنسان على هذه الأرض الطيبة المباركة.

كما تترجم وتجسد هذه الرؤى أيضاً، مسابقة التصوير الدولية «النخلة في عيون العالم» التي تنظمها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.

استدامة

وفي السياق، يحقق موضوع الجائزة أهداف رؤية التنمية المستدامة 2030 إلى جانب دعم وتطوير قطاع نخيل التمر والابتكار الزراعي، إلى جانب الاحتفاء بالجهود المتميزة التي تبذل لتطوير القطاع الزراعي من أجل تنمية مستدامة لنا وللأجيال القادمة، كما تسعى فعاليات المسابقة، إلى إقامة تعاون وطني وإقليمي ودولي بين الجهات ذات الصلة بالابتكار الزراعي وصناعة نخيل التمر، نشر ثقافته والابتكار ين مختلف الفئات المستهدفة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

إبداع

واستطاعت المسابقة خلال كافة دوراتها تعريف العالم باهتمام المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بزراعة النخيل والابتكار الزراعي ومبادراته الكريمة في الأنشطة والمجالات المتعلقة بدعم البحوث والدراسات الخاصة، بالإضافة إلى إبراز الدور الريادي المسؤول لدولة الإمارات في دفع مسيرة الإبداع والابتكار في مجال نخيل التمر والقطاع الزراعي، والاهتمام بقضايا حماية البيئة ومحاربة الفقر وزيادة الرقعة الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة.

19

وبلغ عدد المشاركين الإجمالي المسابقة لعام 2022 على هامش أعمال المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر بدورتها السادسة 1212 شاعراً وشاعرة يمثلون 19 دولة عربية نَظَمُوا قصائدهم ضمن فئتين؛ الفئة الأولى باللغة العربية الفصحى، والفئة الثانية باللهجة النبطية في حب النخلة وفضلها وأثرها.

هوية

الجدير بالذكر أن مسابقة «النخلة بألسنة الشعراء» شهدت منذ دورتها الأولى منافسة حادة بين المشاركين، ما يدل على الاهتمام الذي تحظى به المسابقات من قبل مختلف فئات المجتمع لإبراز أهمية شجرة نخيل التمر باعتبارها جزءاً من الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة وعنصراً أساسياً في معادلة الأمن الغذائي لتحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب تشجيع الشعراء على الإبداع وإتاحة الفرصة أمام الجميع للتنافس بطريقة شفافة وتحقيق الشهرة من خلال تسليط الأضواء على تجارب الشعراء الفائزين بالمسابقة التي تجدد إحياء غرض مهم من أغراض الشعر، وهو وصف شجرة النخيل ورفد المكتبة العربية والساحة الشعرية بنوعية مميزة من القصائد الخاصة بهذا الغرض.

كتاب

كما أصدرت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، كتاباً إلكترونياً بعنوان «ديوان النخلة بألسنة الشعراء» يضم أجود 40 قصيدة في حب النخلة للمشاركين ضمن مسابقة «النخلة بألسنة الشعراء» خلال أربع سنوات 2017 – 2020 وشارك فيها خلال أربع سنوات 291 شاعراً وشاعرة يمثلون 17 دولة عربية، تنافسوا فيها على حب النخلة فاز منهم 14 شاعراً، بإشراف لجنة تحكيم دولية متخصصة، وذلك ضمن سلسلة الإصدارات الإلكترونية للجائزة المتخصصة التي غدت جزءاً من مصادر المعلومات الأساسية في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي، يقع الكتاب في 68 صفحة.