على جناحي سحر الفن السابع، تحمل دبي زوارها، تفتح عيونهم على حكايات كثيرة، بعضها محلي وأخرى قادمة من أصقاع الأرض، لتمنحهم فرصة إلقاء نظرة خاصة على مجتمعات وثقافات متعددة المشارب، فها هي «دانة الدنيا» بدأت الاستعداد لفتح بواباتها أمام مهرجان سينمائي جديد، سيحط رحاله على أرضها، حاملاً معه حكايات من مختلف أصقاع الأرض، بعضها تتحدث العربية، وأخرى ولدت على أرض هوليوود، وثالثة تنطق بلغات الهند، ورابعة ستطل علينا من أفريقيا، حيث لكل حكاية نكهة خاصة وأبطال، وقد صيغت برؤية إخراجية خاصة بها.
«ميتا السينمائي»، هذا هو عنوان المهرجان الجديد، الذي سيرى النور خلال الفترة من 27 - 29 أكتوبر المقبل، ليحلق في فضاء صالات فوكس سينما بنخيل مول، التي ستحتضن فعاليات المهرجان الذي يتوقع أن تستقبل سجادته الحمراء ثلة من نجوم السينما وصناع الأفلام والمحتوى ورواة القصص، ليسيروا جنباً إلى جنب عشاق الفن السابع.
أرض خصبة
نحو 40 عملاً سينمائياً متنوعاً، ستطل على شاشات المهرجان، بعضها فني الطابع، وأخرى تجارية، لتظل رواية القصة هي القاسم المشترك فيما بينها، ليعيد المهرجان تقديم دبي، حاضنة للمواهب وصناع الأفلام وأرضاً خصبة للفن السابع، وهو ما أكدته مديرة المهرجان والشريك الإداري لشركة جريت مايند ايفنتس مانجمنت، ليلى ماسيناي، التي قالت «المهرجان سيعيد تنشيط صناعة السينما والترفيه ليس في دبي وحسب وإنما في المنطقة برمتها»، وتوقعت ليلى خلال مؤتمر صحافي أقيم، أمس، في نخيل مول بنخلة جميرا بدبي، بحضور البروفيسور روزبيه كافي، الجامعة الأمريكية في دبي وأشلي ريتي، نائب الرئيس، التسويق في أو اس ان، بأن يتمكن هذا المهرجان من «قيادة نمو صناعة السينما في الشرق الأوسط وأفريقيا»، مستندة في ذلك على كونه سيشكل مظلة تجمع الأفلام العربية ونظيرتها القادمة من هوليوود وبوليوود والسينما الآسيوية وشقيقتها الأفريقية، وقالت: «المهرجان سيجمع أيضاً على سجادته نجوم الفن السابع، وهو ما يكرس دبي وجهة يقصدها النجوم».
منصة عالمية
وأكدت ليلى أنها وفريق عمل المهرجان مصممون على «تعزيز ثقافة مهرجان الأفلام في دبي». وقالت: بلا شك أن المهرجان سيشكل منصة عرض عالمية، ومنصة لاستقطاب المواهب المحلية وتمكينها من ناحية تطوير المحتوى، وهي خطوة ستقود إلى تقوية الإنتاج السينمائي الإقليمي.
ومع الكشف عن بعض ملامح المهرجان السينمائي الجديد، فقد آثر القائمون عليه التأكيد على أنه أصبح بإمكان صناع الأفلام تقديم أعمالهم لعرضها أمام لجنة التحكيم، التي ستقوم بدورها بعملية اختيار الأفلام المشاركة.
أعمال مختلفة
وفي هذا السياق، أكد طوني المسيح، المدير الإداري لفوكس سينما، التي ستحتضن فعاليات المهرجان، في حديثه مع «البيان»، أن أهمية المهرجان تكمن قدرته على جذب أعمال مختلفة، لم يتعودها رواد صالات السينما في دبي والمنطقة برمتها. وقال: «سيتيح المهرجان الفرصة أمام عرض مجموعة من الأعمال ذات الطابع الفني، التي تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، فضلاً عن ذلك، سيمنح المهرجان كتاب السيناريو وصناع الأفلام والمواهب المحلية والعربية الفرصة للكشف عن مواهبهم»، معتبراً أن ذلك سيسهم في توسيع محتوى الإنتاج العربي والخليجي وتقديمه على مستويات عالمية، منوهاً بأن هناك حاجة ماسة لوجود الإنتاج السينمائي العربي على الساحة العالمية، وقال: أعتقد أن المهرجان سيتولى هذا الجانب، من حيث إتاحة الفرصة أمام مجموعة من الأعمال لتكون حاضرة بقوة في صالات السينما، معتبراً أن المهرجان ومثيله من الأحداث السينمائية ضرورية لتطوير قطاع السينما والاحتفاء به، قائلاً: إن المنطقة أصبحت سوقاً مهمة جداً بالنسبة لشباك التذاكر العالمي.
هيكلية وطريقة عمل «ميتا السينمائي» لا يبدو أنها ستكون مختلفة عن المهرجانات الأخرى، وبحسب القائمون عليه، فسيتم إنشاء صندوق خاص بدعم الأفلام، والذي سيتم تخصيص مدخراته لتمويل فكرتين لمحتوى ما قبل الإنتاج، مقدمة من مواهب إقليمية، بحيث تكون الأولى روائية بينما الثانية وثائقية، وبينوا بأن العملين سيتم عرضهما في دورات المهرجان المقبلة.
جوائز
سيشهد حفل ختام المهرجان الإعلان عن مجموعة من الجوائز المخصصة للأفلام المشاركة، والتي تشمل: جائزة أفضل فيلم إنجليزي، جائزة أفضل فيلم عربي، جائزة أفضل فيلم من جنوب شرق آسيا، جائزة أفضل فيلم أفريقي، جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، جائزة أفضل فيلم وثائقي، جائزة أفضل فيلم آسيوي، جائزة أفضل فيلم قصير، صندوق غرفة الكاتب، صندوق الأفلام الخيالية، وصندوق الأفلام الوثائقية.