كانت بيئة الإمارات بما فيها المعالم التراثية، موضوعاً أساسياً في تجربة جيل الفنانين الرواد جسدوا في أعمالهم جمالية المفردات الإماراتية وأظهروها للعالم.

ورغم تنوع الاتجاهات وسيطرة الاتجاهات الحديثة في الفن بما فيها المفاهيمية والحداثة وما بعد الحداثة، إلا أن الراصد للحركة التشكيلية يعرف أن مفردات الإمارات وتفاصيلها، ما زالت حاضرة في أعمال التشكيليين الشباب، وهو نابع كما أكدوا في حديثهم لـ «البيان» من اعتزازهم ببيئتهم وخصوصية هذه البيئة وما تملكه من مبانٍ وكائنات وممارسات تقليدية.

جمالية العناصر

وفي السياق، قالت الفنانة الإماراتية آمنة أحمد البناء: «أنا أركز على معالم الإمارات وتراثها، لأني أحب أن يلتفت الناس من ثقافات أخرى إلى ثقافتنا وتراثنا، الذي أعمل على إبرازه بطريقة مختلفة، عما تقدمه عادة الصورة الفوتوغرافية، فالفن يجب أن يقدم للإنسان شيئاً مختلفاً على الصورة، ولهذا عملت على فكرة أن جمالية الشيء ليس باكتماله.

ولهذا أترك جزءاً من العمل غير مكتمل، بطريقة تبرز جمالية مختلفة». وأوضحت البناء: «أستخدم في تنفيذ أعمالي الألوان الباردة، واللون البنفسجي الذي لا أستخدمه جاهزاً، بل أمزجه للوصول إلى درجات لا متناهية منه. وفي الجزء الذي يمثل التراث في اللوحة أستخدم الألوان الحارة».

وبينت: «أبرز في أعمالي الزي الإماراتي الخاص بالمرأة الإماراتية والبرقع أيضاً، وأبرز أيضاً جمالية تطريز «التلي» كما رسمت «الكاجوجة» وهي الآلة التقليدية التي تمارس النساء تطريز «التلي» من خلالها».

وذكرت: «شاركت في جناح الشباب في إكسبو 2020 دبي، بعرض عملٍ موضوعه الصيد بالصقور، وأردت من خلال ذلك أن يتعرف الناس من الثقافات الأخرى إلى كيفية ممارسة هذه الرياضة، ورسمت طفلاً في العمل وأثار وجود هذا الطفل الفضول من قبل الأطفال الأجانب الذين كانوا يزورون المعرض».

والبناء تستمر في هذا الاتجاه حيث أولت الرسم جزءاً كبيراً من وقتها، إذ قالت: «أنا حاصلة على بكالوريوس بالمحاسبة، وفيما بعد حصلت على الماجستير، ولكني حرصت على تطوير هوايتي للرسم والتحقت بكورسات، ومن ثم أشرفت على دورات للأطفال، كوني أحرص على نشر المهارة والمعلومة التي أتعملها».

خصوصية

بدوره أكد الفنان فارس الحمادي أنه يحرص في أعماله على تجسيد المعالم الإماراتية بأعماله. وأوضح: «أرسم الخيول العربية والصقور والغزال، كما أبين في أعمالي جمالية المباني القديمة وما فيها من قصور مثل قصر الحصن في أبوظبي، أو قلاع أثرية وجسور، وبهذا الرسم الجمالي أعبر عن عناصر لها قيمتها عالمية مثل الخيول العربية أو غير ذلك من عناصر».

وأضاف: «أركز في تجربتي الفنية على إبراز اهتمامي بمعالمنا والجمالية التي تميزها، وأعكس هذا في أعمالي، وأتمنى من الفنانين الإماراتيين أن يوضحوا للناس تلك الصورة المشرفة لبيئتنا». وذكر: «إن الأعمال التراثية ومعالم دولتنا جميلة جداً وتلفت المشاهدين، وبالنسبة لي حين أرسمها أستخدم الألوان الزيتية أو ألوان الإكرليك».