أكد المسرحي الإماراتي مرعي الحليان، في مناسبة اعتماد مهرجان دبي لمسرح الشباب الكوميديا شعاراً ونهجاً، مع دورته الجديدة 2022، أن هذا الحقل المسرحي ارتبط بمواضيع الحياة اليومية، وبقضايا الناس والمجتمع، ولهذا فهو الأسلوب المسرحي الأقرب إلى الجماهير، لأنها ترى فيه المتعة ووجهة النظر الساخرة تجاه الإشكالات اليومية، ومن المعروف أن فن السخرية فن يعتمد على العقل، وتأمل المفارقات، مشيراً إلى أن السخرية في النهاية هي وجهة نظر، لهذا حققت الكوميديا في المسرح نجاحاً باهراً وجاذباً للجماهير. وأوضح ان المهرجان بهذا يقترب عميقاً من قضايا الناس، ويطلق حالة تفاعلية فاعلة مثمرة معهم ومع قضاياهم واحتياجاتهم.

وتابع الحليان: في دولة الإمارات ومنذ بدايات الحركة المسرحية التي انطلقت في المخيمات الكشفية والأندية كانت المسرحيات والاسكتشات التمثيلية تعتمد على الطابع الكوميدي الساخر في تناول قضايا الحياة ومتناقضاتها، وهو العامل الذي جذب الجمهور الإماراتي إلى هذه المسرحيات والعروض الكوميدية، وحينما تأسست الفرق المسرحية الأهلية (ذات النفع العام)، كانت الأعمال المسرحية أقرب إلى الناس وإلى الجمهور لأنها لم تبتعد عن قضاياهم اليومية، عبر الكوميديا أو التراجيديا التي امتزجت بالكوميديا، فكانت مثلاً مسرحيات المسرح القومي في دبي التي قدمها مجموعة من الرعيل الأول، ومن بينهم عبدالله المطوع، ظاعن جمعة، موزة المزروعي، عبيد صندل.

وأضاف الحليان: هذا الاقتراب من قضايا الناس والجمهور، جعل المسرح الكوميدي قبلة للجماهير تكتض بهم قاعات المسارح وأيضاً كانت هناك تجارب في المسرح الكوميدي شكلت محطات مهمة في تاريخ الحركة المسرحية في الإمارات وخصوصاً في إمارة رأس الخيمة، الشارقة، أبوظبي، والمنطقة الشرقية. ولفت الحليان إلى أن انطلاقة الدورة الجديدة من مهرجان دبي لمسرح الشباب معتمداً الكوميديا كشعار، تؤكد أن المهرجان يسعى باتجاه توسيع دائرة جمهوره، والاقتراب من حديث الناس وهمومهم اليومية، وبالتالي خلق منظومة تفاعلية للمسرح في إيقاع الحياة، وجعل هذا الفن فعالاً في عملية التواصل، وتبادل الأطروحات حول هواجسنا الحياتية، وكأن مهرجان دبي لمسرح الشباب والقائمين عليه، ينوون إعادة عربة المسرح الإماراتي إلى مسارها الصحيح، وهذا شيء يبشر بعودة المسرح كظاهرة فنية حية، وهذا الاختيار يعد في غاية الأهمية وخصوصاً حينما يتم التعويل على جيل الشباب الذين يتمتعون بالهمة والنشاط.