أكد الكاتب الإماراتي عبد الله السبب، أن الكاتب يجب أن يكون رقيباً على نفسه، وأن يتمعن نصه ويقرأه بتأمل قبل نشره، ليكون بذلك جزءاً مهماً من المشهد الإبداعي المتنامي في الإمارات، مشيراً في حديثه لـ«البيان» إلى أن لكل جيل قضاياه وأفكاره المختلفة.

أنجز السبب مخطوطته القصصية الأولى التي حملت اسم «الضباب» عام 1987، غير أن تلك المخطوطة لم تصدر في العام ذاته بسبب ضياعها، ولم يكن يمتلك منها نسخة أخرى، ومنذ فترة وبينما كان يبحث في أرشيفه الصحفي الذي يعود لفترة الثمانينات استطاع أن يجد 7 قصص من مجموعته تلك، ليعيد جمعها وترتيبها حسب تواريخ النشر ومن ثم إعادة طباعتها بعنوان «الضباب»، التي ستروي قصص وحكايات إماراتية وتعالج قضايا مجتمعية. ويعتز الكاتب والشاعر الإماراتي عبد الله السبب بأنه ضمن الجيل الأول من رواد القصة القصيرة في الإمارات.

اختار «الضباب» عنواناً لمجموعته كونها الأكثر نضجاً، وروى السبب في حديثه قصة الغلاف الذي رسمه أستاذ الفن التشكيلي المدرسي حشمت قنديل من مصر آنذاك في منطقة الرمس في إمارة رأس الخيمة، حيث طلب منه وهو يعد لمشروع مجموعته القصصية قبل ضياعها أن يرسم له غلاف مجموعته القصصية فرسمه، ثم ضاعت القصص وظل غلاف الكتاب.

ويتابع السبب: غلاف «الضباب» يتناسب مع القصص الكلاسيكية في المجموعة، والتي تتناول مواضيع مختلفة كالبحر والمرور، إضافة إلى قصص جديدة من حيث الشكل والأسلوب والمضمون، والتي تتناول إشكاليات متعددة منها صراع القلق النفسي وغيرها.

وبالحديث عن القصة القصيرة في الإمارات، ذكر عبد الله السبب أنها ظهرت بشكل مكثف في الثمانينات، وكانت تعالج قضايا مجتمعية هامة، إلا أن عبد الله صقر كان استثناء وكان رائداً للقصة القصيرة من حيث المعالجة وأيضاً مواضيعه التي يتناولها، وعالج الكثير من القضايا، إضافة إلى رواد القصة مثل شيخة الناخي ومريم فرج وأمينة عبد الله وعبد الحميد أحمد وغيرهم.

وقال الكاتب عن توجه جيل الشباب نحو كتابة الرواية خاصة كتابة روايات الرعب: هناك من يكتبها بدراية ومن يكتبها مجاراة للآخرين، وتقليداً للمجتمعات الأخرى، أو يكتب حكايات عن الحب ولكنها هشة، ولهذا التوجه بعض الإيجابيات، ومنها تواجد الشباب في عالم الإبداع لكنهم بحاجة إلى دعم ورعاية وتوجيه، فعلى الكاتب الشاب أن يكون لديه استعداد للاستماع للملاحظات، وعلى الناقد أن يوجه الكاتب ويقدم له النصح.

ووجه السبب نصيحة للشباب بالقراءة المكثفة، والاطلاع على الكتب قبل شرائها وعدم الانسياق وراء الأسماء، واختيار ما يناسبهم من فكرة ومحتوى.