يسلط كتاب «ذاكرة وفن»، للدكتورة المؤرخة نهى فران، الضوء على مسارات الإبداع التشكيلي الإماراتي، ونشأة وتطور الحركة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويضم الكتاب أكثر من 40 مقابلة مع فنانين وشخصيات، كان لها أثر واضح في تطور المشهد الإبداعي وعوالم الفنون التشكيلية في الدولة.

وفي هذا السياق، تقول الدكتورة نهى فران لـ «البيان»: الكتاب يوثق ويؤرخ بواكير الحركة الثقافية، ومختلف المراحل والجوانب التي واكبت ورافقت نشأة الحركة الفنية في الإمارات. وذلك بهدف توثيق تطور الفن البصري في الدولة، والتحديات والإشكاليات والآفاق التي يطرحها واقع هذا الفن، والإسهام في اكتشاف أثر الحداثة وما بعد الحداثة في الحركة الفنية البصرية.

شكر

وتتابع: عند التطرق لما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الفكري والعلمي والثقافي، لا بد من شكر قيادتها الحكيمة على رعايتها للحركة الفنية، والإسهام في نشأتها وتطورها منذ البدايات الأولى، التي تمثلت برعاية الفنانين، وتأسيس المتاحف والمؤسسات.

وتشير فران إلى أن كتاب «ذاكرة وفن»، يرتكز على معرفة الظروف التاريخية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، التي أدّت إلى نشأة الحركة الثقافية في الإمارات، وصياغة رؤية عامة لإشكالية التعامل مع الموروث الثقافي وفنون الحداثة وما بعدها، من الناحية الجمالية والفنية، إضافة إلى السعي لتوثيق الفن الإماراتي المعاصر.

وثائق معتمدة

وحول أهم التحديات التي رافقت إصدار الكتاب، باعتباره منجزاً بحثياً استثنائياً، تقول فران: اعتمدت في الكتاب على المنهج التاريخي والمنهج التحليلي، مع تقديم دراسة موجزة عن الفنانين، وأهم أعمالهم ورؤيتهم الفنية.

ونظراً إلى أن مسألة جمع الوثائق، تعتبر من أهم ركائز البحث، تم الاستعانة بالعديد من أرشيف الصحف، وأرشيف جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وأرشيف هيئة الشارقة للوثائق والبحوث، والأرشيف الوطني، وأرشيف المجمع الثقافي، وأرشيف الفنانين، وغير ذلك، إلى جانب الأبحاث الميدانية، المقابلات الشخصية، وزيارة مراسم الفنانين المعاصرين، والمقتنيات الفنية والمتاحف، والعديد من صالات العرض ومخزوناتها من الأعمال الفنية.

وتشير فران إلى إن معرفة تاريخ المجتمع، ضرورية لفهم واقعه. وللتعرف إلى حضارة أي بلد، يجب الاطلاع على فنونه، وهذا هو السبب الموضوعي وراء هذا الكتاب.