أكد الروائي العراقي أزهر جرجيس أنه يصنع من المحن عجين الحكايات، وأشار في حديثه لـ«البيان» إلى أن الهجرة لم تكن يوماً ميزة تضاف إلى السجل البشري، فالمرء سلطان في أرضه، أو هكذا ينبغي أن يكون. جرجيس المقيم في النرويج، والذي رشحت روايته «حجر السعادة» الصادرة عن دار الرافدين ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2023، لفت إلى أن الظهور ضمن لوائح الجائزة العالمية للرواية العربية مكافأة يتحصل عليها الكاتب لقاء منجزه، وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت واحة عطاء المبدعين العرب بشتى أصنافهم.

إشادة

وأوضح أن الكتابة بنت التجارب، وما لم يخض الكاتب تجارب الحياة، لن يقدر على تقديم منجز يستحق الإشادة كحد أدنى. لقد عشت الحياة طولاً وعرضاً، وتعرضت للكثير من المحن، التي أمست فيما بعد مادتي الأولية التي أصنع منها عجين الحكايات. في العراق عشت سنوات التكوين، وفي النرويج سنوات الغربة، وبين الـ هنا والـ هناك تعلمت كيف تكتب القصص.

وعن ميوله في كتاباته إلى السخرية والكوميديا السوداء، قال: ما يميز الكتابة الساخرة أنها أكثر قبولاً في التلقي لدى القارئ، وهي برأيي طريقة مثلى لهجاء المجتمع والسلطة، بما يحملان من زيف قد لا يرى ما لم يقشط عنه الطلاء بمشرط السخرية والتهكم. على أنها تبقى أداة لإيصال الفكرة وليست موضوعاً للتناول.

مكافأة

وعن ترشيحه إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الحالية، أكد أن الظهور ضمن لوائح الجائزة العالمية للرواية العربية مكافأة يتحصل عليها الكاتب لقاء منجزه، بما لها من قدرة على تسليط الضوء نحو هذا المنجز. ودولة الإمارات باتت بيت المبدعين العرب بشتى أصنافهم.

وعن واقع الثقافة العربية، أشار إلى أن السنوات الأخيرة قدم المشغل الثقافي العربي أسماء متميزة على مستوى السرد بشكل خاص، إذ استطاع رفد المكتبة بأعمال متفردة في الرواية والسيرة والقصة القصيرة. وتابع: كذلك المنتج الشعري لا يقل نشاطاً وتميزاً عن باقي الأجناس الأدبية، فهنالك حركة شعرية دؤوبة وبالغة الخصوصية يتميز بها المشهد الثقافي العربي بشكل عام. وعن أثر الهجرة على المبدعين، قال: لم تكن الهجرة يوماً ما ميزة تضاف إلى السجل البشري، فضلاً عن سجل المبدعين، إذ غالباً ما تأتي اضطراراً. بالطبع لا أتحدث ههنا عن الهجرة لطلب العلم مثلاً، بل عن تلك الهجرة القاسية التي يرغم عليها المرء نتيجة أسباب متنوعة.