تميزت الإمارات بمبادئ التسامح والانفتاح تجاه الشعوب والثقافات المختلفة، وجعلت من أرضها مكاناً خصباً ومتنوعاً، ومنحت المبدعين فرصة للنجاح والتميز في أعمالهم. الإمارات استقطبت المواهب والمشاهير وأصحاب المهارات وقدّرت هذا التميز من خلال الإقامة الذهبية التي تسهم في زيادة الإبداع.

تسهيلات وامتيازات

ويمنح استقطاب القنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج الفرصة لكل من الإعلاميين والصحفيين المميزين وغيرهم بالحصول على الفرصة المناسبة لهم. «البيان» التقت مجموعة من الإعلاميين، الذين تميزوا وطوروا مسيرتهم المهنية من خلال عدة مؤسسات إعلامية بدبي، ويتحدثون عن الإعلام التقليدي والرقمي، حيث يقول الإعلامي فراس حمزة، الذي يعمل معد ومحرر ومنتج أخبار وبرامج وأفلام وثائقية عن تجربته الإعلامية: أتيت إلى دبي في عام 2005 وفيها بدأت مسيرتي المهنية، حيث اكتسبت خبرة كبيرة في بلد تميز بوجود نمط حياة عصري ومتقدم، والحياة فيها مكتملة الأوصاف من مختلف الجوانب، إنها تنافسية ومثيرة للتحدي ومحفزة بالنسبة لي وإلى من يسعون خلف بناء مسيرة مهنية ناجحة، في دبي حصلت على مختلف التسهيلات والامتيازات وأتيحت لي الكثير من الفرص.

ويؤكد حمزة أن الإعلام الرقمي أصبح يفرض نفسه على الوسائل التقليدية، وبات يستخدم على نطاق واسع في العالم، وهناك منافسون لذلك لا بد من تطوير المحتوى وتحسين الأداء والاهتمام بالقضايا التي تشغل الجمهور وابتكار أساليب جديدة تعزز مكانة وسائل الإعلام التقليدية وقدرتها على التأثير من خلال منصات تفاعلية تواكب احتياجات الجمهور وأذواقه.

فرص التدريب

وتحدثت الإعلامية سوسن سعد عن برامجها التلفزيونية، التي تم تصويرها في دبي ثم انطلقت لكل العالم، وتقول: دبي جمعتني بكل العالم من خلال شركات ذات خبرة في مجالاتها الإعلامية المختلفة، هناك الكثير من الفرص في دبي، خصوصاً تسهيلات الإقامة الذهبية للمتميزين في الإعلام، وأيضاً فرص التدريب المتنوعة في أكاديمية الإعلام الرقمي، وأيضاً فرص ريادة الإعلام من خلال فتح قنوات تلفزيونية متنوعة في مدينة الإعلام ميديا سيتي.

وتضيف: أتذكر أول مرة أدخل مبنى تلفزيون دبي الذي أعمل به حالياً وانبهاري بمركز الأخبار، واستخدامهم لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في الإعلام وأنا أتحدث عن 2016، اليوم دبي رائدة إعلامياً.

وعن مدى تهديد الإعلام الرقمي للإعلام التقليدي، قالت: لا يوجد هناك وجود لكلمة تهديد في قاموسي الشخصي، فكل نوع إعلام أو منصة إعلام لها خبراؤها وجمهورها ووقتها، وكل ما هو جديد دائماً يأخذ الحصة الأكبر، لربما بعد سنوات من الآن سننطلق بإعلام الذكاء الاصطناعي ويصبح الإعلام الرقمي أقل أهمية، كل نوع ومنصة لها دورها ووقتها ولا يمكن إلغاؤها، ماذا سيحدث للإعلام الرقمي مثلاً في حال انقطاع الإنترنت، الإعلام التقليدي سيسيطر من جديد ولكن يبقى التطوير المستمر والتكيف هو العامل الرئيسي في بقاء الإعلام التقليدي، وعلينا أن نطور من أدواتنا في كل المنصات ونبقى على تحديث دائم.

أحلام الشباب

وفي السياق نفسه، قال الإعلامي مهران القاسم: دبي هي حاضنة لأحلام الشباب، فيها يتوجه الحالمون إلى تحقيق أمنياتهم، أرضها خصبة بالمبدعين وسماؤها تمطر بالفرص ليس في مجال الإعلام فحسب بل في شتى المجالات حتى باتت تُعرف بأرض الحلم، عملت في الإعلام منذ عام 2006 فكانت دبي بالنسبة لي أكبر داعم في مسيرتي المهنية، وقد أكون من الأشخاص المحظوظين بسبب تواجدي في إمارة دبي، إذ حالفني الحظ أن أعمل في عدد من القنوات الفضائية حتى صُقلت خبرتي واتسع إدراكي الإعلامي لانتقل بعدها للعمل في أكبر محطات التلفزة العربية ليصل بي المطاف أن أكون مقدم برامج في تلفزيون دبي.

وأضاف: لا يخفى على أحد التحديات التي تمر على الإعلام التقليدي رغم تحفظي على كلمة تقليدي، فأنا أفضل تسميته بالإعلام الحقيقي الذي يمر بتحديات، ويعتقد البعض وللوهلة الأولى أنها ستكون نهاية الإعلام التقليدي، إلا أن الواقع يعكس غير ذلك فمهما كثرت الوسائل الرقمية إلا أنها تخفي في طياتها أمراً يجعل من تأثيرها رغم اتساعه محدوداً لعدة أسباب، مثلاً هي وسيلة متاحة للجميع فالكل يستطيع أن يشارك أخباره عبر هذه الوسيلة، وهذا يضعنا أمام حقيقة كبيرة ألا وهي الوثوق بهذه المعلومات ومصدرها، إضافة إلى التحول من التقليدي إلى الرقمي، فكل وسيلة إعلام تقليدية أصبح لها وجه جديد، وجه رقمي لكنها تحمل جينات الإعلام التقليدي نفسها، كما أن الإعلام التقليدي محكم بمجموعة من التشريعات والضوابط التي تراقب توازنه لدى كل شرائح المجتمع، وهذه الميزة غير متوفرة في الإعلام الرقمي.