نجحت دبي في جعل الذكاء الاصطناعي والتقنية العصرية، حاضرين ومؤثرين في عوالم الإبداع والفكر والمعرفة بشكل خلاق، لم يمح دور الممارسات الإبداعية التقليدية أو يغيب دور المبدعين ويؤثر على مستويات نتاجاتهم بل بالعكس، أفادهم وعزز مهاراتهم وقوى عضدهم، وهو ما يتجلى بشفافية ووجهة مثمرة في مختلف المشروعات الإبداعية في دبي، سواء من الجهات الرسمية أم المراكز أم الفنانين والكتاب، ويأتي على رأس ذلك جهود وبرامج «دبي للثقافة»، التي تستثمر كل الطاقات لتوظيف الذكاء الاصطناعي في وجه مبتكر.

وذلك بالتوازي مع دعم دبي لرؤى الابتكار والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء مراكز بحثية متخصصة وتوفير التمويل والدعم للشركات الناشئة والمشاريع الابتكارية، وتوفيرها للبيئة الريادية الحاضنة للشركات التكنولوجية والناشئة، وعمل شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد نجحت، كما يقول كتاب وفنانون، في توفير فرص كبرى للعمل الإبداعي القائم على ركائز التقنية وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة والخبرات بين شتى الجهات، وهو ما أثمر الكثير من الإيجابية على صعيد قدراتها على التفوق عالمياً في صناعة المحتوى وتوظيف التطبيقات الذكية في مختلف المجالات.

هذه الأرض الخصبة قدمت للفنانين والكتاب ولصناع المحتوى، على اختلاف تخصصاتهم، فرصاً ذهبية للإبداع والتميز القائم على توظيف التقنيات العصرية، كل في مجاله، ففتحت الأبواب على مصاريعها ليقدم الجميع جديده من خلال استغلال التقنيات الحديثة التي ساهمت بشكل كبير في تطوير أعمالهم ومهاراتهم أيضاً، وصقلها وإعطائها أبعاداً وفضاءات عالمية رحبة وخصبة.

قال الكاتب ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات: «أعتقد أن من لا يواكب التقدم التقني في الإبداع وصناعة المحتوى والتطور الكبير في الذكاء الاصطناعي، في جميع الحقول، لن يتمكن من اللحاق بالآخرين، فالذكاء الاصطناعي في تطور مستمر ويضم الميتافيرس والتشات جي بي تي وغيرها الكثير من التقنيات التي دخلت على الصورة والصوت والنص والفنون بصنوفها أيضاً، وبدأ الذكاء الاصطناعي يكتسح صناعة المحتوى وأصبح هناك نوع من الكتاب والفنانين والرسامين الجدد الذين برزوا بسبب الذكاء الاصطناعي لأنه يلبي احتياجات كل شخص إمكانياته بسيطة أو محدودة وأصبح بإمكانه أن يصبح صانع محتوى»، وتابع: ولا شك أن دبي أبدعت في هذا الشأن ونجحت في تسطير قصة عالمية متفردة، حيث باتت درة الفنانين والكتاب وصناع المحتوى، العاشقين للتقنيات العصرية والذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن دبي دائماً هي السباقة في كل الميادين، وهي دائماً تقطع وتسبق بمسافة عشر خطوات أو عشر سنوات للأمام قبل أي كان، وتبرز بشكل خاص مجال الذكاء الاصطناعي وتوظيف التقنيات العصرية في حقول الحياة كافة، ومنها الفنون والفكر والإبداع، فهي متبنية لهذا الأمر قبل الآخرين، وأقامت لذلك مؤتمرات خاصة وندوات وأحضرت الخبراء من كل أنحاء العالم ليجتمعوا على أرضها ويناقشوا المستجدات في هذا المجال، ولديها متحف خاص للمستقبل يحوي مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي، عوضاً عن أن الذكاء الاصطناعي دخل في مختلف التعاملات اليومية، وساهم في تطوير الأعمال وجعل الحياة أكثر سهولة على كل من يسكن على أرضها.

وأكد الفلاسي أن دبي وفرت بيئة ريادية حاضنة للشركات التكنولوجية والشركات الناشئة والمبدعين المتخصصين بهذه المجالات.

ثراء

بدوره، أكد الناشر والكاتب، جمال الشحي، أن الذكاء الاصطناعي ساهم بشكل كبير في مساعدة الناشر على المقارنة بين الكتابات المتنوعة ومعرفة الحقيقي من المنقول، واستطاع أن يختصر الوقت والجهد كثيراً على عمل الناشر الذي يتطلب الكثير من الدقة والمتابعة.

وقال: «دبي مدينة ذكية، لذا لا يمكن لهذه المدينة إلا أن تكون أرضاً خصبة لمختلف أنواع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في كل المجالات ومن بينها صناعة المحتوى، سواء أكان صانع المحتوى كاتباً أم ناشراً أم غير ذلك». وبين أن هذا النهج لدبي يعزز خدمة التطور الإنساني ويعضد دور الفنون في سعادة الناس وخدمة احتياجاتهم.