لا أحد ينكر وجود أزمة في القراءة واهتمام الشباب بها خلال العصر الحالي، ورغم انتشار «ظاهرة» إقامة معارض الكتب في معظم البلدان العربية، لكن يُلاحظ الكثيرون انصراف الناس عن الحضور وعدم الإقبال على الشراء.

وإن صادف ووُجد قلة من الشباب المثقفين المهتمين بالقراءة، نلاحظ أن نوعية الكتب التي يهتمون بها تختلف كلياً عما كان يهتم به الجيل السابق.

وسائل

وفي هذا السياق، قالت الباحثة في الدراسات الأدبية والكاتبة مي محمد المرسي، لـ«البيان»: إن الجيل الجديد يقرأ لكن الوسيلة هي التي تراجعت، بمعنى أن القراءة من الكتب لم تعد هي الطريقة الأولى، لكن الكتاب الالكتروني بات هو المتاح، فمن السهل أن يدخل أي شخص على تطبيقات بها كتب وروايات.

وأضافت: الجيل الحالي يقرأ، لكن السؤال الأهم هنا ماذا يقرأ؟، فالجيل القديم سيقرأ كتباً في الفلسفة والتاريخ والأدب، لكن الجيل الحالي يقرأ فقط روايات الرعب ومذكرات وكتباً لعدد من البلوجر وغيرها.

وأشارت إلى أن لدينا عقولاً وأدباء وفلاسفة وكتاباً كثر، لكن عدم تسليط الضوء عليهم هو السبب في حالة الضبابية التي تسيطر علينا حالياً، فالعملية المعرفية تحتاج إلى تكامل. معارض الكتب العربية تضم أعمالاً تستحق أن تحظى بالاهتمام.

بدوره، قال الناقد محمد عبدالرحمن: أولاً لا يمكن أن نقول بأن الشباب قد تراجع عن القراءة، فمعارض الكتب العربية تقام كل عام ويزورها سنوياً الملايين، لذلك يمكن أن نناقش لماذا يهتم الشباب بالروايات وكتب التنمية البشرية أكثر من شئ آخر؟.

مستوى الثقافة

وأوضح أن هذا الأمر يعود من وجهة نظره؛ لتراجع مستوى التثقيف الحقيقي والرغبة في القراءة من أجل التسلية وليس من أجل ما خلقت من أجله القراءة فعلاً؛ وهو أن نعيش حيوات أخرى وأن نعرف ثقافات ومعلومات لا تتاح إلا بين دفتي كتاب.

تشجيع

وختم: أتفق مع الرأي القائل إن مواقع التواصل كانت سلاحاً ذا حدين في مجال التشجيع على القراءة فمن خلالها بات الوصول للكتب وللمؤلفين أسهل والتفاعل معهم لكن باتت الأولوية للكتب «البيست سيلر» وللكتب التي لها دعاية كبيرة وليست للمفيد والمهم، وفي كل الأحوال ننصح القراء الذين يريدون أن يستفيدوا من أوقاتهم بالتنوع وبعدم قراءة مجال واحد أو أشخاص محددين، عليهم أن ينفتحوا ويجربوا أياً كان أسلوب القراءة هل كتاب مطبوع أو رقمي، المهم ماذا نقرأ وليس كيف وكم نقرأ.