تتواصل العروض المونودرامية، التي تقام في الدورة السابعة من مهرجان الكويت للمونودراما، لتصل إلى المحطة الرابعة إذ قدمت فرقة الطائف السعودية العرض المسرحي «ساكن متحرك» وهو من تأليف فهد الحارثي وإخراج أحمد الأحمري وتمثيل بدر الغامدي.
وضعنا المؤلف منذ البداية أمام اللغة وهي تندفع في جسد الممثل فتنعقد اللغة مع الأشياء وتشكل مع الفضاء لغزاً رمزياً، لغز الممثل الذي انتهى حلمه بالتمثيل وتاهت فرصه نحو التمثيل، ليتحول الجسد إلى كيان مقيد بالحياة والزمن والموت فالحياة محكومة بعداد الزمن الراكض نحو النهاية، أما السكوت أو الموت، فلتبدو المسرحية حلماً يترجم العوالم التي انتقتها الصورة من فوضى العالم إلى الرحلة الحلمية ما بين الصعود والهبوط.
والفرح والحزن والفقد وخاصة العثور على البالطو بالطو الممثل القديم وتتحول مرحلة العثور على البالطو إلى منطقة ما بين التغني والتحدث وهي منطقة انتقال مفاجئ تبحث في الغناء عن موضع آخر للغة وعن مستوى غير مستكشف حاول نص العرض تعريته عبر أغاني عبدالوهاب وفيروز، كأن الأغاني تحولت إلى زيادة في المضاعفة والتسلل فكل شيء جاء من تفكك الشكل الهندسي والطيفي.
المضحكاني
كما قدم المهرجان عرض فرقة مسرح الخليج العربي لمسرحية «المضحكاني»، من تأليف وإخراج وتمثيل مشعل العيدان، وهو عرض تمتّع بالكثير من المواصفات الفنية والتقنية والحسية، التي أهّلته للنجاح في مختلف جوانبه، إذ إن الفكرة جاءت مباشرة، وليست عصية على الفهم، إضافة إلى أنها تحمل رسالة جميلة، مفادها تقدير من يدخل إلى أنفسنا البهجة.
إضافة إلى الفضاء المسرحي الذي امتدت مساحته لتلامس شغاف القلب. وتتمحور أحداث العرض في شخصية (مسعود المضحكاني)، الذي كان يعشق فن المونولوج منذ صغره، وكان مثله الأعلى في ذلك محمد لويس ومحمد شكوكو. إن العرض يحمل في مضامينه رسالة مفادها تقدير كل صاحب مهنة، وعدم السخرية منه، وخصوصاً المونولوجست، الذي يحمل في صدره قلباً محبّاً للجميع.