في عالم متعدد الثقافات، تظل المدن العالمية الرئيسة محركاً للتواصل والتفاعل الثقافي. وفي هذا المحور تبرز دبي واحدة من تلك المدن التي تعزز الحوار الثقافي العالمي بطرق متعددة، ما يؤكد دورها المهم محوراً حيوياً للتبادل الثقافي، بفضل موقعها الاستراتيجي كمركز للتبادل الثقافي والاقتصادي، تجذب بيئة دبي الغنية بتراثها وإرثها الحضاري الزوار والمقيمين من جميع أنحاء العالم، ما يسهم في تشكيل منظر ثقافي ديناميكي ومتنوع.
تبادل الخبرات
وحول التعددية الثقافية وانعكاسها على توازن واستدامة المجتمعات المعاصرة كمجتمع مدينة دبي، تقول الكاتبة الفلبينية كاندي غورلاي، التي ألفت العديد من الكتب، أبرزها «قصة طويلة»، و«إشراق»، و«بون توك»: إن تنوع السكان في دبي، يعكس قلباً نابضاً بالحياة والتنوع الثقافي. يجتمع الناس في هذه المدينة، ليس فقط لأغراض العمل والتجارة، ولكن أيضاً لمشاركة تجاربهم وتقاليدهم وفنونهم. هذا التنوع يشكل قاعدة قوية لتعزيز الحوار الثقافي، حيث يمكن للأفكار والتقاليد أن تمتد وتأخذ طابعاً يستشرف مستقبل الحضارات، ومبني على تبادل الخبرات والمعارف الإنسانية وتطورها المستمر.
منصة التأثير
وعن الدور البارز للفعاليات والنشاطات الأدبية والفنية في تعزيز الحوار الثقافي للفنون والآداب المعاصرة في إمارة دبي، تؤكد الشاعرة البوتسوانية توانغوا ديما، التي تم اختيار كتبها ضمن أبرز الكتب الأفريقية لعام 2022، من قبل صحيفة «بريتل بيبر»: دبي تتألق كواحدة من أبرز المدن العالمية التي تعزز الحوار الثقافي العالمي، من خلال استضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، مثل مهرجان طيران الإمارات للآداب والفنون، ومعرض دبي للتصميم، اللذين يوفران منصة للفنانين والمبدعين لعرض أعمالهم وتبادل الأفكار والتجارب، بالإضافة إلى ذلك، تمتلك المدينة العديد من المتاحف والمعارض الفنية، التي تسلط الضوء على تاريخ وثقافة الشرق الأوسط والعالم، وهي نقطة انطلاق للإلهام والابتكار المعرفي.
احترام الآخر
ويرى الكاتب المسرحي والمخرج الياباني توشيكازو كاواجوتشي، أن المجتمعات المعاصرة باتت اليوم تعيش عصراً تزايدت فيه الاحتكاكات الثقافية، وتنوعت فيها التحديات التي تواجه العالم. ومن هنا، تأتي أهمية الحوار الثقافي في تخفيف التوترات، وبناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب، ما يسهم في تعزيز القيم المشتركة وفهم الاختلافات، وبالتالي، يعزز التسامح والتعايش السلمي، وهو ما أعتبره على النطاق الشخصي هويه مدينة دبي، أيقونة التسامح واحترام الآخر، من خلال التعرف إلى الثقافات المختلفة، يمكن للأفراد والمجتمعات أن يستفيدوا من تجارب الآخرين، ويطوروا الفهم المتبادل والاحترام المتبادل لتراث الشعوب، وتجانس الأفكار، واختلاف الطرح والمضمون الإيجابي.
عناصر التكوين
ومن واقع تجربتها الشخصية، تقول الفائزة بجائزة الكتاب العربي الأمريكي عام 2020، ثم عام 2022، الروائية وكاتبة القصص المصورة، ملكة غريب، إنها ولدت ونشأت في الولايات المتحدة، لأب مصري وأم فلبينية، وهذا الاختلاف كان قادراً على الإجابة عن العديد من التساؤلات بداخلها، حول ماهية الاختلاف وعناصر التكوين والجمال للإشراقات غير الملموسة، وكيف يمكن إيجاد مواطن مشتركه للاندماج في العديد من الشؤون الاجتماعية والثقافية، من واقع حال الشعوب شرقاً وغرباً، لا سيما بين المقيمين في دولة الإمارات، مؤكدة أن إقامتها في دبي، أسهمت في إثراء تجاربها الأدبية، وفى مقدمها كتابها «أنا كنت حلمهم الأمريكي»، وهو مذكرات مصورة، نُشرت عام 2019، عن الجيل الأول من الأمريكيين المصريين الفلبينيين.