بين الحاضر والماضي تغيرت معايير الجمال بين النساء العربيات بشكل دراماتيكي، ففي الماضي عندما تذهب أم العريس لاختيار الزوجة المستقبلية لابنها تحرص أشد الحرص على اختيار عروس بملامح الجمال العربية ومنها دقة تفاصيل الوجه، الأنف والعين ولا يحبذ اختيار العروس ذات الشفاه الممتلئة، وبلهجتنا المحلية «نبا عروس ثمها (فمها) صغير».
ولكن الأذواق ومقاييس الجمال بين النساء والفتيات تغيرت وبشكل متسارع خاصة مع ازدياد الهوس بالعمليات التجميلية في مجتمعاتنا. وإذا ألقينا الضوء على عمليات التجميل الأبرز حالياً، نجد أنه أضحت الشفاه المنفوخة لدى أغلب النساء من الأمور الاعتيادية، التي تلمحها باستمرار في شتى الأماكن. وصار الحجم المبالغ فيه للشفاه المنفوخة (عبر العمليات) مادة للتهكم والسخرية من قبل عامة الناس، وكذلك ازدياد الإنفاق المادي المتوالي على هذه المسألة أصبح محل استغراب..ومما يثير الدهشة أنه، وليس منذ فترة زمنية بعيدة جداً، كان امتلاء شفاه الفتاة لا يعد معياراً جمالها وتفضيلها من قبل العريس.
النساء ومن مختلف الأعمار، ركبن أسرع موجة تكبير أو نفخ الشفاه بالفيلر. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي الأسباب؟ هل حقاً أن الرجل تجذبه المرأة بهذه السمات، أو هي بفعل تأثيرات نجوم التواصل الاجتماعي على متابعيهم ؟ ولقد أثيرت مؤخراً عدة علامات استفهام حول حجم الشفاه المبالغ فيها لدى بعض نجمات التلفزيون في بعض الدول، حتى صرن مادة للسخرية والنقد والنتيجة ببساطة إننا نخسر الجمال الطبيعي والشوق إليه سيزداد كالحنين إلى الماضي الجميل.
سبايك.. صفحة شهرية تسرد ألق ذكريات المجتمع وتنثر عبير جماليات قصص الماضي، ناسجة لوحات حنين ثرية بالقيم التراثية ونابضة بألوان استحضارها العصرية الخلاقة.