تشهد الخيمة الشعبية التي تحتضن النسخة التاسعة من مهرجان المالح والصيد البحري الذي يختتم أعماله مساء اليوم 11 سبتمبر الجاري، تفاعلاً جماهيرياً كبيراً من أبناء مدينة دبا الحصن ومختلف إمارات الدولة مع الفعاليات والأنشطة التراثية التي يقدمها المهرجان وتعكس إرثاً ثقافياً يحكي عادات وتقاليد وتاريخ الأجداد بدءاً من أدوات ووسائل صيد السمك وطرقه وما يصاحبها من أهازيج وأغانٍ بحرية قديمة، إلى طرق تمليح السمك وتعبئته وإعداده وأساليب طهيه وتقديمه.
وأعرب عدد كبير من الصيادين وأصحاب المحال التجارية المتخصصة بصناعة المالح ومشتقاته المشاركين بالمهرجان عن سعادتهم الغامرة بتواصل هذا الحدث على مدار تسع سنوات، وتقديرهم لجهود غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية دبا الحصن والمجلس البلدي في مدينة دبا الحصن وحرصهم الدائم على تطوير فعالياته، مؤكدين أن مهرجان المالح والصيد البحري يمثل بالنسبة لهم فرصة سنوية لتبادل الخبرات والتجارب، فضلاً عن الترويج لمنتجاتهم وتعزيز مبيعاتهم من المالح، إلى جانب تعريف الأجيال الجديدة من الشباب الإماراتي، كي يبقوا على تواصل دائم ومعرفة بتراث آبائهم وأجدادهم.
إضافة نوعية
وأكد محمد أحمد أمين العوضي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، حرص الغرفة وكل الجهات المنظمة للحدث على جعل المهرجان بمثابة إضافة نوعية لإرث دولة الإمارات بصفة عامة ولمدينة دبا الحصن على وجه الخصوص، وليكون دائماً أحد الإسهامات المشتركة والمتواصلة في الحفاظ على الموروث الشعبي العريق الذي تتمتع به المنطقة، فضلاً عن تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية ودعم الصناعات الحرفية والغذائية في المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة، وتشجيع أبناء المنطقة على تحقيق أفضل استفادة من هذا المهرجان، وكذلك التمسك بهذا الموروث وبصناعة المالح باعتبارها واحدة من أهم الصناعات التقليدية في المجتمع الإماراتي وأحد روافد الأمن الغذائي للدولة.
تعريف الأجيال
وأكد الوالد علي حميد الظهوري أحد المتخصصين بصناعة المالح، أنه يحرص على المشاركة في المهرجان منذ أول دورة انطلق فيها، وأضاف قائلاً: إن مشاركتي في هذا الحدث سنوياً ليس للترويج لمنتجاتي وحسب، بل إني أحرص على المشاركة بهدف تعريف الأجيال بمهنة الآباء والأجداد ولا سيما المالح تلك الصناعة الشعبية المعروفة التي كانت ولا تزال مهنة أساسية لأهل الساحل من الصيادين، وقد اشتهرت دبا الحصن بها كونها تُعد وجبة رئيسة على موائدهم، مشيراً إلى أن صناعة المالح تحتاج إلى خبرة ومهارة عالية جداً للاحتفاظ بعناصره وبمذاقه من دون تعرضه للتلف، بالإضافة إلى الخبرة في اختيار نوع السمك الطازج والمناسب للتمليح، وطريقة تنظيفه وحفظه وتعريضه للشمس.
الحفاظ على المهنة
من جانبه ثمن الوالد محمد سليمان العبد الله المختص بصناعة المالح، جهود كل الجهات المنظمة للمهرجان لدورهم الكبير في الحفاظ على هذه المهنة، منوهاً إلى ما تبذله الجهات الحكومية في تنظيم صناعة المالح التي أصبحت تحت رقابة مباشرة من البلدية، التي وفرت كل الإمكانيات اللازمة لتعزيز قدرات العاملين في هذه المهنة، مؤكداً أن مهرجان المالح والصيد البحري هو أحد أهم المبادرات التي ساهمت في تطوير صناعة المالح نظراً لما يقدمه سنوياً من معلومات وإرشادات حول التجهيز والتعبئة ما يسهم في تشجيع الصيادين والمصنعين في توسيع استثماراتهم وزيادة دخلهم.
أما صاحب محل التاج لتجارة الأسماك المملحة، فأكد أن مهرجان المالح أسهم بشكل كبير في إحداث تطورات كبيرة على مهنة التمليح وطرق تصنيعه، فقديماً كانت تستغرق العملية أسبوعاً أو أكثر، أما الآن فقد اختلف الوضع مع ظهور إمكانات حديثة، إلى جانب وضع قواعد وأصول للمهنة والالتزام بالتعليمات الصحية بهدف جعله ذا قيمة غذائية عالية.
فعاليات متنوعة
وضمت الخيمة الشعبية التي تحتضن فعاليات المهرجان أجنحة وعروضاً شملت محلات الأسماك المجففة وأسماك المالح والمنتجات البحرية، وركن المطبخ الشعبي كما تحتوي الخيمة على ركن الأسر المنتجة والمأكولات الشعبية والحرفيات وصناعة السفن وغيرها من المهن المختلفة، إضافة إلى أركان خاصة بأدوات الصيد الحديثة والمحركات والقوارب، فضلاً عن فقرات تتضمن ندوات ومحاضرات صحية ومسابقات ثقافية وكذلك مسابقات في الطهي.