تتوزع الوديان على مناطق ونواح عديدة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تضيف طابعاً جمالياً طبيعياً، حيث تعتبر الوديان من الأماكن التي تستقطب الكثيرين من مختلف أنحاء العالم، وهي من المظاهر الطبيعية التي تتشكل نتيجة هطول الأمطار، وأحياناً قد تجف إلا أن الماء يجري بها بشكل متواصل عند سقوط المطر وتتحول في بعض الأحيان إلى سيول خطيرة، لذا يتوجب اختيار الأوقات المناسبة لزيارتها والاستمتاع بجمالياتها وسحر الطبيعة حولها، ومن خلال مشروع الجمع الميداني لتسجيل التاريخ الشفاهي بـ«مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث»، قمنا بتسجيل عدة مقابلات مع كبار السن، والذين تحدثوا عن أشهر تلك الوديان المعروفة وغير المعروفة في الدولة، وأول هذه الوديان هو وادي شيص الذي يُعد أحد أجمل الوديان في الإمارات، فهو من الوجهات السياحية المميزة، حيث تخوض رحلة استكشافية ممتعة فيه، إضافة للتنزه بين المعالم الأثرية والتعرف على أنواع النباتات والأشجار المختلفة ذات اللون الأخضر اللامع الذي ينقلك إلى مخيلة أخرى ساحرة بجمال الطبيعة الخلابة.

ويقول الوالد حسن علي الحمدي اليماحي من أهالي منطقة الطويين التابعة لإمارة الفجيرة: عندما تزور منطقة شيص يتوجب عليك في بادئ الأمر التنقل بسيارة تحوي خاصية الدفع الرباعي، وذلك لأن طرق الوادي تحتوي على مسارات كثيرة بين الجبال يصعب التجول بها سيراً على الأقدام، ومنها الممرات الطبيعية الجبلية الضيقة؛ ولم يتوقف الوالد حسن اليماحي عن وصف وادي شيص فقط بل إنه تحدث أيضاً عن وادي العقة، وقال بأن تسميته جاءت بسبب أنه وادٍ صغير جداً ينحدر من الجبل، ومن أهم صفاته أنه خفيف التدفق.

ومن الوديان المشهورة أيضاً في الإمارات وادي شوكة، والذي تم تصنيفه في لائحة أشهر وديان الإمارات، فهو يستقطب نسبة كبيرة من الزوار القادمين من نواحٍ مختلفة في الدولة، حيث يعتبر من الوجهات السياحية المثالية في إمارة رأس الخيمة لاحتوائه على مقومات عديدة للسياحة. يمتاز وادي شوكة بموقعه الاستراتيجي المميز، والذي يسهل الوصول إليه من نواحي الإمارة.

ومن أشهر الوديان أيضاً وادي الوريعة، حيث يوجد في إمارة الفجيرة ويمكن اعتباره من الوديان التي تشكل محمية جبلية من الطبيعة الخلابة، والتي أعلن عنها للمرة الأولى في سنة 2009، ولعل أهم ما يميز محمية وادي الوريعة هو امتدادها على مساحة واسعة واعتبارها من المصادر الطبيعية الهامة للمياه العذبة.

ويعتبر وادي حام من أكثر الوديان اتساعاً وطولاً في الإمارات، حيث يصل امتداده إلى 30 كيلو متراً تقريباً، ويشكل نقطة التقاء مع ثلاثة من الوديان المتفرعة، كما أنه يمر بثلاث نواحٍ من الإمارات المختلفة، والتي تتمثل في رأس الخيمة والفجيرة والشارقة.

وتنبت الكثير من الأعشاب والنباتات النادرة في الوديان، وتستخدم لكثير من علاجات الأمراض سابقاً، ومن أشهر النباتات التي تنبت في الوديان، كما قال لنا الوالد علي اليماحي، عشبة «غته» والسقب والنغش.