بين الأمس واليوم، دخلت الصيحات المبتكرة تفاصيل حياتنا كافة في الأفراح والأتراح، وعندما يتعلق الأمر بالعروس الإماراتية في اختيار ليلة الحناء فهي تحرص على أن تتميز بكل جديد ومبتكر لتبدو بإطلالة متميزة، وتتنوع اختياراتها من مختلف الثقافات، وهي ليلة بعيدة كل البعد عن ليلة الحناء الكلاسيكية المحلية.

تقول شريفة فلامرزي صاحبة صالون «شريفة فلامرزي للتجميل»: الزواج هو سنة هذه الحياة، ويوم الزفاف هو من أجمل اللحظات التي تدخل الفرح قلوب العروسين، وتوجد الكثير من الأمور الشخصيّة التي تتعلق بظهور العروس ملكة جذّابة، وتجهيز العروس لليلة الحناء له استعدادات خاصة، وكل عروس تختار ليلتها بما يسعدها، فهناك ليلة عربية إماراتية، وليلة على الطريقة الهندية والمغربية.. وغيرها.

وتضيف فلامرزي التي تمتلك خبرة 13 عاماً في المجال، حيث بدأت في عام 2007 تزيين العروس: في البدء يتم تجهيز العروس بوضع المكياج، فبعض العرائس يرغبن في إطلالة معينة مع الفولك (اللمعة) والفصوص البراقة والكريستال على وجهها، وتعتمد الزيادة في وضعهما على رغبة العروس. أما تصفيف الشعر فنقوم بلف خصلات من شعرها بشكل دائري حتى وجنتيها، ونستخدم للصق هذه الخصلات على الوجه مادة طبيعية عبارة عن مجموعة أعشاب (خلطة قديمة) تتحول إلى ما يشبه الصمغ حتى يلتصق الشعر على الوجه بشكل دائري، ثم يتبعها ارتداء الشيلة الطويلة على الرأس، ويوضع على رأس العروس (الذهب مع قبعة).

وتتابع: عموماً الأذواق تغيرت عن السابق، والآن تختار العروس فساتين مختلفة ومتنوعة في ليلتها. ورغم التطور والتغيرات التي حدثت في حفلاتنا، يبقى علينا المحافظة على التقاليد ومحاولة إبرازها للجميع.

أم عبدالله (موظفة) أقامت أخيراً، حفل زواج ابنتها، حيث أطلعتنا على تجهيزات العرس، وخاصة ليلة الحناء، حيث يتم إلباسها فستاناً أخضر لامعاً وبلا مكياج، ويغطون وجه العروس بغطاء خفيف، لا يُرى منه وجهها، حيث تستعد للحناء، وتصمم لها كوشة تقليدية ويحضر الحفل الأقارب والجيران مع عزف وأغانٍ ورقصات، وذلك من العصر حتى منتصف الليل.

وفي الليلة التالية ترتدي العروس فستاناً أخضر فخماً مع أطقم الذهب وخمسة خواتم في كل يد، والذهب التقليدي قد يكون هدية من الوالدين أو الزوج أو من الأقارب.

وفي الليلة التي تليها ترتدي العروس فستاناً أحمر مع ذهب ومكياج خفيف، كما يحضر الحفل العريس والأقارب، وبعدها بأسبوع يقام حفل الزفاف، وترتدي العروس فستان الزفاف الأبيض. وتقول: في السابق كان يقام حفل الصباحية وتخرج العروس مع العريس بفستان بسيط، ويأتي المقربون من الأهل وصديقاتها للنقوط على العروسين، إلا أن هذا التقليد لم يعد يقام كالسابق.



ليالٍ هندية ومغربية

ولكونها مناسبات للفرح والسعادة، تختار بعض العرائس إقامة ليلة حناء على الطريقة المغربية مثلاً فترتدي العروس القفطان والمجوهرات والأطقم الذهبية، إضافة إلى تزيين الكوشة بتصاميم مغربية، والضيافة مع تقديم أطقم الشاي المغربي الفخم والأكلات المغربية.

وقد تختار العروس الإماراتية ليلة حناء على الطريقة الهندية، حيث تقام ليلة تسمى ليلة الكركم، وهي قبل ليلة الحناء وحفل الزفاف، وتستمر مدة ستة أيام في منزل العروس مع المقربين، وتلبس العروس فيها ملابس صفراء بسيطة، ويتم فرك يديها ووجهها وأرجلها بالكركم، ويتم فيها تقديم رقصات وأغنيات متنوعة ما بين العربية والهندية. ويقام في اليوم السابع ليلة تسمى (كَرادو باتا) ترتدي فيها العروس فستاناً أصفر فخماً مع أطقم الذهب، مع وضع بعض الكركم على طرفي الخدين واليدين، وكذلك القدمين، وفي هذه الليلة تقوم أم العروس بوضع باقة دائرية من الفل والورد على رأس العروس، كما يتم دعوة الأهل والأقارب وصديقات العروس لهذه الليلة حاملات الورود والحلويات.

أما في ليلة الحناء فتخرج العروس بحنائها مرتدية فستاناً أخضر أو أحمر جميلاً ومزركشاً، كما تقدم لها الورود والهدايا من قبل الضيوف، ويتم نثر (تشكيلة من المكسرات) على العروس والمدعوات، حيث يعد رمزاً لجلب الحظ للفتيات، يشبه اعتقاد البعض حول قرص العروس في الركبة الذي يدعو للتفاؤل بتسريع زواج الفتاة العزباء.