بعد التمثيل والغناء, عاد الفنان (جلال كامل) الى جمهوره مخرجا ثم ممثلا مسرحيا.. كان قد ولج عالم الفن الواسع من خلال دوره الرئيسي في فيلم (اللوحة) في السبعينيات, من اخراج كارلو هارتيون. ومنذ ذلك الحين لفت اليه الانظار لتمكنه من الاداء, رغم انه كان اول لقاء له مع الجمهور.. بعد (اللوحة) تعاقبت ادواره في التلفزيون والسينما ثم اختفى لفترة طويلة, وعاد مطربا وملحنا, يحمل شريطا حقق بعض النجاح, وغاب ايضا, وعاد الان مخرجا تلفزيونيا, وفجأة ظهر ممثلا مسرحيا في مسرحية شعبية مع زوجته الفنانة (سناء عبدالرحمن). * ما سر هذا التنوع والانتقالات المفاجئة.. سألنا جلال فأجاب: ـ انني لم ابدأ كممثل في حقيقة الامر, كنت عازفا ولدي دراية بالعزف والغناء, وبدأت مغنيا في احدى الفرق, ثم توفرت لدي فرصة العمل كممثل فانشغلت بالتمثيل عن الغناء والموسيقى, لكن ولعي بهما اعادني اليهما وكانت البداية على سبيل التسلية, ففي جلسة جمعتني مع اصدقاء موسيقيين اديت بعض الاغنيات, وكان الشاعر عزيز الرسام موجودا فعرضت عليه ان يقوم بكتابة نص غنائي لتلحينه وتأديته من قبلي, وكان نص (كافي هوايه سامحتك) الذي نالت اغنيته النجاح بعد ظهورها, وكذلك اغنية (تنكر ذكرياتي). الغناء.. ام التمثيل..؟! * ما رأي اهل الغناء والتلحين فيما قدمته؟ ـ لقد وجدت التشجيع من الكثير منهم وقدموا لي التهاني للخطوة التي خطوتها بعودتي للغناء.. صحيح انني لم اقدم شيئا مميزا جدا الا اني ادخلت الفرح الى قلوب المشاهدين.. * اية كفة ارجح لديك الان.. الغناء ام التمثيل؟ ـ انا اجد نفسي في الاثنين, خاصة وان هناك ارتباطا بينهما لكن التمثيل يبقى في النهاية هو الاساس في حياتي الفنية.. * اشتهرت بدورك الجميل في مسلسل (ذئاب الليل) بشخصية (ابو علج) فلماذا اختفيت بعدها عن التمثيل؟ ـ هذا الدور كان من اهم محطات حياتي الفنية, وانا لم ابتعد عن التمثيل بعده, بل لم اجد الدور المناسب لي, وقد اشتركت في فيلم سينمائي بعنوان (الحنافيش) ثم تفرغت تماما للاخراج. متعة مثيرة * ما الذي حولك الى الاخراج؟ ـ تجربة الاخراج ممتعة ومثيرة وتحتاج الى وقت وجهد وصبر واجتهاد, كما يتطلب الاخراج ثقافة واسعة واطلاعا كبيرا, وقد وجدت لدي طاقة لا يمكن حصرها, فمارست الاخراج.. * اول عمل اخرجته؟ ـ مسلسل تلفزيوني للكاتب عبدالوهاب الدايني بعنوان (الهرب الى الوهم) شاركت فيه نخبة جيدة من الفنانين العراقيين. * علاقتك بالمسرح كانت ضعيفة, ما الذي اعادك اليه؟ ـ قدمت اعمالا قليلة على المسرح مثل (قنديل علاء) للمخرج سليم الجزائري و(رسالة الطير) للفنان قاسم محمد, اما الان فقد عدت ممثلا من خلال المسرحية الكوميدية (صبخة ونهر) وهي من تأليف حسين النجار واخراج حيدر منعثر. * لماذا لم تحقق هذه المسرحية نجاحاً كبيراً رغم انها سجلت عودتك الى ساحة الفن العراقي بعد غيبة طويلة؟ ـ لانها لم تكن سمجة وساذجة, وكانت تحمل معاني هادفة ومضمونا عميقا, والجمهور الان لا يريد طعاما دسما, بل وجبات سريعة مليئة بالتوابل من رقص وتهريج وخلاعة!! مطرب في الخارج * عرفك الناس في الاردن مطربا اكثر من العراق.. لماذا لم تستغل موهبتك الغنائية في بلدك؟ ـ ربما بسبب الخجل, فالغناء يتطلب الكثير من الثقة, ولم اجرؤ على خوض هذه التجربة الا بعيدا عن الناس الذين عرفونني ممثلا, خشية ان يقول لي احدهم اترك الغناء وعد للتمثيل, وعند ذاك افقد الثقة بنفسي رغم عشقي للموسيقى, لذا فضلت خوض هذه التجربة في عمان ونجحت بشهادة كل من استمع الي, فعزز هذا الثقة في نفسي.. * هل انت مغن ام مطرب؟ ـ لست مطربا فصوتي يفتقد صفة الطرب, لكني واثق من قدرتي على الاداء الفني والتعبير الغنائي السليم. * من قدم لك العون في الاردن؟ ـ الفنان (مالك قاضي) الذي قدمني كمطرب مهم وسهل لي العمل في احدى الصالات بشكل يومي فحققت نجاحا مشهودا.. * ألم تمثل في عمان؟ ـ عرض علي المشاركة بدور البطولة في مسرحية (نار البراءة) مع المخرج الاردني حاتم السيد, لرابطة الفنانين, لكني اختلفت معهم فيما يتعلق بتطوير النص, ولم نصل الى نتيجة, فانسحبت ولم امثل هناك بعدها.. ساحة صاخبة * عدت من الاردن ومعك شريط غنائي, لماذا لم تواصل تجربة الغناء في العراق؟ ـ لاني وجدت ساحة الغناء صاخبة بالاسماء الكثيرة ولاني لست مطربا, انما اهوى الغناء وأعشقه, لذا فضلت العودة الى التمثيل والاخراج.. * علامات جيدة في مسيرتك الفنية؟ ـ فيلم (اللوحة) الذي كان سبب دخولي الى عالم التمثيل, وافلام (صخب البحر) و(الاسوار) .. وفي المسرح كانت (قنديل علاء) , اما في التلفزيون فأعتز بمسلسلات (ايام ضائعة) , و(النبع) و(عنفوان الاشياء) و(ذئاب الليل) . * هل شاركت في اعمال لم تحقق لك شيئاً؟ ـ شاركت في اعمال لا اعتد بها بل لمجرد الاشتراك بعمل فني حتى لا يطول غيابي عن الجمهور.. ومازلت نادما على ذلك.. * اخر اعمالك؟ ـ مسلسل تلفزيوني بعنوان (ورشة حارتنا) من تأليف عدي رشيد واخراج الفنان كارلو هارتيون, ويتقاسم بطولته معي الفنانون بهجت الجبوري وليلى محمد وهو مسلسل تربوي وتعليمي موجه للصغار والكبار.. بغداد ـ عدوية الهلالي