أحدث عمل سينمائي بدأ تصويره منذ أيام في ستوديو الأهرام بالقاهرة اسمه (اللحظات التي اختفت) وبه تعود بوسي للوقوف أمام كاميرات السينما بعد آخر أفلامها مع زوجها نور الشريف (العاشقان). وفيلم (اللحظات التي اختفت) قصة وسيناريو وحوار نادية رشاد وإخراج يوسف أبو سيف ويشترك مع بوسي في بطولته مصطفى فهمي ومحمود قابيل وزيزي مصطفى ونادية رشاد وحسن كامي ورشدي المهدي وميرنا وليد وعلية الجباس. وتدور أحداث الفيلم حول فتاة جميلة وتشغل وظيفة مرموقة تزوجت بعد قصة حب ونجحت في أن تبني أسرة سعيدة رغم مشاغل عملها وتواجدها بصفة دائمة خارج منزلها ولكنها لم تشعر زوجها أو أولادها بأي شيء ينقص من حبها واهتمامها بهم فحققت لهم حياة مستقرة. ولكن فجأة تنقلب حياة تلك الأسرة المستقرة حيث تصاب الزوجة الجميلة بمرض خطير ويتطلب الأمر دخولها المستشفى لإجراء جراحة عاجلة ولكنها ترفض تنفيذ أوامر طبيبها وتخشى أن تموت أثناء الجراحة مثلما حدث مع والدها وتتفكك الأسرة المستقرة حيث يبدأ الزوج في إهمال زوجته ويتخلى عنها ولا يقف بجوارها في محنتها وتشعر هي في الوقت نفسه أن حياتها أصبحت لا تهم أحداً بعد أن تحولت إلى كم مهمل في بيتها فتقرر الانفصال عن زوجها وتتقدم أيضا بإستقالتها من وظيفتها بعد أن سيطر عليها الإحساس باليأس. * وأسأل بوسي عن المزيد من تفاصيل الفيلم الذي تشترك به مصر ضمن مسابقة الأفلام السينمائية في مسابقة مهرجان الإذاعة والتلفزيون السابع بالقاهرة؟ ــ تتطور الأحداث وتجد (أمينة) نفسها تدخل منطقة النفق المظلم في حياتها ولكن وسط تلك الأزمة والوحدة التي تعيشها تصل شقيقتها (فاطمة) إلى القاهرة قادمة من إحدى دول الخليج في إجازة قصيرة وتبلغها إنها اتخذت قراراً بالانفصال هي الأخرى عن زوجها بعد أن شعرت أنه شخصية انتهازية يسعى للحصول على مرتبها الكبير واستنزاف مواردها المالية وإنها تخشى أن يتزوج بغيرها مثلما فعل والدها عندما تزوج مرة أخرى على والدتهما وأحضر زوجته الجديدة لتقيم معهم في بيت الأسرة ثم تتطور بقية الأحداث لتنتهي بعدة مفاجات لن أحرقها حتى لا يفقد الناس متعة متابعة أحداث اللحظات التي اختفت. * شخصية (أمينة) في هذا الفيلم هل أضافت لك شيئا جديدا كممثلة أم أن الدور يمثل نوعا من التواجد فقط على الساحة السينمائية؟ ــ أنا لم أبتعد عن الوسط السينمائي حتى أسعى للتواجد بعمل جديد لأنني مثلت (العاشقان) منذ عدة شهور مع نور الشريف ويوجد لي بعض المسلسلات التلفزيونية الجديدة داخل العلب لم تعرض حتى الآن إذن أنا موجودة داخل دائرة الضوء.. وبالنسبة لدور أمينة في فيلم (اللحظات التي اختفت) فقد أعجبني فيه أن المؤلفة نادية رشاد رسمت الشخصية بشكل فيه ثراء درامي يتيح لي فرصة الأداء الجيد من خلال كم هائل من المشاعر والأحاسيس الساخنة التي تحتاج لقدرات خاصة وبصراحة شديدة أنا أعشق الأدوار النسائية المركبة التي تصور عذاب ومعاناة المرأة لأننا حتى الآن لم نهتم بالقدر الكافي بسينما المرأة التي تتصدى بصدق للمشاكل الأنثوية التي تمس هذا القطاع العريض من, الناس من هنا جاء اعجابي بالدور وموافقتي عليه. ويلتقط الحوار مصطفى فهمي الذي يشارك بوسي بطولة فيلم (اللحظات التي اختفت) ويقول: أمثل في هذا العمل دور أحمد الزوج الأناني الخائن الذي يتخلى عن زوجته في محنتها ويعيش لنفسه فقط رغم إنها أحبته جداً وعاشت له ولأولادها ولكن طمع الحياة البشرية التي أصبحت تهتم بالمادة على حساب الروح والقيم والمبادئ وهنا كان لابد أن نتناول هذه الظاهرة من خلال عمل روائي نقدم فيه صرخة تحذير وتنبيه لما هو قادم إلى حياتنا من أمراض إجتماعية خطيرة أهمها إهمال الزوج لزوجته وفتور العلاقات الإنسانية بينهما واندثار المعاني النبيلة مع فقدان روابط المحبة والألفة والدفء والونس. مشاكل المرأة * وأتوجه بحواري إلى كاتبة أحداث الفيلم السيناريست نادية رشاد وأسألها عن أسباب تخصصها في تفجير قضايا المرأة الشائكة من خلال أعمـالها الدرامية السـينمائية والتلفـزيونيـة؟ ــ تقول نادية رشاد: انها رغم إنشغالها بعملها الأصلي كممثلة إلا أنها تشعر بمسئولية كبيرة كامرأة تجاه مشاكل بنات جنسها خاصة وأن معظم الكاتبات من زميلاتها نادراً ما يهتممن بالموضوعات الشائكة ويصرفن اهتمامهن لقضايا الحب الرومانسي في الوقت الذي تواجه فيه المرأة عدة مشاكل أخرى تتطلب البحث لها عن حلول جذرية مثل الجحود من الزوج والأبناء وعدم الوفاء للعشرة وللأيام والسنين الحلوة والمرة حيث أصبح لكل إنسان عالمه الخاص به وهذا نوع خطير من أنواع التفكك الأسري والعائلي. * هل ستشاركين بالتمثيل في هذا العمل باعتبارك كاتبة أحداثه وصانعة أفكاره؟ ــ المخرج يوسف أبو سيف رشحني لأمثل دور فاطمة شقيقة أمينة العائدة من دول الخليج بعد إنفصالها عن زوجها ولكنني بصراحة عندما كتبت السيناريو لم أرشح نفسي لهذا الدور أو لغيره من الأدوار الأخرى لأنني لا أكتب لنفسي فالحمد لله أنا كممثلة مطلوبة جدا في السوق ولست أبحث عن عمل إلا إنني احترمت رغبة المخرج الذي أصر على أن أؤدي هذه الشخصية المحورية في أحداث الفيلم. * وماذا بعد (اللحظات التي اختفت)؟ ــ اخطط لأحداث رواية سينمائية جديدة عن بعض مشاكل قضايا الخلع التي يترتب عليها مواجهة المرأة لواقع جديد يتطلب منها إعادة ترتيب حياتها من جديد وفقا لنظرة المجتمع للمرأة المطلقة! تكلفة الفيلم ويأتي مدير التصوير أحمد عصر ليخطف من أمامي المؤلفة السيناريست نادية رشاد لعمل بروفة تصوير قبل أن تدور الكاميرا وأتوجه للمخرج يوسف أبو سيف وأسأله عن حجم تكلفة الفيلم والوقت الذي يستغرقه التصوير. يقول المخرج يوسف أبو سيف: الفيلم تبلغ تكاليف إنتاجه 3 ملايين جنيه ويستغرق تصويره ثلاثة شهور والمناطق التي حددتها لتصوير الأحداث الداخلية ستكون في ديكورات استوديو الأهرام, أمام الأحداث الخارجية فسيتم تصويرها في منطقة فايد بالإسماعيلية والغردقة على ساحل البحر الأحمر. والمتتبع لأحداث فيلم اللحظات التي اختفت يكتشف أن السينما المصرية تعود مع بداية عام 2001 لتقلب في دفاترها القديمة وتقدم مرة أخرى قضايا ومشاكل المرأة من خلال هذا العمل الروائي الجديد وهو امتداد لسلسلة أخرى من الأعمال التي سبق أن تعرضت لها أفلام تم إنتاجها في الستينيات والسبعينيات واستمرت كموضة دائمة في خيال السـينمائيين حتى منتصـف التسـعينيات. القاهرة ــ مكتب (البيان):