بيان2: بعد النجاح الساحق الذي حققه البومه الجديد والذي حمل عنوان «بنت النور» يستعد فنان العرب المطرب السعودي محمد عبده لطرح البومه الجديد مطلع فصل الصيف المقبل حيث يتضمن الألبوم سبع أغنيات جديدة تتصدره اغنية «اعترف لك»، كما يستعد لبدء جولة فنية عربية يستهلها من لبنان لاحياء عدد من الحفلات خلال فصل الصيف. وكان الفنان محمد عبده قد زار دبي مؤخراً وأحيا ليلة من ليالي العمر من خلال برنامج «ليالي دبي» الذي نظمه تلفزيون الامارات العربية المتحدة من دبي وقد شهد الحفل حوالي ثلاثة الاف شخص امتلأت بهم القاعة رقم «7» بمركز دبي التجاري العالمي، بالاضافة الى احيائه مؤخراً عدداً من الحفلات الخاصة بدبي وأبوظبي.. وقد انتهزنا فرصة وجوده بالدولة وحاورناه عن البومه الجديد وعدد من الموضوعات الاخرى التي يتشوق محبو فنه لمعرفتها... وكان قد بدأ الحديث عن البومه الجديد.. فقال: ـ يتضمن الألبوم مجموعة من الاغنيات المتميزة التي خطها بعض الشعراء الشباب الذين اتعاون معهم لأول مرة، بالاضافة الى الحان عدد من الملحنين الجدد الذين اتعاون معهم لأول مرة. ـ لماذا الفنان محمد عبده بعيد عن التطور في عالم الموسيقى الان؟ ـ انا غير منفصل او بعيد عن التطور الحاصل الان ولكن احاول التمسك بالخط الغنائي الذي اشتهرت به وليس عيباً ان استفيد من التطور الموسيقي والايقاعي لاضيف شيئا الى مسيرتي الفنية، حيث اقدم نقلة نوعية فنية من خلال استخدام التقنيات الحديثة في التوزيع والموسيقى ولكن المضمون واللون فانني اتمسك بهما فانا اقدمهما منذ بداية حياتي الفنية حتى الان. ـ سبق لك ان خضت تجربة التمثيل في السبعينيات من خلال المسلسل التلفزيوني «أغاني في بحر الاماني» الذي اذيع عبر التلفزيون المصري امام الفنانة فاطمة مظهر، هل في النية وبعد هذه الفترة الطويلة ان تعيد التجربة؟ ـ بالطبع لا.. ففي الحقيقة نحن في مجتمعنا الخليجي نفتقر الى المسرح والتمثيل وهو غير موجود في دواخلنا، ولذلك عندما قدمت «اغاني في بحر الاماني» عام 1971 كانت التجربة غريبة بالنسبة لي، لكنني استفدت منها كثيرا حيث قدمتني للجمهور العربي عامة والجمهور المصري خاصة على شاكلة مطرب جديد. الساحة الغنائية ـ بدأت مؤخراً في دعم الاصوات الشابة الخليجية، الى اي مدى سوف يستمر هذا الدعم؟ ـ الصوت الجيد يستطيع ان يفرض نفسه على الساحة الغنائية، بدون أن يتبناه احد، ولكن كل ما هنالك لابد ان تقدم له الدعم والتشجيع من خلال اللقاءات الصحافية او التلفزيونية عن طريق الارشادات وتوجيه التشجيع له ليعطيه دافعاً قوياً للاستمرار في طريق مسيرته الفنية. ـ هل وجدت من يشجعك ويأخذ بيدك في بداية مشوارك الفني؟ ـ عندما بدأت في السبعينيات لم يكن هناك الا صوت او صوتان على الساحة وهما الراحل طلال مداح، والفنان ابوبكر سالم، فكان لابد من ابراز وتشجيع الاصوات الموجودة على الساحة، ولكن كان هناك ما ينقص العامل الذي يساعد على انتشار المواهب الجديدة وهي الوسائل الاعلامية من صحافة وتلفزيون واذاعة التي كانت نادرة في السابق، ولكن الان انتشرت وهي تسهم في صناعة المطربين الصاعدين، حيث اصبح المجال مفتوحا امام جميع الاصوات للانتشار، وهذا ما كان معدوماً في السابق. يا أمي والكليب ـ معروف ان الفنان محمد عبده ليس من انصار الفيديو كليب، ولكنك قدمت مؤخراً فيديو كليب بعنوان «يا امي» وكان معبراً عن الوحشية والاعتداءات الاسرائيلية على النساء والاطفال والشيوخ في الاراضي المحتلة، فما هي قصة هذا السيناريو؟ ـ قضيتي مع فلسطين نشأت منذ ولادتي حيث انني من مواليد عام 1948 وهي بداية النكسة الرئيسية والصدى المر الذي كان يسود العالم العربي، وقد تركت لدى احباطاً كبيراً... وتمر السنون.. وتنطلق الانتفاضة لتحيي فينا جذوة النضال عبر هؤلاء الاطفال رماة الحجارة الذين اعادوا الثقة الى انفسنا وصنعوا ما لا يصنعه الكبار.. بالحجارة البسيطة والاجساد الضئيلة.. فقد محت هذه الانتفاضة الاحباط الذي كنت اعيش فيه طوال الاعوام الماضية.. فبدأت بعمل بعض المحاولات الوطنية ولكن الاحباط كان ومازال يسيطر عليّ، لان الموضوع الحقيقي الذي بدأنا به في الانتفاضة الاخيرة، قدمنا اوبريت «الى القدس»، وغيرها من الأعمال الوطنية، الى ان جاءني الموضوع وكنت قد تطرقت اليه مع الشاعر لنقدم معاً اغنية للام وفي الوقت نفسه نتحدث عن الطفل وقدمنا هذه الاغنية وتم تصويرها بطريقة خاصة بالاراضي المحتلة ومن واقع الانتفاضة، وهي من اخراج المخرج الاردني حسين دعيبس حيث تقول كلماتها التي خطها الشاعر الامير خالد بن طلال: مهلا يا صهيون لبيك يا امي لبيك فدعيني اقبل كفيك ما هنت انت بل هانوا من أجرى الدمع بعينيك في وجه المدفع كان حوار ما بين الطفل وبين النار محال اقبل هذا العار يا أهلي هذا هو وعدي أيكون العدل مع المدفع وعيون صغارنا كم تدمع سيحين الوقت لكي تدفع حسرات من زمن الجد ومن الغريب والطريف في الوقت ذاته ان الصور واللقطات اخذت من داخل الانتفاضة كما ان احد الاطفال الذين شاركوا في الاغنية تم استشهاده خلال التصوير، وقد حرصت على عدم ظهوري في العمل حتى اثبت ان الكلمة والصوت قد يخدمان العمل وخصوصاً مثل هذا العمل الدرامي. ـ قليل جدا من المطربين والمطربات قدموا اعمالاً للانتفاضة فهل هذا يخدم القضية الفلسطينية؟ ـ الاعلام العربي تفاعل مع القضية خاصة قناة الجزيرة، وقناة ابوظبي، ولكنني عاتب على الجيل الغنائي الجديد الذي لم يتفاعل مع قضية الاطفال المشردين، وانا لم اتحدث عنهم جميعاً بل عن معظمهم، فيجب ان نركز حالياً على النواحي الانسانية، كما يجب وهذا الاهم ان تلتفت القيادة الفلسطينية نحو اطفالها لانها بالفعل مقصرة معهم. أنا وطلال ـ تردد كثيرا ان هناك خلافا دام طويلاً بينك وبين الراحل طلال مداح فماذا تقول؟ ـ ما يقولونه عن الخلافات لم يكن موجوداً الا على صفحات الجرائد، حتى تجد الصحافة مادة خصبة لجرائدها، ولكننا انا والراحل طلال كنا على قدر كبير من المودة والاتصال والتعاون والاتفاق والصداقة. ـ دائماً وفي كل لقاءاتها الصحافية وحفلاتها تقدم الفنانة احلام اغنيات من اغنياتك، كما نذكر تعاونك معها وتشجيعك لها، ما تعليقك على ذلك؟ ـ لقد حصلت احلام على ثلاثة او اربعة الحان من الحاني، كما اعطيت لغيرها من الاصوات الحاناً اخرى، ولكن اناشد معظم الاصوات التي تود غناء اغنياتي، انا لا امانع في ذلك ولكن لابد من اخطاري فقط. ـ بصراحة.. اين موقع الاغنية الخليجية في خارطة الاغنية العربية؟ ـ الاغنية الخليجية في تطور مستمر، وهي في مصاف الاغنية العربية وتحقق نجاحاً كبيراً وهذا هدف وضعته نصب عيني لاصل بالاغنية الخليجية الى المكانة المرموقة، والحمد لله استطعنا ان ننافس الاغنية العربية في الاقطار الاخرى. ـ ما هي الاصوات الخليجية التي يعجب بها محمد عبده؟ ـ نوال، احلام بالامارات، وانغام في مصر، غادة رجب من الاصوات الراقية الواعدة. ـ عندما سألنا المطربة اليمنية أروى، من هي أروى قالت انا كما قال مطرب العرب محمد عبده «مجموعة انسان» فما رأيك بذلك؟ ـ جميل جدا، والفنانة اروى من الأصوات الجميلة، وجيد ان نسمع صوتاً يمنياً معبراً وأروى ايضا من الاصوات التي شدتني وشدت الجماهير العربية والخليجية لها واتمنى لها التوفيق. ـ اغنية «مجموعة انسان» الى اي مدى تشبه محمد عبده؟ ـ معظم اغنياتي تشبهني والا ما غنيتها لانها جزء من شخصيتي. ـ ما هي الاغاني القريبة الى نفسك؟ ـ هناك بعض الاغنيات اتبناها بطبيعة خاصة واهتم بها حتى تظهر الى النور، مثل اغنية «مجموعة انسان» في الاعمال القديمة، اما في الاعمال الجديدة فهناك اغنية «بنت النور» فهي مدللة جدا عندي، ولكن معظم اغنياتي هي جزء مني لانني قدمتها باحساس خاص. ـ هل هناك اغنيات ندمت بعد تقديمها؟ ـ لابد من المجاملة في وسطنا العربي، وبالذات في منطقة الخليج، ولكن بقدر الامكان احاول ان اجد مبرراً للمجاملة.. ولكن لابد ان يكون الفنان راضياً عن الاغنية بشكل جيد او مقبول ولذلك هناك بعض الاعمال التي قدمتها انا غير راضٍ عنها، ولكن قدمتها على سبيل المجاملة ولكني لم أندم عليها.