انتهى العمل في المسلسل التعليمي العراقي الضخم «اشهى الموائد في مدينة القواعد» تأليف د. مالك المطلبي واخراج عماد عبد الهادي وفائز آكوب ومالك المطلبي. ويقع العمل في ثلاثة اجزاء تشكل (60) ساعة تلفزيونية وبواقع (150) حلقة طول الحلقة الواحدة (25) دقيقة تتضمن مشاهد تمثيلية واغاني ورقصات، ويهدف العمل الى تعليم قواعد اللغة العربية وبيان طاقاتها وجمالياتها في الكلام والأدب، وقد استغرق العمل في المسلسل زهاء خمس سنوات بين الكتابة والاعداد والتحضير والتصوير ومراحل المونتاج وصولا الى نسخة العرض. المسلسل الذي شارك فيه ابرز نجوم الدراما والتلفزيون العراقي منهم: يوسف العاني، سامي عبدالحميد، جعفر السعدي، عبد الخالق المختار، قاسم الملاك، شذى سالم، طلال هادي، والممثل الراحل محسن الشيخ، كان ثمرة لجهد الدكتور الناقد مالك المطلبي الذي وصفه المنتج المنفذ الفنان عمانوئيل رسام بأنه المخرج الحقيقي للعمل، وهذا ما اتفق عليه مخرجوا العمل وممثلوه ايضا. الفنان عمانوئيل رسام، صاحب المسلسلات الذائعة «فتاة في العشرين «و «حرب البسوس» قام باستيراد احدث الاجهزة لتصوير العمل، ومع ذلك فهو يتحدث بمرارة عن تسويقه، قائلا: « اين نسوق وكيف؟ والعمل العراقي يكاد يكون مفقودا تماما على الفضائيات العربية .. الاختراق ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، لابد من دعم سياسي، هكذا عمل مذهل وموسوعي تم الاشتغال عليه بأفكار وتقنيات حديثة يفترض بجامعة الدول العربية تبنيه وتسويقه او على الاقل اسناده، والا فمن الذي يقدم بعد اليوم على مشروع من هذا النوع؟، ان جهد خمسة اعوام حرام ان يضيع هكذا ولا ينتبه اليه احد وسط متاهات المحطات العربية التي تسيطر عليها الوساطات والمناورات، وبما اننا لا نمتلك حرية الحركة والتصرف بسبب ظروف الحصار الامر الذي جعلنا نسلم العمل برمته، وبعد رفض جهاتنا المحلية المختصة شراءه، الى رجال من الخارج ليسوقوه على مرامهم!!». هذه المرارة التي يتحدث بلغتها الفنان رسام تكشف عن محنة الانتاج التلفزيوني العراقي اليوم بالرغم من تاريخ هذا الانتاج العريق وامكانياته البشرية والفنية المتميزة .. فهل ستنتبه الفضائيات العربية الى مسلسل «أشهى الموائد»؟! عمان ـ عبدالخالق كيطان