السبت 11 رمضان 1423 هـ الموافق 16 نوفمبر 2002 يكتسب رمضان فى الكويت مذاقا خاصا، يحرص من خلاله الكويتيون على احياء تقاليد وعادات توارثوها من أزمنة بعيدة عن الاجداد، لكن تظل العادات والتقاليد الخاصة بالمأكولات والمشروبات هى الابرز من بين مختلف الطقوس التى تمارس فى هذا الشهر الكريم. ومنذ زمن بعيد ظل لشهر رمضان لدى أهالى تلك الدولة الخليجية نكهة خاصة واجواء روحانية فى ظل ترابط اجتماعي متميز . لكن فى الوقت الذى تسود فيه الاجواء الروحانية فى الكويت بشكل مشابه تقريبا لما يسود بقية البلدان الاسلامية فان الاطباق الكويتية الخاصة بشهر رمضان الكريم تظل هى العادة الاكثر اختلافا عن بقية الشعوب الاسلامية، حيث تحتفظ موائد الكويتيين منذ عقود من الزمان بأطباق مختلفة، واصلت الاجيال المتعاقبة من سكان الكويت المحافظة على معظمها حتى وقتنا الحاضر. ومن أهم هذه الاطباق وهى بمثابة اطباق رئيسية نادرا ما تخلوا منها الموائد التى تقدم فى شهر رمضان، «الهريس» التى تعد واحدة من الأكلات الكويتية المعروفة خلال هذا الشهر والتى تشكل طبقا رئيسيا وأساسيا فيها، وهى تصنع من القمح المهروس مع اللحم ويضاف اليها عند التقديم السكر الناعم والسمن البلدي والدارسين «القرفة» المطحونة. ولا تخلو موائد الافطار في البيوت الكويتية من أكلة التشريب التى هي عبارة عن خبز الخمير او الرقاق مقطعا قطعا صغيرة ويسكب عليه مرق اللحم الذى يحتوي بالغالب على صنفين هما القرع والبطاطس وحبات من الليمون الجاف الذي يعرف ب(لومي) الصحاري الذي يتم جلبه من سلطنة عمان حيث يفضل الصائم اكلة التشريب لسهولة صنعها وخفة هضمها على المعدة ولذة طعمها. واساس اكلة التشريب هو خبز التنور الا انه في الوقت الحاضر يستخدم خبز الرقاق وهو خبز رقيق يحضر بواسطة التاوة وهي صفيحة من الحديد السميك دائرية الشكل تقريبا حيث تقوم المرأة بمسح طبقة رقيقة من العجين فوقها بعد ان تحمى جيدا كما تقوم بين فترة وأخرى بمسح التاوة بطبقة خفيفة من الشحم لكي لا تلتصق بها العجينة ويكثر الطلب على خبز الرقاق فى شهر رمضان المبارك. ويعتبر الجريش من الاكلات الشعبية المفضلة في شهر رمضان حيث يطبخ من القمح وكان الكويتيون قديما يقولون صالح مالح ما يحب الا الجريش لقمته في العيش كبر المنصبة. اما اللقيمات فهى من حلويات شهر رمضان وتعرف بـ (لقمة القاضي) وتعمل من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين المختمر وتقطع لقيمات وتلقى فى الدهن المغلي حتى الاحمرار ثم توضع فى سائل السكر او الدبس. وهناك اكلتا البثيث والخبيص وهما اكلتان شعبيتان غالبا ما تقدمان فى شهر رمضان وتصنعان من الدقيق والتمر والسمن. ومن حلويات شهر رمضان قديما فى الكويت اكلة الساغو وهى تشبه المهلبية وتسمى الماغوطة ويدخل فى تركيبها مسحوق جمار جوز الهند عوضا عن النشا وسميت ماغوطة لان سائلها مطاطي. واهم ما يميز هذه الحلويات نكهتها ومذاقها الطيب ورائحتها المميزة فكان يدخل فى صناعتها الهيل والدارسين والزعفران وهى مجموعة من البهارات الحلوة المذاق كما تقدم ايضا بعض المشروبات فاذا حل رمضان بالصيف فيقدم شراب اللوز الذى يعرف بالبيذان بالاضافة الى الشاي والقهوة. اما اذا كان رمضان فى فصل الشتاء فيقدم الشاي بالحليب وشاي اللومي والدارسين وايضا القهوة الحلوة وهى عبارة عن الزعفران المغلي بقليل من السكر. وقد اعتاد اهالي الكويت فى السهرات الرمضانية بالماضي وبالاخص فى الدواوين التى تستمر فى استقبال روادها الى ساعات متأخرة من الليل الى تقديم اطباق خاصة من الاكل تعرف ب(الغبقة) وتختلف بالشكل والنوع عما يتم تقديمه فى الوقت الحاضر حيث يتم الآن تقديم وجبات دسمة وفى ساعة متأخرة وبوقت يقارب السحور. اما فى الماضي فكانت الغبقة تقدم بوقت لا يزيد على الساعة العاشرة مساء وهى تحتوي على اصناف شعبية خفيفة مثل الباجلا والنخي والمحلبية وخبز الرقاق بالاضافة الى تشكيلة منوعة من الحلويات الشعبية مثل الزلابية واللقيمات والغريبة وبيض القطا. الكويت ـ «البيان»: