يفتتح الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع مساء اليوم المرحلة الأولى من مدينة دبي للإعلام أحدث مشروعات سلطة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية ، والإعلام لتنضم إلى توأمتيها مدينة دبي للإنترنت وواحة دبي للمشاريع في إطار منظومة رفع القدرات الاقتصادية للدولة وتفعيل جهود تحولها إلى عالم الاقتصاد العالمي الجديد وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر من إعلان سمو ولي عهد دبي للمشروع والذي أطلقه سموه في الرابع من شهر نوفمبر الماضي. ويأتي افتتاح المرحلة الأولى من المشروع في ظل إقبال كبير من قبل الشركات العالمية والإقليمية العاملة في مجالات الإعلام المختلفة حيث أشارت مصادر مقربة من المشروع إلى بلوغ نسبة الإشغال من مساحة المرحلة الأولى للمشروع والتي تضم ثلاثة بنايات يبلغ ارتفاع الواحدة منها ستة طوابق إلى أكثر من 95% حيث فاق الإقبال كافة التوقعات خلال تلك الفترة الوجيزة وذلك نظرا لثقة تلك الشركات بالقيمة المضافة التي ستقدمها المدينة لنشاطاتها على المستويين المحلي والإقليمي. وأكد محمد القرقاوي مدير عام سلطة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والإعلام الرئيس التنفيذي لمدينة دبي للإعلام خلال تصريحات صحفية أدلى بها بمناسبة افتتاح المدينة أن عدد الشركات المسجلة حاليا بالمشروع والتي تم الترخيص لها حتى الآن وصل إلى 35 شركة من بينها عدد من الشركات العالمية من أمثال (برومو سفن) و (أي تي بي) و غيرها وقال إن استكمال المشروع سيأتي على ثلاث مراحل رئيسية مشيرا إلى أن العمل في المرحلة الثانية من المشروع ستبدأ في غضون شهرين بينما تنبأ بانتهاء العمل في تلك المرحلة مع نهاية العام الحالي معربا عن أمله في دخول المرحلة الثالثة من المشروع حيز التنفيذ خلال سبعة أشهر. ولم يتمكن القرقاوي من تحديد أرقام معينة حول العدد المنتظر أن يضمه المشروع من الشركات على مراحله الثلاث وقال إن إمكانيات النمو غير محدودة خاصة مع تلقي المدينة للعديد من الاستفسارات وطلبات الالتحاق من قبل العديد من الشركات العربية والعالمية العاملة في مجالات البث التلفزيوني وشركات الإعلام متعددة الوسائط ومؤسسات الإنتاج والخدمات الإعلامية وشركات الدعاية والإعلان والتي تعكف المدينة على دراستها حاليا. القيمة المضافة من ناحية أخرى عاد القرقاوي وأكد على أن المدينة تمثل قيمة مضافة قوية للاقتصاد الوطني حيث تمثل المدينة قاعدة انطلاق لعدد كبير من الشركات والمؤسسات الإعلامية الأمر الذي سيسهم بدوره في دعم الكيان الاقتصادي للدولة وقال إن المستقبل سيشهد اندماج شتى أشكال ووسائل الإعلام وشركاته ومن بين خطوات العالم في هذا لاتجاه ما أعلن عنه مؤخرا من اندماج شركتي (تايم وارنر) و(أمريكا أون لاين) حيث تمثل مدينة دبي للإعلام خطوة هامة في هذا المجال من خلال تعاونها مع كل من مدينة دبي للإنترنت وواحة دبي للمشاريع. وفي معرض حديثه أكد الرئيس التنفيذي لمدينة دبي للإعلام أن المشروع يقوم أساسا على قاعدة اقتصادية لتقديم نموذج جديد يمكن أن نصفه (بالسوق الإعلامية المتكاملة) مشيرا إلى أن القطاع الخاص يحمل على عاتقه مسئولية كبيرة من الاستثمار في المدينة والإسهام في تدعيم قدراتها من استوديوهات و مطابع وغيرها من وحدات الإنتاج اللازمة ومؤكدا إن اختيار الشركات التي يسمح لها بمزاولة نشاطها في المدينة يقوم على أساس القيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها لها تلك الشركات. التزام بالخط الإعلامي للدولة وأوضح القرقاوي في تصريحاته أن المدينة الجديدة حرصت على أن تأتي خطط العمل بها متسقة اتساقا كاملا مع السياسات الإعلامية المعمول بها في الدولة مؤكدا على عنصر التنسيق الكامل بين إدارة المدينة ووزارة الإعلام معربا عن تقديره العميق لتوجيهات سمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير الإعلام في الوقت الذي شدد فيه على إبراز أهم ملامح التوجهات الاستراتيجية للمدينة والتي تقوم على أساس عدم السماح بدخول قنوات البث التلفزيوني السياسية أو الحزبية أو تلك القنوات التي تعتمد في ميزانياتها على التمويل الحكومي. وأكد محمد القرقاوي أن كون المدينة أول مدينة حرة للإعلام في المنطقة لا يعني خروجها عن القواعد المرعية مع تأكيد هامش الحرية الذي يضمن مبدأ التوصيل الكامل للمعلومات الدقيقة وغير المضللة للشعوب العربية بشكل عام والمواطن الإماراتي على وجه الخصوص في العصر الذي بات يعرف باسم السماوات المفتوحة في ظل التقدم التكنولوجي العالمي الكبير وانتشار قنوات البث الفضائي التي أصبحت لا تعرف حدودا مكانية أو فواصل جغرافية للدول. تنظيمات وتشريعات وخلال حديثه أوضح محمد القرقاوي الرئيس التنفيذي لمدينة دبي للإعلام أن المدينة سوف تقدم للمنطقة نموذجا جديدا يركز على العائد الاقتصادي من الاستثمارات الإعلامية وقال إن المدينة تعمل على جذب الاستثمارات في مجالات إعلامية متعددة من بينها مجال الطباعة والنشر وقال لا تهدف المدينة إلى جذب الصحف المحلية إليها ولا إلى إصدار صحف جديدة تنافس الص حف المحلية القائمة ولكنها تحاول جذب الصحف والمطبوعات العالمية حتى تقيم لها قاعدة صناعية في المدينة تعطي دفعة لسوق الطباعة والنشر بالدولة وتمثل قاعدة توزيع لتلك الصحف إلى بقية أنحاء المنطقة والعالم. وكشف القرقاوي خلال حديثه عن تلقي المدينة لعدد من الطلبات التي تقدمت بها بعض الصحف للدخول إلى المدينة بهدف توزيعها داخل منطقة الخليج والشرق الأوسط إلا أنه لم يفصح عن أسماء تلك الصحف وقال إن تصاريح الطباعة بالمدينة ستصدر بالتنسيق مع وزارة الإعلام مشيدا بالدعم الكبير الذي تقدمه الوزارة للمدينة التي لا تبخل بالنصح والإرشاد في سياق التنسيق المستمر بين الجانبين. وفي هذا الخصوص أعلن القرقاوي أن المدينة بصدد الانتهاء من وضع الهيكل التشريعي والتنظيمي للعمل داخل المدينة وقال إن هذه التشريعات سيتم الكشف عنها قريبا وقال إن أساس هذه التشريعات هو حرية التعبير بما لا يتعارض مع القيم والقواعد الاجتماعية مؤكدا وعي دولة الإمارات بضرورة فتح المجال أمام حرية التعبير في إطار تلك القواعد وأعرب عن ترحيبه بدخول الصحف العالمية إلى المدينة شريطة الالتزام بهذه التشريعات في حين دفع بعدم الحاجة لإصدار صحف محلية جديدة تنافس الصحف القائمة حاليا وقال إن الصحف التي سيتم توزيعها داخل دولة الإمارات ستخضع لرقابة وزارة الإعلام شأنها شأن الصحف القادمة من الخارج. تكامل لا تنافس وحول الطبيعة التي تصورتها إدارة المدينة لعلاقاتها مع مدن الإعلام الأخرى في المنطقة قال محمد القرقاوي إن مدينة دبي للإعلام تؤكد على مبدأ التعاون والتكامل مع هذه المدن مضيفا بأن مدينة دبي للإعلام تضع في اعتبارها التكامل مع هذه المؤسسات بهدف دعم الحركة الإعلامية العربية ولا تهدف إلى منافستها حيث ضرب مثالا بمدينة الإنتاج الإعلامي المصرية وقال إن لكل منا ما يميزه ففي الوقت الذي تتمتع فيه القاهرة بالإمكانات الفنية من كوادر وتجهيزات للإنتاج الدرامي والتلفزيوني والسينمائي تتمتع مدينة دبي للإعلام بالقدارت التكنولوجية المتطورة ومن هنا تأتي أسس منظومة التعاون والتكامل. وأضاف القرقاوي إن التنسيق قائم بالفعل في إشارة إلى زيارة أمين بسيوني رئيس شركة نايل سات للدولة والمناقشات التي جرت بين الجانبين في مجال التعاون الإعلامي المشترك وقال القرقاوي إن التنافس غير وارد نظرا لاختلاف التوجهات ففي الوقت الذي لا تنوي دبي فيه خوض غمار الإنتاج الدرامي الضخم تركز مدينة دبي للإعلام على قطاعات شركات إعلام الوسائط المتعددة والتكنولوجيا والدعاية والإعلان وغيرها. دبي المستقبل ومن جانبه وصف سعيد المنتفق المدير التنفيذي لمدينة دبي للإعلام المدينة الجديدة التي تولى مسئولية إدارتها بأنها مشروع طموح يشكل أحد العناصر المكونة للنسيج المتكامل لرؤية طموحة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع لمستقبل دبي والتي أطلقها سموه في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر 99 و ترتكز في محورها على تطوير القدرات الاقتصادية لدبي ونقلها إلى عالم الاقتصاد الجديد. وقال المنتفق خلال حديث أدلى به إلى (البيان) بمناسبة افتتاح المدينة إن هذه الرؤية تم ترجمتها إلى خطط عمل عديدة في ظل التوجيهات المستمرة والمتابعة المتواصلة لسمو ولي عهد دبي على جبهات عمل مختلفة ومتنوعة في شتى مجالات الاقتصادية حيث بدأت هذه الرؤية في التحول من مجرد أفكار إلى واقع ملموس على أرض الواقع من خلال عدد من المشروعات العملاقة مثل مشروع الحكومة الإلكترونية ومشروعي مدينة دبي للإنترنت وواحة دبي للمشاريع تحت مظلة سلطة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والإعلام حيث انضمت مدينة الإعلام إلى هذه القائمة من المشروعات الهامة في الرابع من شهر نوفمبر من العام الماضي عندما تفضل سمو ولي عهد دبي وزير الدفاع بالإعلان عن إطلاقها في هذا التاريخ. وأكد المنتفق أن تنفيذ الخطوات العملية لتلك الرؤية في سبيل تحويلها إلى واقع ذي نفع اقتصادي جاء على خطوات متتالية ولم يأت دفعة واحدة وذلك وفقا لخطة عمل مدروسة ومقننة تم بناؤها في ضوء توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع حيث من المنتظر أن تشهد هذه الخطة مزيدا من الإنجازات والمشاريع وفقا لرؤية سموه في المرحلة المقبلة وقال إن تحويل الاقتصاد ونقل شعب الإمارات إلى ساحة الاقتصاد العالمي الجديد لا يمكن أن يتم في قفزة واحدة بين ليلة وضحاها حيث أن هذا الانتقال المدروس يعمل على تأكيد فرص النجاح وتفادي المخاطر التي يمكن أن تنجم عن التحول الذي لا يقوم على أسس راسخة. خمس قطاعات وحول الدور المنتظر لمساهمة مدينة دبي للإعلام في مسيرة التحول الاقتصادي للدولة وأهم استراتيجياتها أكد سعيد المنتفق أن المدينة ستضطلع بمهمة العمل الإعلامي كما يظهر من اسمها ولكنه أوضح أن هذه المهمة لا تعني الإعلام بمفهومة التقليدي مؤكدا على أن توجهات المدينة لا تأتي ناحية جذب الشركات الإعلامية إلى داخل المدينة فحسب حيث لا يمثل هذا التوجه أي شكل من أشكال القيمة المضافة لاقتصاد الدولة ولا يخدم الرؤية المطروحة في هذا الصدد مشيرا إلى أن خطة عمل المدينة تركز على عدة جبهات رئيسية هي قنوات البث الفضائي و شركات النشر وشركات الموسيقي وشركات الإنتاج الإعلامي. وأوضح المدير التنفيذي لمدينة دبي للإعلام أن الرؤية التي قامت عليها المدينة تملي العمل على جذب هذه الشركات إلى داخل المدينة من أجل ايجاد (صناعة الإعلام) والتي تغيب بمفهومها الحديث والمتطور المتبع في دول العالم المتقدم عن منطقتنا العربية وبالتالي وجدت دبي أنه انطلاقا من سعيها وراء استكمال دورها الريادي في المنطقة وتتميما لمنظومة رؤية التحول الاقتصادي للدولة كان عليها الأخذ بالمبادرة في هذا الاتجاه وقال المنتفق إن المهارات الفنية والإعلامية العربية خرجت من بلادنا ومن هنا جاءت توجيهات سمو ولي عهد دبي بإنشاء مدينة تكون وطنا جديدا للإعلام العربي المهاجر حتى تعود تلك المهارات مرة أخرى إلى أوطانها. العنصر البشري و التدريب وعن أهم الآثار الإيجابية المنتظرة من إسهام مدينة دبي للإعلام في مسيرة التحول الاقتصادي نحو عالم الاقتصاد الجديد قال سعيد المنتفق إن هذا المشروع سيساعد على تطوير المهارات المحلية والوطنية والكوادر الفنية الجديدة حيث تعد الطاقات البشرية من بين أهم مقومات الاقتصاد الجديد وضرب مثالا في هذا الصدد بدولة سنغافورة وقال إذا أمعنا النظر في تلك الدولة ذات القدرات الاقتصادية الهائلة سنجد أنها تفتقر بشدة إلى الموارد الطبيعية ومقومات الإنتاج التقليدية في الوقت الذي اعتمدت فيه تلك الدولة اعتمادا رئيسيا خلال العقدين الماضيين على تطوير القدرات البشرية لديها من خلال إعداد الكوادر الاقتصادية الماهرة والخبرات التي ساعدتها على احتلال مكانة مرموقة على ساحة الاقتصاد الدولي. وأكد سعيد المنتفق المدير التنفيذي لمدينة دبي للإعلام أن أحد أهم الجبهات التي ستشهد تحركا كبيرا من قبل المدينة خلال الفترة المقبلة ستكون جبهة التعليم والتدريب من خلال بعض المشروعات التي سيتم تنفيذها من خلال التعاون الوثيق مع عدد من المؤسسات التعليمية داخل الدولة والهيئات الدراسية المختلفة من بينها جامعة الشيخ زايد والكلية العليا للتقنية حيث بدأت المدينة بالفعل مناقشاتها مع تلك المؤسسات من أجل وضع البرامج التعليمية والتدريبية الخاصة مشيرا إلى أن هذه المناقشات تفيد في تطوير المناهج وفقا لرؤية المدينة واحتياجاتها. وفي تفصيل للتعاون بين مدينة دبي للإعلام وجامعة الشيخ زايد قال سعيد المنتفق إن هذا التعاون سيكون في إطار تنظيم الجامعة للبرامج التي تتيح منح شهادة الماجستير الإعلامي أسوة بالاتفاق الذي أبرم بين مدينة دبي للإنترنت والجامعة فيما سبق والذي سيبدأ العمل به قريبا إن شاء الله حيث تمنح الجامعة للدارسين في هذا البرنامج درجة الماجستير في التجارة الإلكترونية. دعم الاقتصاد الوطني من ناحية أخرى أكد المنتفق على أن جذب شركات الإعلام العالمية والإقليمية وتشجيع الاستثمارات الخارجية على القدوم إلى دبي يشكل هو الأخر أحد أهداف عمل المدينة وقال إن هذه الخطوة ستمثل دفعة قوية لاقتصاد الإمارات نظرا لما يصاحب دخول هذه الشركات الخارجية إلى المدينة من تدفق لرؤوس الأموال وما ستنعكس فيه من آثار إيجابية على العديد من القطاعات الاقتصادية بسبب استقدام هذه الشركات للطاقات البشرية التي يمثل إنفاقها الداخلي في الدولة واحدا من مصادر زيادة القدرة الاقتصادية للسوق. وفي النهاية أكد سعيد المنتفق المدير التنفيذي لمدينة دبي للإعلام على علاقات التعاون الوثيقة التي تربط بين المدينة وبين توأميها مدينة دبي للإنترنت وواحة دبي للمشاريع وقال بحتمية هذا التعاون تحت مظلة القيادة الموحدة لسلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والإعلام ورئيسها التنفيذي محمد القرقاوي حيث تعمل المشاريع الثلاثة في إطار منظومة عمل واحدة من أجل خدمة هدف رفع قدرات الدولة وتحويلها إلى عالم الاقتصاد الجديد. وقال المنتفق: (يأتي هذا التعاون على مستويات متعددة بدءا من المدارء التنفيذيين للمشروعات الثلاثة الذين يحرصون على عقد اجتماعات دورية أسبوعيا لتبادل وجهات النظر وانتهاء بمجتمعات الأعمال بهذه المشاريع بهدف توحيد استراتيجيات العمل بها وأضاف: إن أسلوب العمل داخل السلطة أذاب الفوارق حتى المكانية منها حيث لا يوجد مفهوم الإمبراطوريات المستقلة وبالرغم من اختلاف الأسماء إلا أننا نمثل شركة واحدة ولنا هدف وا حد هو دبي المستقبل.