النجم نجم، هذا ما أثبته عملياً فنانو المسرح القومي المصري صلاح السعدني، عزت العلايلي، وحسين فهمي، ومخرج مسرحية «أهلاً يا بكوات» عصام السيد، ومخرج مسرحية «ياعزيز عيني» سيد خاطر، عندما طالبوا لجنة التحكيم في المهرجان القومي للمسرح المصري بوضعهم كأفراد خارج تقييم الفائزين بجوائز المهرجان لمنح الفرصة كاملة لفناني المسرح الشباب المتقدمين للمسابقة والمنتسبين إلى مؤسسات فنية متعددة منها: البيت الفني للمسرح، ومسرح مركز الابداع الفني،

ومركز الهناجر للفنون، والمسرح الجامعي، والاتحاد العام للشركات، والمسرح الخاص، لتقديم أعمالهم ومواهبهم المسرحية، والتنافس فيما بينهم للفوز بجوائز المهرجان، الذي عرض خلاله على مدار عشرة أيام 37 عرضاً مسرحياً، ما جعل التنافس بين هؤلاء الشباب غاية في إبراز المواهب، وبالفعل فاز من بينهم عدد من الوجوه الجديدة، التي تبشر بمستوى جيد خلال السنوات القليلة المقبلة.

وكانت نتائج لجنة تحكيم المهرجان أسفرت عن فوز مسرحية «أهلاً يا بكوات» بجائزة أفضل عرض مسرحي، وتسلمها بطل المسرحية الفنان عزت العلايلي، بينما فاز بجائزة النص الكاتب محمد أبو العلا السلاموني، عن مسرحية «رجل القلعة»، وجائزة أفضل إخراج ذهبت للمخرج مراد منير عن مسرحية «الملك هو الملك» مناصفة مع المخرج ناصر عبدالمنعم عن مسرحية «رجل القلعة»، أما جائزة أفضل مخرج صاعد فحصل عليها مناصفة المخرج جمال ياقوت عن إخراجه لمسرحية «بيت الدمية»،

والمخرج هشام عطوة عن إخراجه لمسرحية «كاليغولا»، وانتزع الفنان توفيق عبدالحميد جائزة دور أول رجال عن دوره في مسرحية «رجل القلعة»، وجاءت المفاجأة في الإعلان عن جائزة التمثيل دور أول نساء، والتي جاءت مناصفة بين فنانة المسرح القومي عايدة عبدالعزيز عن دورها في مسرحية «أحلام شقية»، والفنانة ماجدة الخطيب عن دورها في مسرحية «أبرهة».

وحازت على جائزة أحسن ممثلة دور ثان نساء الفنانة سلوى محمد علي عن دورها في مسرحية «أحلام شقية»، وجائزة التمثيل دور ثان رجال ذهبت للممثل الشاب أشرف طلبة عن دوره في مسرحية «رجل القلعة»، أما جائزة أفضل ممثل صاعد فكانت من نصيب الفنانين الشابين محمد عبدالعز ويحيي محمود، عن دورهما في مسرحية «مكاوي الحرملك»، وهذه الجائزة من الجوائز المستحدثة داخل المهرجان، والتي صدر بشأنها قرار وزاري بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثلة صاعدة، وذهبت للممثلة الشابة إيمان إمام عن دورها في مسرحية «بيت الدمية»، وجائزة التأليف الموسيقي حصل عليها المؤلف حمدي رؤوف عن موسيقى مسرحية «الملك هو الملك».

وذهبت جائزة السينوغرافيا إلى الفنان صبحي السيد عن مسرحية «بيت الدمية» وفاز الفنان عاطف عوض نجل الفنان الكوميدي الراحل محمد عوض، بجائزة تصميم الاستعراضات في مسرحية «لص بغداد». ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير إلى جامعة المنيا التي اشتركت في المهرجان بالعرض المسرحي «الطوق والإسورة»، التي أداها طلبة الجامعة.

وكان الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين أبدى سعادة غامرة لإقبال نجوم المسرح القومي على حضور حفلي الختام والافتتاح ما أعطى انطباعاً أدبياً للمهرجان، وساهموا بالفعل في نجاحه، رغم إنه مازال في دورته الأولى. وقال زكي: «إن تكريم المهرجان للفنان عبدالمنعم مدبولي أسعدنا، وهذا يثبت إننا لا نكرم الفنانين بعد وفاتهم فقط، ولكننا نحرص على تكريم كل من أعطى للفن المصري،

بدليل أننا قمنا أيضاً بتكريم الفنان الكبير فؤاد المهندس، ومعه حسين الشربيني، ونظراً للظروف الصحية للفنان فؤاد المهندس، فإنه لم يستطع الحضور ليكون بيننا، ولكنه عبر شخصياً عن سعادته بالتكريم الذي جاء من أهله، أما الفنان حسين الشربيني فأظهر حرصه على أن يتواجد أثناء التكريم رغم مرضه، وعدم استطاعته السير على قدميه، وتحامل على نفسه، وجاء بنفسه للتكريم.

وأبدى سعد أردش رئيس لجنة تحكيم المهرجان سعادته بالدورة الأولى للمهرجان ونجاحها بشكل كبير، مؤكداً أن الدورة الثانية ستكون بمشاركة فرق مسرحية من بلدان عربية وقال: «إن هذه الدورة بنجومها وجمهورها اجتمعوا تحت مظلة حبهم للمسرح القومي، وإنه كان بالفعل هناك اهتمام بدور العرض المسرحي أثناء تقديم العروض إضافة إلى استحداث دور جديد، وأكد أن اللجنة لمست عشقاً حقيقياً لفن المسرح، ومحاولات مضيئة من كبار النجوم والفنانين الشبان لملامسة الواقع».

أما الفنان محمود ياسين عضو لجنة التحكيم، فقد أشار إلى أن كل من في هذا المهرجان شاركوا لأنهم عاشقون للمسرح، وقال إن الإيجابيات طغت وبشكل كبير على السلبيات. أما توفيق عبدالحميد الفائز بجائزة أحسن ممثل مسرحي، فلم يستطع أن يخفي سعادته لحصوله على الجائزة وقال: إن هذه أول جائزة حقيقية يحصل عليها وهي بالنسبة له تتويج لمشوار طويل بدأه من أكثر من عشرين عاماً قام فيها بأداء أدوار كثيرة ومتعددة سواء على المسرح أو على شاشة التلفزيون أو السينما، وأنها بالفعل جاءت بعد جهد وتعب طويلين، وأكد أن السنوات المقبلة ستثمر عن أعمال جديدة وقيمة تحديداً فيما يخص المسرح.

وعبرت الفنانة عايدة عبدالعزيز الفائزة بجائزة أحسن ممثلة، عن سعادتها الغامرة بحصولها على جائزة المهرجان الأول للمسرح القومي وقالت: إنها لم تكن تتوقع حصولها على مثل هذه الجائزة الرفيعة لأنها ترى أن هناك من شباب فناني المسرح ومن شابات فنانات مسرح من هم أقدر منها للحصول علي هذه الجائزة، وأكدت أنها كانت تتمنى لو أسعفتها الذاكرة على عدم تقييمها داخل لجان التحكيم لإعطاء الفرصة للشباب مثلما فعل حسين فهمي وعزت العلايلي وصلاح السعدني.

وأكدت عايدة أن هذا المهرجان بداية رائعة وخطوة مهمة لنجوم الشباب، وعن دورها في مسرحية «أحلام شقية»، التي فازت بالجائزة قالت: «إنني تعبت بالفعل في أدائي لهذا الدور وكنت أتعذب، وأنا أؤدي الشخصية لأنها لسيدة مظلومة ومقهورة من الرجال، ويكفي أنني قد أصبت بالإغماء في أربعة أيام خلال عرض المسرحية من كثرة اهتمامي وتقمصي لدوري».

وأعربت الفنانة ماجدة الخطيب عن سعادتها بهذه الجائزة،التي لم تتوقعها أيضاً، لكنها عملت مجهوداً أثمر عن جائزة، متمنية استمرار هذا المهرجان بخطوات متطورة في المستقبل. وقال الفنان أشرف طلبة: «لقد توقعت الجائزة، لكنني كنت خائفاً ألا أحصل عليها، فلقد حزت عليها من خلال الأساتذة الذين قيموني ومن خلال الناس الذين شاهدوني، لأنني جسدت دور عمر مكرم في مسرحية «رجل القلعة»، وأفضل مشهد عملته هو مشهد المواجهة بين محمد علي وعمر مكرم، وأنا سعيد جداً بانسحاب بعض الفنانين من التقييم، لأنهم بهذا أتاحوا الفرصة للشباب، وسعيد جداً لهذا المهرجان وبالجائزة».

يذكر أن ختام مهرجان المسرح القومي الأول قد شهد اهتمام كبار الفنانين والنجوم. بينما لوحظ اختفاء كل نجوم السينما من الشباب. حيث حضر من النجوم كل من: عزت العلايلي، ومحمود ياسين، نبيلةعبيد، سميرة محسن، فيفي عبده والراقصة دينا، وسميحة أيوب وعزة لبيب وروجينا وفاروق الفيشاوي وسامي العدل، وعلي حسنين.

القاهرة ـ هناء عزت: