الرحلة إلى كينيا تعني السفر مع كل محبي العودة إلى الوراء حيث الحياة البسيطة الهادئة التي تبتعد عن أجواء المدنية الحديثة الصاخبة، حيث ما زالت القارة السمراء تحافظ على سمعتها بكونها قارة المتناقضات، فتتجاور الصحراء مع الغابات الاستوائية الكثيفة وتتغير ألوان الطبيعة بتمايز مدهش، وتتعايش أنواع من الحيوانات المختلفة.

تتميز كينيا عن غيرها من بلدان القارة الإفريقية بذلك المزج الفريد والغريب في مخلوقاتها ونباتاتها وأشجارها، حيث تقبع حياة مختلفة وعالم آخر، إنها ليست فقط العادات والشعوب وإنما أيضاً الهواء والألوان المختلفة من الشفق وحتى الغسق.لا يوجد في هذه البقعة من العالم القوانين المدنية المتفق عليها ولكنها الحياة كما كانت منذ قديم الأزل، هي الحياة البدائية الهادئة التي تخلو من الصراعات والفتن، يساعدها في ذلك موقعها الجغرافي المتميز حيث تحتل الساحل الشرقي من القارة الإفريقية، وتقع على الطرف الشرقي من أشهر بحيرة في العالم، فيكتوريا، كما تكثر فيها البحيرات التي كانت سبباً مهماً لتنوع الثروة الحيوانية واختلافها، وكذلك تنوع واختلاف الثروة السمكية فيها إذ أنها تمتد على طول 300 ميل من المحيط الهندي، كما تتوزع على أراضيها أكثر من 42 ثقافة وحضارة شكلتها مجموعة القبائل المختلفة التي ما زالت تعيش على هذه الأراضي. هذه الحضارات التي لم تطلها إلى اليوم يد المدنية مستمرة ضمن طقوسها وأعرافها الخاصة، التي تجذب إليها محبي الهدوء والسكينة.

هذا التنوع في الحياة البشرية والحيوانية يعني الكثير مما يمكن اكتشافه على هذه الأرض الغنية بقطعان الماشية البرية والمفترسة والمنتشرة على أرض حشائش السافانا الطويلة.

ومن عمق الأدغال والغابات الاستوائية تنقلنا هذه البلاد إلى عمق المحيط الهندي الذي تنتشر في مياهه وعلى شواطئه محميات كبيرة من الصخور المرجانية والأسماك الملونة، ويمتاز بمياهه الدافئة وشواطئه الرملية البيضاء الناعمة... حلم أغلب السواح ومطلبهم في أيامنا هذه.

من بين المجموعات العرقية المختلفة التي تعيش في إفريقيا، تعتبر الماساي واحدة من أشهرها وأكثرها تميزاً، إذ ينعكس ذلك في صورهم التي تزين كتيبات المعلومات السياحية، كذلك العديد من التذكارات كالمجوهرات والأواني الفخارية وأعمال النحت والنقش.

وتعتبر كينيا واحدة من أهم المناطق التي تحلو فيها رحلات السفاري إذ يوجد فيها أكثر من 59 حديقة عامة تزخر بكل الأنواع المختلفة من المخلوقات المتوحشة والأليفة، والواقع أن أصل كلمة سفاري يعود إلى هذه البقعة من العالم تحديداً، وهي تعني باللغة السواحيلية »الرحلة«.

ولهذه الرحلات متعة مميزة وفريدة وتزيد خصوصيتها إذا توجت برحلات مراقبة هجرة وحوش الغابة التي تحدث مرة واحدة في السنة، حيث يمكن التمتع ليس فقط بمراقبة الحيوانات المتعددة، بل أيضاً بآلاف الأنواع من الطيور المختلفة الأنواع والفصائل.

أما محبو البحر والاسترخاء وربما الغوص فإن شواطئ كينيا كثيرة وغنية بالرمال الناعمة البيضاء التي تحتضن مياهاً دافئة زرقاء من المحيط الهندي المعروف بشواطئه ومياهه وكذلك بثروته السمكية والمرجانية، وكذلك فإن الرياضات المائية المتنوعة والمتعددة التي تناسب كل الأذواق تؤمنها الفنادق الكثيرة المطلة على الشواطئ الكينية.

نيروبي ـــ البيان