تحت سماوات دبي المفتوحة تبدأ المحركات النفاثة هديرها اليوم إيذانا بافتتاح الدورة الحادية عشرة من معرض دبي للطيران الذي يحتفل هذه الأيام بمرور عشرين عاما على انطلاقته الأولى في تأكيد على الدور النشط والمحوري الذي ما زالت تلعبه صناعة الطيران المدني في اقتصاد دبي.وعند الحديث عن السماوات المفتوحة وحرية الاجواء والنقل الجوي فاننا نتحدث عن فوائد ومزايا حققتها دبي من فتح اجوائها امام حرية الطيران .

وهي التي لم تبخل على هذا القطاع ودعمته بسخاء منقطع النظير من استثمارات ضخمة تعدت 300 مليار درهم وبنية تحتية متطورة ومعارض ومطارات حديثة وشركة طيران تحلق بأجواء العالمية أثارت وتثير حسد الحاسدين وتشكيك المرجفين.الأزمة الاقتصادية العالمية وما رافقها من ضغط النفقات والميزانيات لم يمنع 900 شركة عارضة من 48 دولة في العالم من القدوم إلى دبي فهي تعرف ان دبي تتوسط بقعة جغرافية تضم 2 ,1 مليار شخص يبعدون عن دبي مسافة 4 ساعات فقط بالطائرة .

وهي شركات تبحث عن الفرص والاعمال والنمو الذي كانت دبي دوما بيئة خصبة له. صناعة الطيران المدني ورغم الضربات التي تلقتها خلال السنوات الماضية بدء من الأمراض المعدية ومرورا بحوادث الارهاب وليس انتهاء بالأزمة الحالية تبقى اقتصادا ضخما بكل المقاييس وتحقق عائدات مهولة رغم تواضع الأرباح وتشكل المعارض التي تقام سنويا فرصة كبيرة للشركات لعرض منتجاتها وتحقيق الصفقات التجارية الضخمة.

كما حدث في الدورات الثلاث الأخيرة من معرض دبي حين كشفت طيران الإمارات عن استراتيجيتها في النمو والتوسع الواثق من خلال سلسلة من الصفقات الضخمة مع عملاقي الصناعة وهنا تبرز أهمية معرض دبي الحالي الذي ينعقد في ظروف اقتصادية صعبة لكنه يبقى رئة حيوية تتنفس منها الشركات والدول المصنعة الراغبة في عرض بضاعتها وخبراتها فالأزمة وكما انها تكبح جماح النمو الا انها تولد فرصا اخرى من جهة أخرى خصوصا عند الحديث عن حلول ضبط النفقات والتوفير وإعادة النظر في بيئة العمل وهي هواجس وأولويات قطاع الطيران المدني في الوقت الحاضر.

يبقى معرض دبي للطيران ساحة رحبة وميدان فسيح للشركات وورشة عمل لتبادل الخبرات وتطوير آليات العمل للقطاع الذي يفوق حجمه اقتصاديات عدة دول.

ويكفي ان نعلم ان خفض نمو قطاع الطيران بنسبة واحد بالمائة عن توجهه الحالي سيؤدي إلى خسارة ستة ملايين وظيفة مرتبطة بقطاع الطيران وتدني مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 600 مليون دولار أمريكي كما ان صناعة الطيران المدني في الشرق الأوسط تستطيع توفير حوالي 000, 750 فرصة عمل في غضون العشرين عاماً المقبلة في الوقت الذي يسهم فيه النقل الجوي حالياً بما يقرب من 17 مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي للشرق الأوسط وهذا هو السر الذي دفع دبي لضخم هذه الاستثمارات الضخمة وتنفيذ تلك المشاريع العملاقة.

asmadi@albayan.ae