يواصل بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في دولة الإمارات العربية، وأحد أكبر وأقوى المؤسسات المالية في العالم، تحقيق إنجازات متسارعة على صعيد تطوير سوق تداول الكربون في المنطقة، حيث وقع مذكرات تفاهم مع كل من شركة «بلو كربون» و«مصدر»، بهدف تزويد أرصدة الكربون عالية الجودة. وتمثل هذه المذكرات خطوة جديدة في مسيرة بنك أبوظبي الأول، ليصبح المركز الرئيس لتداول الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وكان بنك أبوظبي الأول، أطلق مؤخراً مكتب تداول الكربون، ضمن قسم الأسواق العالمية، بهدف تعزيز قدرات البنك في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية. وتزامن إطلاق المكتب مع عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليدعم أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. ويوفر المكتب خيارات تداول وتمويل الكربون، ويعمل على تسهيل الصفقات الاستراتيجية المتعلقة بالكربون، وتشجيع تطوير أرصدة وتعويضات الكربون عالية الجودة لعملاء الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية للاستثمار.

 

ويعتبر البنك أول المؤسسات المالية الإقليمية التي تمتلك إمكانات التداول في سوقي الامتثال الرئيسين، بما في ذلك مخصصات انبعاثات الاتحاد الأوروبي (EUA)، ومخصصات انبعاثات المملكة المتحدة (UKA)، وأسواق الكربون الطوعية، مثل Gold Standard وVerra. كما يعدّ أيضاً أول بنك إقليمي يوفر الأوراق المالية بموجب ترخيص من قبل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب حلول منظمة لشراء أرصدة الكربون الآجلة للعملاء المحليين والدوليين.

 

وخلال الأشهر الأولى من إنشائه، نجح مكتب بنك أبوظبي الأول لتداول الكربون، في تنفيذ عدد من صفقات مخصصات الاتحاد الأوروبي للكربون، وكان أول من يقوم بتنفيذ صفقة تجارية في بورصة AirCarbon (ACX) في أبوظبي، ودخل فعلياً في نقاشات متخصصة مع أبرز الشركات الكبرى التي تواجه متطلبات متعلقة باللوائح الدولية المعتمدة لمستويات الانبعاثات الكربونية. وتمثّل مذكرات التفاهم الموقعة مع «بلو كربون» و«مصدر»، إنجازاً بارزاً نتيجة لهذه النقاشات، كونها تربط رواد الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة مباشرة مع أسواق تداول الكربون الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

وقال الشيخ أحمد بن دلموك آل مكتوم رئيس مجلس إدارة «بلو كربون»: «لقد احتل مفهوم «تمويل المناخ» مؤخراً، مركز الصدارة في المناقشات والمبادرات لمواجهة التغيرات المناخية، وتعد الشراكة بين «بلو كربون» وبنك أبوظبي الأول، مثالاً رئيساً على كيفية تسخير هذا التمويل لإحداث تأثيرات إيجابية دائمة. نحن ملتزمون، ليس فقط بتعزيز التخفيف من الانبعاثات، ولكن أيضاً بتحقيق التمكين الاقتصادي، وتحسين سبل العيش في البلدان التي نتعامل معها».

 

من جانبه، قال محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لمصدر: «تفخر «مصدر» بشراكتها مع بنك أبوظبي الأول، لاستكشاف السبل الكفيلة بالاستفادة من أسواق الكربون، وتسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة. وتنشط «مصدر» في أسواق الكربون، من خلال استثماراتها ومشاريعها المتواصلة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وإننا ندعم بشكل كامل الجهود التي تسهم في زيادة رأس المال المخصص لتعزيز مبادرات التخلص من الانبعاثات الكربونية. وتوفر أرصدة الكربون وسائل عملية تدعم القطاعات لتحقيق أهدافها الطموحة في مجال إزالة الكربون. وبالتزامن مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، سنواصل العمل مع مختلف القطاعات، من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة يشمل الجميع».

 

هذا، ويُجري بنك أبوظبي الأول مناقشات مع الشركات الصناعية الوطنية والإقليمية الكبرى حول نظام الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات، كما وصل إلى مراحل متقدمة من النقاش مع جهات إماراتية لإنشاء منظومة طوعية للكربون. ويعمل البنك أيضاً كمشترٍ أول ومزود لخدمات التحوط، وجهة إصدار لأرصدة الكربون عالية الجودة للعملاء.

 

ويمثل مكتب تداول الكربون امتداداً لعروض ومنتجات بنك أبوظبي الأول، التي أطلقها للمرة الأولى عام 2021. وتشمل صلاحيات المكتب، توفير حلول كربون مخصصة داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وعبر شبكة بنك أبوظبي الأول العالمية، وتوفير مصادر لأرصدة الكربون عالية الجودة، وإنشائها وتداولها بشكل نشط.

 

ويسهم المكتب في ترسيخ مكانة بنك أبوظبي الأول الرائدة في قطاع تداول الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، حيث حقق إنجازات مهمة، تشمل فتح سجلات الكربون الخاصة به في أسواق الامتثال في أوروبا والمملكة المتحدة، وإنشاء سجلات فعلية في أسواق الكربون الطوعية. ويتيح هذا النموذج التشغيلي تداول ائتمانات ومخصصات الكربون المادية على السجلات المصرفية، وإتاحة المجال أمام العملاء لدخول السوق.

 

ويتطلع بنك أبوظبي الأول، من خلال إطلاق مكتب تداول الكربون، إلى دفع نمو منظومة أسواق الكربون في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام. كما يسعى أيضاً إلى دعم تطوير أسواق الكربون التي تتسم بالشفافية، وضمان المصداقية والموثوقية في أرصدة الكربون كأداة ذات أهمية كبيرة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي، علماً بأن البنك هو عضو مؤسس في اتحاد الإمارات للكربون.

 

وتغطي أنشطة تداول السلع الخاصة ببنك أبوظبي الأول، اليوم، مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الطاقة والمعادن الأساسية والمعادن الثمينة، بالإضافة إلى الكربون، ويتمتع بقدرة تنافسية عالمية في أسواق السلع الرئيسة. ويعد مكتب أبوظبي لتداول الكربون، امتداداً لأعماله في مجال التداول وإدارة مخاطر المنتجات، بعد إطلاق البنك لمكتب تداول السلع الخاص به عام 2015.