شارك خريجو كلية هارفارد للأعمال قادة وخبراء من القطاعين الحكومي والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد حلول لتحديات المنطقة من خلال مجموعات عمل ناقشت قضايا الأمن الغذائي، والمواهب الوطنية، والرعاية الصحية، والاستدامة.

جاء ذلك عقب انتهاء فعاليات النسخة الأولى من منتدى «التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج 2022» الذي عقد يومي 14 و15 سبتمبر في متحف المستقبل بدبي.

وقال صالح لوتاه، رئيس نادي كلية هارفارد للأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي الرئيس التنفيذي لمجموعة لوتاه القابضة: «كان لدينا 70 من الكفاءات يمثلون نخبة من خريجي كلية هارفارد للأعمال وقادة الفكر في ورش عمل التفكير التصميمي، وذلك بهدف إنشاء مشاريع ذات تأثير إيجابي على دول مجلس التعاون».

وأضاف: «خلال عام من الآن، ستعمل مجموعات العمل المكونة من خريجي كلية هارفارد للأعمال وخبراء من القطاعين الحكومي والخاص معاً لتقديم حلول قابلة للتنفيذ، حيث سيتم تقديم جميع النتائج في منتدى خريجي كلية هارفارد للأعمال بدول مجلس التعاون الخليجي 2023 في الرياض».

الأمن الغذائي

مع النمو المتوقع في عدد السكان والذي سيتراوح بين 20-30 مليون شخص بحلول عام 2050، فإن الأراضي الصالحة للزراعة وكميات المياه المحدودة في المنطقة تدفع إلى إيجاد حلول مبتكرة لإنتاج وتصنيع وتوزيع الغذاء لتلبية الطلب في المستقبل. كانت هذه القضية ضمن التحديات التي طرحت على طاولة نقاش الخبراء في ورش العمل، وتم وضع حلول من مجموعة عمل الأمن الغذائي والتي ستركز على التأثير في سلوك المستهلك، ومعالجة نقص المياه في المنطقة، وإدخال تطبيقات تكنولوجية عملية في القطاع الزراعي.

كما تم التأكيد على أهمية تعزيز مشاركة المجتمع في تعزيز الأمن الغذائي، والذي اعتبر أمراً بالغ الأهمية، ويمكن تنفيذه من خلال تغيير سلوك استهلاك الغذاء والحد من هدر الغذاء.

المواهب الوطنية

وبينت مخرجات ورش العمل أن هناك العديد من وجهات النظر المختلفة المتعلقة بتنمية القوى الوطنية العاملة في المنطقة، في حين أن الجهات والمنظمات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى إيجاد حلول موحدة لإدارة هذه المنظومة بشكل أفضل.

وتم التأكيد على أن مسارات التوظيف العالمية تواجه متغيرات متسارعة، حيث إن السنوات الخمس المقبلة ستشهد اختفاء 85 مليون وظيفة، إلا أنه بالمقابل سيكون هناك 100 مليون وظيفة جديدة في المجالات الرقمية وغيرها، وهو ما يتطلب وجود مؤسسات متخصصة لخدمة سوق العمل بالخبرات المناسبة، مستخدمة التثقيف والمعرفة.

الرعاية الصحية

وطرحت ورش العمل سؤالاً رئيسياً حول الرعاية الصحية، والتي تعد من أهم القطاعات الحالية لدول مجلس التعاون، وتركز حول، كيف يمكن لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي العمل عن قرب مع القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية؟ 

وأكدت مخرجات ورش العمل على توجهات لتحسين نظام الرعاية الصحية في المنطقة، وجعله أكثر شمولية عبر تحويله من نظام تفاعلي تقليدي يعالج المرضى بعد إصابتهم بالمرض، إلى نظام استباقي يتنبأ بالأمراض قبل الإصابة بها باستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

كما أكدت المخرجات على ضرورة بناء أنظمة تقوم على الأدلة والمعرفة، نظراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى بنية تحتية قوية من المعلومات الرقمية المتاحة بشكل مرن في الوقت الحاضر، وأن يتم تعزيز النظام ليكون أكثر تقبلاً للتحسينات وإدراج الابتكارات والتقنيات الجديدة فيه، وبالتالي مواجهة التحديات. ومن أهم المشاريع المقترحة استخدام بيانات الذكاء الاصطناعي لدعم كبار السن في دول مجلس التعاون الخليجي، وضمان توفير خدمات الرعاية الصحية لهم بشكل فعال في الوقت المناسب.

الاستدامة 

ويبرز من ضمن الحلول المهمة لتعزيز الاستدامة الاستثمار في التكنولوجيا والتوظيف الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بأفضل الطرق ولاسيما في المشاريع الكبرى، والذي من شأنه أن يساعد في تقليل الانبعاثات الكربونية، كما أن إيجاد نظام حوافز للشركات التي تساعد في تعزيز الاقتصاد الأخضر وإطلاق المبادرات المجتمعية ضمن هذا الإطار تشكل الأسس الرئيسية لتحقيق المستهدفات الخاصة بمعايير الاستدامة. 

كما سيتم تنفيذ سلسلة من الجلسات والفعاليات والاجتماعات خلال هذا العام لضمان تنفيذ المشروع بالشكل المطلوب وعرض مخرجاته خلال المنتدى المقرر عقده في مدينة الرياض العام المقبل.