يدرس البنك المركزي المصري إصدار «الجنيه الرقمي» بالتعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين، في إطار سعيه لتعزيز التحول إلى الاقتصاد الرقمي وتوسيع نطاق المدفوعات الإلكترونية الفورية بين الأفراد والشركات دون الحاجة للوساطة، بحسب مسؤول حكومي تحدث مع «الشرق» شرط عدم الكشف عن اسمه.
وأوضح المسؤول أن «الجنيه الرقمي» سيتاح استخدامه عبر «أجهزة الموبايل في التحويلات والتجارة وتبادل الأموال بين الأفراد والمؤسسات، وسيعمل على تقليل إصدار العملات الورقية»، مشيراً إلى أن «الدراسات ستأخذ المزيد من الوقت، لكننا نسير بالاتجاه الصحيح».
وينضم الجنيه بذلك إلى أكثر من 100 عملة رقمية صادرة عن بنوك مركزية تمر بمرحلة البحث أو التطوير، واثنتان صدرتا بشكل كامل، وهما eNaira في نيجيريا، التي أصدرت في أكتوبر 2021، و«ساند دولار» في جزر البهاما، الذي ظهر لأول مرة في أكتوبر 2020، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي. وخلال العام الجاري، أعلنت الإمارات عن استراتيجية لإطلاق عملتها الرقمية، وتعاقدت مع شركتين لتقديم خدمات البنية التحتية والتكنولوجية للمشروع.
وإصدار العملة الرقمية في مصر يأتي ضمن مساعي البلاد لزيادة الشمول المالي وتوسيع نطاق المدفوعات الإلكترونية، إذ أطلقت الدولة شبكة المدفوعات اللحظية في مارس 2022، وهي منظومة وطنية تربط كل البنوك العاملة داخل البلاد ببنية تحتية رقمية، بحيث يربط تطبيق على الهاتف يسمى «إنستا باي» الحسابات لدى البنوك المختلفة، ويتيح التحويل اللحظي بينها.
من جهة أخرى، قفز عدد عملاء «إنستا باي» 71% خلال آخر 5 أشهر إلى 6.5 ملايين عميل في نوفمبر الجاري، مقارنة مع 3.8 ملايين عميل في يونيو الماضي، وبلغ حجم المعاملات 650 مليار جنيه، ويتوقع وصولها إلى 800 مليار جنيه بنهاية ديسمبر المقبل.
وكانت كريستالينا غورغييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، أكدت في يونيو أهمية العملات الرقمية للبنوك المركزية في توفير تكلفة التحويلات المالية عبر الحدود، وتعزيز مرونة وكفاءة أنظمة الدفع، وهو ما جعل الصندوق يعمل على تطوير منصة عالمية للعملات الرقمية بين البنوك المركزية عبر الحدود لمواجهة المخاطر المرتبطة بهذا التحول.
وأكدت غورغييفا أيضاً أن «التأخر عن ملاحقة ركب العملات المشفرة من خلال البنوك المركزية سيضيع فرصاً مالية وينذر بمخاطر أكبر على مستقبلنا».