أكد زاهر صباغ، مدير «شيري» الإمارات، أن سوق السيارات في الإمارات شهد خلال السنوات الأخيرة تحولاً لافتاً تمثل في النمو المتزايد لنفوذ العلامات التجارية الصينية التي أصبحت بسرعة محط اهتمام شريحة كبيرة من المستهلكين، مشيراً إلى أن شركات السيارات الصينية في الإمارات شهدت نمواً ملحوظاً في حصتها السوقية، حيث ارتفعت من 8 % في النصف الأول 2023 إلى 12 % في النصف الأول من 2024، ليعكس هذا الارتفاع السريع جاذبية هذه العلامات.

وقال في تصريحات لـ«البيان» إننا نتوقع استمرار نمو حصة الشركات الصينية في السوق الإماراتي لتصل إلى نسبة تتراوح بين 18 و20 % خلال الأعوام المقبلة، وذلك بالتزامن مع توقعات بتجاوز مبيعات سوق السيارات في الإمارات حاجز 310000 وحدة مع نهاية 2024، ليكون اقتصاد الإمارات بذلك خير شاهد على رؤية القيادة الرشيدة التي تشكل ملامح النمو في القطاعات الاستراتيجية، وفي مقدّمة ذلك مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المتمثلة في تطوير سوق دبي للسيارات، بالشراكة بين بلدية دبي وموانئ دبي العالميّة، ليكون أكبر وأفضل سوق في العالم، ما يسهم في ترسيخ مكانة دبي كواحدة من أهم مدن العالم وأكثرها نمواً في مجال تجارة السيارات.

وأضاف أنه في إطار تعزيز هذا المسار، تأتي استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030 لتحدث تحولاً نوعياً في السوق من خلال تشجيع استخدام المركبات الكهربائية، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للإمارات في خفض الانبعاثات الكربونية والتحول عن الاقتصاد النفطي التقليدي، وذلك عبر تقديم حوافز ودعم وتطوير بنية تحتية واسعة، لتعكس هذه الخطوات الطموحة التزام الإمارات بالابتكار والاستدامة البيئية، وترسخ مكانتها كقوة عالمية رائدة في قطاع السيارات.

وقال إن «شيري» تمثل ركيزة أساسية في هذه النقلة النوعية، حيث أحرزت العلامات الصينية مكانة متقدمة في سوقٍ لطالما استأثرت به العلامات اليابانية والأوروبية والأمريكية. ويأتي هذا التحول انعكاساً لقدرة الشركات الصينية على إعادة تعريف مفهوم القيمة، من خلال تقديم مزيج مثالي يجمع بين التصميم المميز، والابتكار، والتكلفة المعقولة التي تتماشى مع متطلبات المستهلك الحالي في الإمارات.

وتابع: يعود النجاح والانتشار المتزايد للسيارات الصينية بشكل كبير إلى لمساتها المبتكرة في التصميم، إذ استطاعت «شيري» والعلامات الأخرى اعتماد طابع عالمي حديث، يتماشى مع أذواق الشباب الباحثين عن سيارات عصرية وعالية التقنية تجمع بين الأناقة والسعر المناسب. واليوم، لم تعد السيارات الصينية مجرد وسيلة نقل، بل تحولت إلى رمز للتصميم الديناميكي المتفرد على طرق الإمارات، ما يعكس مدى التقدم الذي أحرزته صناعة السيارات الصينية وإدراكها لتطلعات المستهلكين المعاصرين.

وأكد أن الشركات الصينية لم تتوقف عند التصميم فحسب، بل رفعت معايير الصناعة من خلال توفير ميزات متقدمة ضمن التجهيزات الأساسية، والتي غالباً ما تعتبر إضافات فاخرة لدى المنافسين. وقد استجابت هذه الشركات لتوقعات السائقين الطامحين إلى تجربة متكاملة، حيث تتضمن السيارات الصينية نظام مراقبة النقطة العمياء، وكاميرات بزاوية 360 درجة، والتحكم التكيفي بالسرعة كتجهيزات أساسية في العديد من الطرازات.

وبهذا التحول الذي يستقطب جيلاً جديداً من المشترين المهتمين بالتكنولوجيا والذين يرون في هذه الميزات ضرورة وليست مجرد كماليات، لم تعد القيمة التي تقدمها هذه السيارات تقتصر على توفير التكاليف، بل تُعبر عن التزامٍ مستمر ببناء تجربة قيادة تجمع بين الابتكار والتكنولوجيا الفائقة، ما يضفي طابعاً من الموثوقية والتميز على السيارات الصينية في السوق الإماراتي.

وأوضح: لعل من أبرز العناصر التي أسهمت في صعود العلامات الصينية في سوق السيارات الإماراتي هو التسعير التنافسي، الذي يعيد تعريف مفهوم القيمة، فقدمت هذه الشركات سيارات عالية الجودة بمواصفات متقدمة وبأسعار معقولة، ما جعلها خياراً مغرياً لفئة واسعة من المستهلكين.

وفي سوق اعتاد المستهلكون فيه على التحفظ تجاه العلامات غير المجربة، فإن القدرة على تحمل التكاليف وضمانات التصنيع الممتدة كانت كفيلةً بتعزيز ثقة العملاء واستعدادهم لتجربة علامات جديد، وخاصةً الفئة العمرية من 30 عاماً فما فوق، والتي تسعى لتحقيق التوازن بين التكلفة والجودة.

وتركز الشركات الصينية على توفير قيمة حقيقية، حيث تتيح امتلاك مركبة فاخرة دون التنازل عن الجودة أو الخدمة.