استطلع موقع «تك روند» البريطاني آراء عدد من الخبراء ومؤسسي الشركات في دبي، الذين أجمعوا على أن دبي من أفضل المواقع للشركات الناشئة لأسباب عدة، بينها أن النظام البيئي للأعمال والشركات الناشئة في دبي فريد من نوعه لأن 90 % من السكان أجانب، ما يعني وجود مجموعة متنوعة من المواهب من كل مكان في العالم.

المبادرات الحكومية

وأوضح الموقع أن نجاح دبي في مشهد الشركات الناشئة كان مقصوداً للغاية، وجاء ببذل المبادرات الحكومية جهداً كبيراً في وضع سياسات اقتصادية صديقة للأعمال، وتشجيع الاستثمار في الشركات التي تتخذ من دبي مقراً لها، وأقل قدر ممكن من البيروقراطية، والملكية الأجنبية بنسبة 100 % مع تركيز الحكومة على الابتكار، خصوصاً في التكنولوجيا، جنباً إلى جنب مع مزايا ضريبية مذهلة تقدمها المدينة لرجال الأعمال، لذا فمن المفهوم تماماً سبب تدفق أصحاب الأعمال إلى الإمارات، إضافة إلى ذلك بنية تحتية رفيعة المستوى، والموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به دبي، حيث تمتلك موقعاً تجارياً رئيسياً، مع اثنين من أكبر الموانئ في العالم ومركز شحن جوي دولي مزدحم بشكل لا يصدق.

تحول التكنولوجيا

وقالت سارة أوستن، مديرة في جوائز التميز التجاري البريطاني، إنه مع ارتفاع موازنة الخريف إلى أعلى زيادة ضريبية في التاريخ، فليس من المستغرب أن تقوم حكومة المملكة المتحدة بمفردها بتسليم مركزها التكنولوجي إلى دبي. ولدى دبي تاريخ في تجاوز التوقعات، وبالطبع هناك هياكلها الضريبية المواتية، لكنها الآن ستصبح المكان المناسب لبدء الأعمال التجارية.

فهي محاطة بالمغتربين ذوي التفكير المماثل، وتفتخر بالإنترنت السريع، ونهج تقدمي لدعم مجتمعات الشركات الناشئة وسهولة الوصول إلى فرص التمويل.

وترى آم-جولهار المؤسس المشارك في «ابستراكت بي آر»، بأن دبي أصبحت مركزاً للشركات الناشئة، بفضل الحوافز الضريبية الجذابة، بما في ذلك عدم وجود ضريبة على الدخل الشخصي، كما تسمح المناطق الحرة بملكية أجنبية بنسبة 100 %، ما يسهل على رواد الأعمال تأسيس أعمالهم. إضافة إلى ذلك، يوفر موقع دبي الاستراتيجي إمكانية الوصول للأسواق العالمية، في حين تدعم بنيتها التحتية ذات المستوى العالمي النمو.

وعلى مستوى الصحة العقلية، فإن العيش في هذه الدولة المشمسة بثقافتها النابضة بالحياة وهندستها المعمارية المذهلة يعزز الرفاهية والإبداع. وباعتبارها مكاناً جميلاً للنمو، أعتقد أن المستقبل مشرق للإبداع والنجاح في هذه المدينة الرائعة لرواد الأعمال ورجال الأعمال على حد سواء.

رعاية المواهب

وأرجع بول أرمسترونج مؤسس مجموعة «تي بي دي»، صعود دبي كمركز للشركات الناشئة ينبع من مزايا الإعفاء الضريبي والموقع الاستراتيجي والمبادرات القوية المدعومة من الحكومة. وبينما تزدهر قطاعات التكنولوجيا والابتكار، إلا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التقليدية لا تزال تحتاج إلى مزيد من الاهتمام للوصول إلى تنوع أوسع. ويعتمد نجاح دبي في المستقبل على خفض تكاليف التشغيل، ورعاية المواهب المحلية وخلق نظام بيئي أكثر توازناً يدعم تنوع الصناعات.

ومن خلال تقليل الاعتماد على الموارد الخارجية والتكيف مع الاتجاهات العالمية، يمكن لدبي بناء بيئة ناشئة أكثر مرونة وشمولاً.

حفز الأعمال

وأعاد ليونيد كيل، الرئيس التنفيذي لتنمية الأعمال والمؤسس المشارك في شركة «دياجرام كابيتال، التأكيد على أن دبي تقدم بيئة صديقة للأعمال من دون ضريبة على الدخل، وضرائب منخفضة على الشركات، إضافة إلى التأسيس السهل للأعمال، خاصة في المناطق الحرة التي توفر ملكية بنسبة 100 %. وأضاف ليونيد أن دبي تستفيد من التمويل الحكومي والخاص القوي، بما في ذلك رأس المال الاستثماري، ومسرعات الأعمال والمبادرات مثل مؤسسة دبي للمستقبل. وبفضل البنية التحتية، والمشاريع القائمة على الابتكار والحوافز الضريبية، تعد دبي مركزاً مزدهراً للشركات الناشئة.

كما توفر المدينة أسلوب حياة عالمياً، وتجذب المواهب بسلامتها وتنوعها ووسائل الراحة الحديثة. ويخلق مجتمع المغتربين القوي فيها مجموعة غنية من المواهب، في حين تجذب الثقافة النابضة بالحياة وجودة الحياة العالية رواد الأعمال.

منصة مثالية

ويعتقد بيتر وود المدير التقني في «سبكترم سيرش»، أن دبي هي مكان رئيسي للشركات الناشئة بفضل موقعها بين الشرق والغرب، ما يجعلها منصة انطلاق مثالية للأسواق العالمية. لكن الأمر لا يتعلق بالجغرافيا فقط، حيث تتمتع دبي بنهج تنظيمي مرن، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، لذلك هناك عدد أقل من الحواجز أمام المشاريع الجديدة. إضافة إلى ذلك، تشجيع الحكومة للذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والمبادرات الرقمية، يجعل الشركات الناشئة في التكنولوجيا تنجذب إلى دبي جذابة بشكل متزايد.

وهناك عامل جذب كبير آخر وهو مجموعة المواهب المتنوعة في المدينة، حيث يأتي الناس إلى دبي من كل مكان، ويجلبون معهم أفكاراً جديدة ووجهات نظر مختلفة. كما أن تركيز دبي على مراكز الابتكار واستثمارها في التكنولوجيا الجديدة يعني أن الشركات الناشئة لا تفكر محلياً فقط، بل إنه يتم بناؤها مع وضع الجمهور العالمي في الاعتبار.

ولفت ريتشارد ستون، المدير الإداري لشركة «ستون جانكشن»، إلى أن إضافة إلى كل ما يقال عن بيئة الأعمال والقوانين والموقع والبنية التحتية والضرائب، فأحد أهم أسباب تألق دبي تحديداً الآن هو الاستقرار والأمن والنمو في محيط مضطرب، حيث لم يعد لها منافس خاصة لرواد الأعمال الذين يفكرون في الشرق الأوسط، إضافة إلى أن المبادرات الحكومية الطموحة في دبي، مثل مؤسسة دبي للمستقبل، تعمل على رعاية الإبداع وجذب المواهب، ما يجعلها نقطة جذب لرجال الأعمال.

وأضاف أنه بالنظر إلى المستقبل فإن دبي تتمتع بمكانة جيدة لتعزيز المزيد من النمو في قطاع التكنولوجيا، وخاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والمدن الذكية، والتي تتوافق مع رؤية الحكومة لمستقبل مستدام مدفوع بالتكنولوجيا.

مستقبل التكنولوجيا

وقال يوسف خليلي، الرئيس التنفيذي للتحول العالمي والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «كوانت»، إن دبي والإمارات هي المكان الذي يتم فيه تشكيل مستقبل التكنولوجيا، حيث أصبحت دبي مغناطيساً حقيقياً للشركات الناشئة في التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة. وبحلول أواخر عام 2023، بلغت قيمة الشركات الناشئة الجديدة في دبي 23 مليار دولار. وأضاف أن المستقبل في دبي لم يعد يتعلق بناطحات السحاب، ورواد التكنولوجيا يحبون هذا المكان لأنه يوفر البنية التحتية الأكثر تطوراً في المنطقة، كما توفر دبي بيئة ودية للتجريب والنمو.

ويرى أن المدينة أصبحت بالفعل رائدة في التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وحلول التكنولوجيا المستدامة، ويتم إنشاء العديد من المجتمعات والمساحات المخصصة في المدينة مثل منطقة دبي للمستقبل ومركز الذكاء الاصطناعي في مركز دبي للسلع المتعددة حيث يمكن لهذه الأفكار أن تنمو.

جذب المهارات

وقال كريس بول، الشريك الإداري في «هوكستون ويلث»: كانت الإمارات مكاناً رائعاً لبدء وتنمية أعمالنا على مدار السنوات الست الماضية. إنها مكان جذاب بشكل لا يصدق لاستقطاب المواهب، حيث يرغب الأشخاص ذوو المهارات العالية من جميع أنحاء العالم في الانتقال إليها. لدينا أعضاء فريق من مختلف أنحاء آسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا - كلهم طموحون. لقد خلقت الحكومة بيئة تزدهر فيها الأعمال، ويتم إنجاز الأشياء بسرعة.

تحتاج كل قارة إلى مركز تجاري رئيسي، وتؤدي مدن مثل نيويورك ولندن وسنغافورة هذا الدور في مناطق أخرى. كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تفتقر إلى هذا المركز حتى صعدت دبي. على مدى السنوات العشر الماضية، تطورت دبي بسرعة لتصبح لاعباً عالمياً رئيسياً وأتحدث بانتظام مع زملاء من أنحاء العالم حريصين على فتح شركات أو مكاتب في دبي، بدلاً من المراكز القديمة.