تخيل أنك تريد الاستثمار في مبنى مكاتب كبير، لكنك لا تملك الأموال الكافية لشرائه بمفردك، هنا تأتي «صناديق الريت»، التي تجمع أموالاً من عدد كبير من المستثمرين وتشتري هذا المبنى، ثم توزع العائدات الناتجة عن الإيجارات على جميع المساهمين.

«صناديق الريت»، أو صناديق الاستثمار العقاري، هي أدوات استثمارية تتيح للأفراد الاستثمار في قطاع العقارات دون الحاجة إلى شراء أو إدارة العقارات بشكل مباشر، حيث تقوم هذه الصناديق بجمع الأموال من المستثمرين واستخدامها لشراء وإدارة العقارات المدرة للدخل مثل المباني التجارية، مراكز التسوق، الفنادق، والمجمعات السكنية. في المقابل، يحصل المستثمرون على توزيعات أرباح دورية من عوائد هذه العقارات.

ومن أبرز الأمثلة على صناديق الريت الشهيرة عالمياً «Prologis» التي تستثمر في العقارات الصناعية و«Simon Property Group» التي تمتلك مراكز تسوق ضخمة، وهنا في الإمارات صندوق الإمارات – ريت الذي أُطلق في العام 2010.

بالفعل قد يكون الاستثمار في صناديق الريت خياراً جذاباً بالنسبة للأفراد أو صغار المستثمرين، ولكنها كأي استثمار آخر مثل الأسهم أو السندات أو العملات الرقمية أو الذهب، يحمل الاستثمار الكثير من الفرص إلى جانب العديد من المخاطر المحتملة.

وفيما يتعلق بالإيجابيات توفر صناديق الريت الدخل المنتظم عبر توزيعات أرباح دورية للمستثمرين، عادة تكون على شكل دخل ثابت، وكذلك تنويع الاستثمار، حيث تتيح للأفراد فرصة الاستثمار في مجموعة متنوعة من العقارات دون الحاجة لشراء عقار كامل، مما يقلل من مخاطر الاعتماد على أصل واحد.

وإلى جانب ميزة السيولة، فعكس العقارات التقليدية، يمكن شراء وبيع وحدات صناديق الريت بسهولة في الأسواق المالية مثل الأسهم، مما يوفر مرونة في التعامل، وكذلك الإدارة الاحترافية، حيث تدار الصناديق من قبل خبراء في المجال العقاري، مما يعني أن المستثمرين يستفيدون من الخبرة والاحترافية في اختيار وإدارة العقارات، والميزة المهمة أيضاً هي الدخول المنخفض، حيث يمكن الاستثمار في صناديق الريت بمبالغ صغيرة نسبياً مقارنة بشراء عقار كامل، مما يجعلها متاحة للمستثمرين الأفراد.

وفيما يتعلق بالمخاطر، تتأثر صناديق الريت عادة بتلقبات الأسواق والأوضاع الاقتصادية، مما يؤدي إلى تذبذب قيمة الاستثمار، إلى جانب محدودية التحكم، حيث لا يمتلك المستثمرون تحكماً مباشراً في القرارات المتعلقة بإدارة الأصول واستراتيجيات الاستثمار.

وتتأثر صناديق الريت أيضاً بأسعار الفائدة، فارتفاع أسعار الفائدة قد يؤثر سلباً في قيمة صناديق الريت، حيث تصبح الاستثمارات ذات العائد الثابت، مثل السندات، أكثر جذباً للمستثمرين، كما تفرض العديد من البلدان ضرائب على التوزيعات مما قد يقلل العائد للمستثمر، فضلاً عن الرسوم الإدارية التي تفرض على المستثمرين.

وبالتالي الاستثمار في صناديق الريت يمكن أن يكون فرصة جيدة لتحقيق دخل مستقر وتنويع المحفظة، ولكنه يتطلب فهم المخاطر المرتبطة والتأثيرات المحتملة من السوق.