أكد تقرير لمجلة فوربس أن دبي التي تضم أكثر من 3 ملايين نسمة، تسجل معدلات نمو مذهلة، كما أن معدلات الإنفاق فيها مذهلة أيضاً، مشيرة إلى أنه مع خطط تطوير تجديد مطار آل مكتوم الدولي، بقيمة 35 مليار دولار سيكون المطار الأكبر عالمياً.



وأضاف تقرير لـ «فوربس»: في الوقت نفسه، يضع أصحاب الفنادق آمالهم على دبي، خصوصاً في فئة الفنادق الفاخرة. وبحلول نهاية 2024، سترحب دبي بفندق «ديلانو دبي الجديد» المملوك لمجموعة آكور العالمية، بالإضافة إلى فندق «جميرا مرسى العرب» وفندق «سيكس سينسز ذا بالم»، بالإضافة إلى وجود علامات في عالم الضيافة والفنادق كشركة «إينيسمور» «وريكاس جروب» و«باريس سوسايتي». وبحلول 2025، ستكشف دبي عن منتجع «جران ميليا» الشاطئي الجديد.



وخلال جولة أخيراً في نيويورك، وخطاب ألقاه في مؤتمر «سكيفت العالمي للسفر» أكد عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي، أن في دبي أكثر من ذلك بكثير. وفي حوار مع فوربس، لفت كاظم إلى أن دبي تحل في المركز الثالث أو الرابع بين الأكثر زيارة دولياً حول العالم؛ مستذكراً بداية الترويج لدبي في عام 2014، وحينها كانت دبي في المركز السابع؛ لذلك وضعت دبي استراتيجية متكاملة، وهو ما أثبتته الأرقام الأخيرة لدائرة الاقتصاد والسياحة، حيث استقبلت 9.31 ملايين زائر دولي بين يناير ويونيو 2024، بزيادة بنسبة 9% مقارنة بـ 8.55 ملايين سائح في النصف الأول من 2023. وأكد أن دبي تستهدف أن تصبح المدينة الأولى للعيش فيها، والمدينة الأولى للعمل فيها؛ وبطرق عدة، نحن حاضنة لما ستبدو عليه المدن في المستقبل.



أسواق جديدة

وأشار كاظم إلى الحرص على الاجتماع بأشخاص من المدن التي ترغب دبي في استهداف السياح منها، للتعرف على ما يتوقعونه في دبي. وأضاف: «اليوم، لدينا في دبي ما يقرب من 200 جنسية اختارت دبي موطناً لها»، مشدداً على أن «دبي تفكر وتتصرف بعقلية الشركة الجارية الناجحة، وهناك حرص على أن يعمل القطاع الخاص والعام معاً جنباً إلى جنب. وحال وجود حاجة لتغيير القواعد لتكون أكثر ملاءمة للأعمال، فإننا في الدائرة نعمل على إجراء هذه التغييرات لتكون هناك المرونة الكافية»، مستشهداً بمثال على ذلك قائلاً: «لدينا فنادق من 3 إلى 4 نجوم؛ ولكن ربما ليس كافياً لفتح المزيد من الأسواق؛ ولفتح هذه الأسواق نحتاج كذلك للمزيد من الفنادق الفاخرة بأسعار معقولة؛ لذلك، قدمنا الحوافز، وكان هناك مستثمرين يرغبون في بناء المزيد من الفنادق؛ فقلنا لهم أي مستثمر سيطور فنادق جديدة من فئة 3 إلى 4 نجوم، سنقوم بإعفائه من رسوم البلدية البالغة 10% لمدة 5 سنوات، لذلك نجد الآن إقبالاً على الاستثمار في هذه الفئة من الفنادق.



وأضاف: «عندما أطلقنا استراتيجيتنا في عام 2014، كان لدينا 67.000 غرفة فندقية، اليوم تمتلك دبي أكثر من 150.000 غرفة فندقية؛ إذن، أكثر من الضعف في حوالي 8 سنوات، وفي المتوسط، تبلغ نسبة الإشغال لديهم ما يقرب من 80%»، ومقارنة بنهاية عام 2019، ارتفعت الفنادق في جميع الفئات بنسبة 11.3%، مع زيادة مخزون الغرف بنسبة 20.1%، مما يرفع إجماليها الحالي إلى أكثر من 820 منشأة و150.000 غرفة، وفقاً لدائرة الاقتصاد والسياحة – دبي.



شركات التكنولوجيا

وعن سؤاله حول انفتاح دبي على شركات مثل «إير بي إن بي» و«أوبر»، أكد عصام كاظم انفتاح دبي على هذه الشركات، وقال: مع «إير بي إن بي» تفهم التحديات التي تواجهها في نيويورك، لكن في نهاية المطاف، الأمر لا يتعلق بـ «إير بي إن بي»، بل يتعلق بعملائها؛ فإذا كانت هذه هي الطريقة التي يسافرون بها، فلا يمكننا تجاهلهم تماماً، نريد استيعابهم أيضاً.



وعن مصادر النمو المستقبلي؛ أشار كاظم إلى استقطاب دبي للمزيد من العقارات والفنادق داخل جزيرة نخلة جميرا، وسيكون هناك المزيد والمزيد. وبجوارها، سيكون مطار آل مكتوم الدولي المتوقع افتتاحه خلال الـ 10 سنوات المقبلة، إذ وصل مطار دبي الدولي إلى أقصى طاقته الاستيعابية؛ لذلك تم إطلاق مطار آل مكتوم بشكل تدريجي حتى يعتاد الناس على هذه المنطقة، وهذا هو المكان الذي يتجه إليه المطورون الجدد في دبي.



وأوضح أن الشركات تقبل على إنشاء مقراتها العالمية في دبي، لأنها تمنحها سهولة الوصول إلى بقية العالم، وإنشائها جزء من مهمتنا منذ أن قمنا بدمج دائرة السياحة بدائرة الاقتصاد في 2022،



وعن كيفية تحقيق أهداف دبي؛ قال: «لدينا 4 أهداف رئيسية: نريد أن نصبح واحدة من أكثر المدن زيارة في العالم، وزيادة عدد الزوار كل عام، وزيادة مدة الإقامة، وزيادة الإنفاق داخل المدينة؛ نريد منهم استكشاف كل ما تقدمه دبي وزيادة تكرار الزيارات»، مضيفاً: «اليوم حققنا كل هذه الأهداف». واستطرد قائلاً: «الآن، 25% من الزوار الذين يأتون إلى دبي يكررون زيارتهم في غضون 12 شهراً، ولذلك، جعلنا الحصول على تأشيرة أكثر سهولة، وجعلنا من الأسهل للناس الوصول إلى دبي من خلال فتح المزيد من الطرق مع شركائنا، وبعد 6 أشهر من إطلاقنا، أضفنا 16 دولة إلى برنامج التأشيرة عند الوصول».



دليل ميشلان

وعن رحلة «دليل ميشلان» المتخصص في تصنيف المطاعم؛ قال: «قبل 5 سنوات، عملنا على مشروع لإقناع دليل ميشلان بأن ينظر إلى دبي، لكنهم لم يكونوا مهتمين. ثم في يوم من الأيام تلقيت مكالمة، قال قيها المتحدث: أحد أعضاء فريقنا سافر مع طيران الإمارات إلى دبي. طلبنا منهم استطلاع المنطقة، وكانت مفاجأتنا السارة أن دبي أكثر جاهزية مما كنا نظن. والآن، ونحن في العام الثالث، لدينا 106 مطاعم مدرجة في دليل ميشلان لعام 2024»، مؤكداً أن سر نجاح «ميشلان» هو في التسويق، ببساطة، ومجرد أن ميشلان تتحدث عن دبي يعتبر قناة تسويقية ضخمة تروج للإمارة.



وعما يرغب كاظم في تحقيقه في دبي؛ ختم بقوله: «أرغب في أن يعرف الناس دبي وكأنهم يعيشونها على أرض الواقع، وإذا استطعت أن أوفر لهم هذه المعرفة قبل أن يختاروا وجهة السفر، سيكون ذلك بمثابة الكنز الثمين، وعندما يأتي الناس بعقل منفتح، لا يعودون فقط، بل يتساءلون كيف يمكنهم العيش هنا؟ أريد أن أساعد الناس على فهم ماهية دبي بحق».