يواجه سوق الأسهم الأمريكي اختباراً جديداً هذا الأسبوع مع صدور بيانات التضخم، في وقت تثير فيه خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية مخاوف المستثمرين، ما قد يهدد آمال «وول ستريت» في خفض أسعار الفائدة خلال 2025.

ورغم تقلبات الأسواق بسبب الأخبار المتعلقة بالتعريفات الجمركية، التي يسعى ترامب لفرضها على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، لا يزال مؤشر «إس آند بي 500» القياسي أقل بنسبة 1 % فقط من مستوياته القياسية، بحسب التقرير الأسبوعي لـ«رويترز».

وتشير «رويترز» إلى أنّ التعريفات الجمركية عموماً يُنظر إليها على أنها عامل تضخمي، مما يزيد من تعقيد مهمة الاحتياطي الفيدرالي، الذي قرر في يناير الماضي وقف دورة خفض أسعار الفائدة، منتظراً بيانات اقتصادية تمنحه الضوء الأخضر، لمواصلة سياسته التيسيرية. وسيكون مؤشر أسعار المستهلكين المقرر صدوره، يوم الأربعاء، أحدث مؤشر على اتجاهات التضخم، وهو ما يثير اهتمام المستثمرين بشكل خاص.

وأظهر استطلاع شمل أكثر من 4,000 متداول أن التضخم والتعريفات الجمركية هما العاملان الأكثر تأثيراً على الأسواق هذا العام. وفي هذا السياق يقول تشارلي ريبلي، كبير استراتيجيي الاستثمار في «أليانز إنفستمينت مانجمينت»: «التضخم هو الورقة الرابحة لعام 2025 فيما يتعلق بتأثيره على بيئة أسعار الفائدة؛ فإذا ارتفع التضخم فإن ذلك سيقلل من فرصة الفيدرالي لمواصلة خفض الفائدة، وهو أمر لا تحبذه الأسواق بطبيعة الحال».

عوامل موسمية

وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز»، من المتوقع أن يُظهر تقرير يناير ارتفاعاً بنسبة 0.3 % في مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهري. وتؤكد «رويترز» أنه «مع ذلك حذر عدد من محللي «وول ستريت» من أن شهر يناير غالباً ما يكون أكثر صعوبة في التنبؤ بتضخمه، بسبب العوامل الموسمية، مما يزيد من احتمالات تقلب الأسواق عند صدور البيانات». وتضيف: «رغم أن التضخم تراجع من أعلى مستوياته خلال 40 عاماً، التي سجلها في عام 2022، مما سمح للفيدرالي بخفض الفائدة العام الماضي، إلا أنه لا يزال أعلى من المستهدف السنوي البالغ 2 %».

ويقول آرت هوغان، كبير استراتيجي السوق في «بي رايلي ويلث»: «بالتأكيد لا نريد أن نشهد ارتفاعاً جديداً في مؤشر أسعار المستهلكين؛ فهذا قد يعني أن معدلات الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول من المتوقع».

وتشير التوقعات الحالية إلى أن هناك احتمالاً بنسبة 80 % على الأغلب بإبقاء الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل في مارس، مع توقع خفضين فقط بحلول نهاية العام، وفقاً لبيانات بورصة لندن. وقد تعززت هذه التوقعات بعد تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة، والذي جاء متبايناً؛ حيث تباطأ نمو التوظيف في يناير بأكثر من المتوقع، لكن معدل البطالة عند 4 % يعكس استمرار قوة سوق العمل.

وفي ضوء هذه التطورات خفض بعض المستثمرين توقعاتهم بشأن مزيد من التيسير النقدي خلال العام الجاري؛ فقد توقع خبراء الاقتصاد في مورغان ستانلي، خلال الأسبوع الماضي خفضاً واحداً فقط للفائدة خلال العام الجاري، والذي قد يكون في يونيو، بدلاً من توقعهم السابق بحدوث خفضين.

وأكدوا في بيان أن «مسار السياسة النقدية لعام 2025 لا يزال غير واضح بشكل كبير»، مشيرين إلى أن «حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية تجعل الفيدرالي أكثر تحفظاً فيما يتعلق بخفض الفائدة».

تقلبات بالأسواق

وواجه المستثمرون في الأسواق تقلبات حادة، بسبب المستجدات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، حيث أعلن ترامب فرض رسوم على الواردات من كندا والمكسيك، ثم قام بتأجيلها لمدة شهر، بينما فرض رسوماً جمركية بنسبة 10 % على الصين. وأثرت هذه التطورات على مؤشر التقلب CBOE، حيث قفز يوم الاثنين الماضي إلى 20.42، وهو أعلى مستوى له في أسبوع، قبل أن ينخفض إلى حوالي 15. وقال لورانس جيلم، كبير استراتيجيي الدخل الثابت في «إل بي إل فاينانشال» في بيان صدر الخميس الماضي: «في وقت مبكر من الولاية الثانية لترامب أعادت تهديدات التعريفات الجمركية حالة عدم اليقين إلى الأسواق».

ترقب

وتشير «رويترز» إلى أن رؤية الأسواق حول توجهات الفيدرالي قد تتضح عندما يدلي رئيسه جيروم باول بشهادته أمام الكونغرس يومي الثلاثاء والأربعاء. كما ستتجه أنظار المستثمرين إلى نتائج الشركات، حيث من المقرر أن تعلن كل من «كوكاكولا»، و«سيسكو» و«ماكدونالدز» عن تقارير أرباحها خلال

الأسبوع الجاري.

وحتى الآن ومع صدور نتائج أكثر من 50 % من شركات مؤشر «إس آند بي 500» تشير التقديرات إلى أن أرباح الربع الرابع ارتفعت بنسبة 12.7 % على أساس سنوي، مقارنة بتوقعات سابقة عند

9.6 % في بداية يناير. ورغم حالة عدم اليقين التي أحدثتها التعريفات الجمركية يظل موسم الأرباح إيجابياً للأسواق، وفقاً لما قاله أنتوني ساجليمبين، كبير استراتيجيي السوق في «أميريبرايز فاينانشال»، مضيفاً: «التعليقات الصادرة عن العديد من القطاعات المختلفة كانت إيجابية. لا تزال محركات الطلب قوية».

وبينما ينتظر المستثمرون أحدث بيانات التضخم يظل التحدي الرئيسي هو تأثير التعريفات الجمركية على السياسة النقدية.

ومع استمرار الأسواق في محاولة التنبؤ بخطوات الفيدرالي المقبلة تظل حالة عدم اليقين تهيمن على المشهد الاقتصادي، مما يبقي التقلبات في وول ستريت عند مستويات مرتفعة.

أبرز أحداث الأسبوع

الاثنين 10 فبراير:

نتائج: ماكدونالدز

الثلاثاء 11 فبراير:

مؤشر تفاؤل الأعمال الصغيرة

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يدلي بشهادته أمام الكونغرس

خطاب ويليامز رئيس بنك الاحتياطي في نيويورك

خطاب ميشيل بومان محافظ بنك الاحتياطي

نتائج: كوكاكولا، شوبيفاي، سوبر مايكرو

الأربعاء 12 فبراير:

مؤشر أسعار المستهلكين «شهري - سنوي»

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يدلي بشهادته أمام الكونغرس

الموازنة العامة للخزينة الفيدرالية

خطاب ويليامز رئيس بنك الاحتياطي في نيويورك

خطاب كريستوفر والر محافظ بنك الاحتياطي

نتائج: سي إم إي جروب، كرافت هاينز، سيسكو، تريد ديسك

الخميس 13 فبراير:

الطلبات الأولية لإعانة البطالة

مؤشر أسعار المنتجين «الشهري - السنوي»

نتائج: إير بي إن بي، أبلايد ماتريالز، كوين بايس

الجمعة 14 فبراير:

مؤشر أسعار الصادرات والواردات

مبيعات التجزئة الأمريكية

مؤشر الإنتاج الصناعي

معدل استغلال طاقة الإنتاج

مخزون الشركات

نتائج: موديرنا