قالت شركة «تليمر» (Tellimer) الـــــبـــريطـــــــانــيــــة المتخصصة في الأبحاث ودراسة الأسواق الناشئة أن دبي تشهد نمواً قوياً على كافة الأصعدة الاقتصادية، مشيرة إلى أن بصمة التطوير العقاري المكتمل أصبحت أكبر وأوضح، فيما ارتفع سوق دبي المالي بنسبة 25% منذ بداية العام الجاري متفوقاً على جميع الأسواق الإقليمية، لذلك تحافظ دبي على جاذبيتها الشديدة وتنافسيتها العالية على المستوى العالمي.

وتفصيلاً، قال حسنين مالك، رئيس قسم الأسهم والاستراتيجية في شركة تليمر، في تقرير حول اقتصاد دبي حصلت «البيان» على نسخة منه: «دبي تعيش حالة من النشاط الكبير، يتبدى في حركة المرور، ومراكز التسوق، والفنادق، وملاعب الغولف، والمدارس، وصالات عرض السيارات.. كلها مشغولة للغاية، وهذا أكثر من مجرد انعكاس لموسم سياحي مرتفع».

بصمة عقارية

وأضاف مالك: «مبيعات العقارات السكنية وأسعار الإيجار في ارتفاع بنحو 20% على أساس سنوي، وبوتيرة ثابتة منذ نهاية عام 2020، واليوم الأسعار أعلى بنحو 15% من ذروة عام 2014. وقد أسهمت وتيرة العرض من الوحدات السكنية الجديدة في إضافة 25% إلى المخزون الحالي منذ جائحة كوفيد».

وذكر مالك أن حركة النشاط القوية التي تشهدها دبي على كافة الأصعدة ليست مجرد انعكاس لموسم الذروة خلال أشهر المدينة الأكثر متعة من حيث الطقس، ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير ويتضح من خلال حقيقة أن المدارس الراسخة ومباني الشقق السكنية في المناطق الرئيسية والمجمعات السكنية ممتلئة. وتابع: «إن تأشيرات الإقامة طويلة الأجل، وقبول الشركات العالمية الأكبر لممارسات العمل عن بعد، وزيادات الضرائب في أوروبا والهند، وتدفق الوافدين كلها محركات دائمة لسوق العقارات في دبي».

مبيعات

وقال مالك: «لا تزال مبيعات العقارات السكنية المكتملة وأسعار الإيجار ترتفع بنسبة 20% كل شهر، وهي نفس الوتيرة التي شوهدت منذ بداية التعافي أي بعد تخفيف إغلاق كوفيد في منتصف إلى أواخر عام 2021، وفي وقت أسبق من معظم المدن المتقدمة الأخرى على مستوى العالم. وبالمقارنة بالدورات الصاعدة السابقة بحسب مالك، فإن بصمة التطوير العقاري المكتمل في دبي أكبر بكثير خلال الفترة الماضية، كما ظهرت مجموعة أوسع بكثير من الضواحي، المليئة بوسائل الراحة الخاصة بها.

تنافسية عالمية

وأفاد مالك أن دبي تحافظ على تنافسيتها العالية للغاية على المستوى العالمي فيما يتعلق بمقاييس تكاليف المعيشة وجودة الحياة. وأضاف مالك أنه لم يتغير الكثير بالنسبة لفئة فائقي الثراء، التي كانت دائماً غير حساسة للأسعار، فهي إلى حد كبير محصنة ضد تغيرات أسعار الفائدة العالمية بسبب السيولة النقدية التي تمتلكها، وتظل هذه الفئة شديدة الإقبال على دبي بفضل عوامل عدة منها مثل المستويات الاستثنائية للأمان، وشبكة المواصلات المتطورة، والمرافق الفاخرة، والحفاظ على الثروة عبر تأشيرات الإقامة طويلة الأمد وجاذبية المناطق الحرة للأعمال الخارجية.

وتابع مالك: «حتى بالنسبة لشريحة ذوي الدخل المتوسط، تبدو دبي شديدة التنافسية مقارنة بالمدن العالمية الأخرى عند الجمع بين المقاييس لكل من تكلفة المعيشة وجودة الحياة».

أسهم جذابة

وقال مالك إن أسهم دبي جذابة بوضوح وحققت بالفعل أداء متميزاً، حيث ارتفع المؤشر العام في سوق دبي المالي بنحو 25% منذ بداية العام (حتى أواخر نوفمبر) من حيث إجمالي العائد، متفوقة على أداء البورصات الإقليمية، مثل السعودية (ارتفاع 2%)، قطر (ارتفاع 5%)، والكويت (ارتفاع 10%). وأكد أن التقييمات تظل جذابة مقارنة بالمتوسط التاريخي على مستوى المؤشر: فمضاعف القيمة الدفترية الحالي 1.3 مرة مع عائد على حقوق الملكية بنسبة 15%، وهو أعلى بنسبة 25% من المتوسط لخمس سنوات، ومضاعف الربحية الآجل 9.4 مرات مع عائد توزيعات بنسبة 5%، وهو قريب من المتوسط لخمس سنوات.

وأشار إلى أنه من منظور استراتيجية المحافظ الاستثمارية، تظل أسهم دبي جذابة في سياق عالمي يتميز بعوائد أمريكية محتملة مرتفعة (السندات)، ودولار أمريكي قوي، وأسعار نفط منخفضة، وضغوط مالية في الأسواق المتقدمة (مثل زيادة الضرائب)، واستمرار الصراعات الجيوسياسية.