مع انطلاق النسخة الـ 30 من مهرجان دبي للتسوق اليوم، تبرز الإمارة مرة أخرى كوجهة التسوق الأولى في المنطقة والعالم، هذا المهرجان، الذي بدأ عام 1996، لم يكن مجرد حدث تسويقي، بل أصبح رمزاً للابتكار والتطور الذي قاد دبي لترسيخ مكانتها كعاصمة للتسوق بامتياز.

وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة وهو: «ما الذي يجعل دبي استثنائية في هذا المجال؟». والجواب هو أن هناك عدة أسباب رئيسية جعلت من دبي تنال هذه السمعة والجاذبية العالمية في مجال التسوق، أبرزها: استثمار الإمارة في بنية تحية عالمية المستوى في قطاع التجزئة والترفيه، وتطوير المهرجان ليصبح منصة عالمية منتظرة سنوياً من قبل عشاق التسوق، والموقع الاستراتيجي والاتصال العالمي، وخبرة متراكمة على مدى ثلاثين عاماً في تقديم تجربة استثنائية للسياح والمتسوقين، والتنوع الهائل في الخيارات التقليدية والفاخرة، ورؤية حكومية استباقية للمستقبل، وتبني دالتكنولوجيا والابتكار في كل مراحل عملية التسوق.

بنية تحتية

فخلال العقود الماضية استثمرت مدينة دبي في بنية تحتية عالمية المستوى على صعيد قطاع التجزئة والترفيه، إذ تمتلك الإمارة مراكز تسوق ضخمة تعد من الأكبر والأفخم في العالم، مثل دبي مول ومول الإمارات وابن بطوطة مول ودبي هيلز مول وميركاتو مول ودبي فيستيفال مول ومارينا مول وسوق البحار وستي سنتر مردف، التي لا تقدم فقط تجربة تسوق، بل أيضاً تجربة ترفيهية متكاملة تشمل الأنشطة العائلية، والمطاعم الراقية، وأحدث دور السينما.

وتشير بيانات «فاليوسترات» العالمية إلى أن عدد مراكز التسوق والمولات بكافة درجاتها يبلغ 135 مركزاً في دبي، فيما تصل مستويات الإشغال إلى معدلات قياسية تبلغ نحو 98 % في المراكز الكبرى.

وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد المتسوقين تتضاعف مع انطلاق مهرجان دبي للتسوق، فيما تقفز المبيعات إلى مستويات تتراوح بين 30 إلى 40 %، حيث تسعى المتاجر والمولات في جميع أنحاء الإمارة إلى تقديم أفضل تجربة للمتسوقين وتتوسع بالخيارات والعروض المقدمة مقارنة بمواسم العام الأخرى.

حدث عالمي

واليوم أصبح مهرجان دبي للتسوق منصة عالمية وحدثاً منتظراً سنوياً من قبل عشاق التسوق، نظراً لما يقدمه من تخفيضات هائلة، وعروض ترفيهية مبهرة، وسحوبات يومية على جوائز ضخمة، مما يجذب السياح من جميع أنحاء العالم وخاصة المتسوقين من دول مجلس التعاون الخليجي. وتبرز دبي باعتبارها المدينة الخليجية الوحيدة بين أفضل ست وجهات عالمية للتجزئة، بما في ذلك لندن وميلانو ونيويورك وسول وطوكيو، التي يبلغ إنفاق الفرد المباشر على التجزئة فيها ما بين 8 آلاف إلى 18 ألف دولار سنوياً، ويسهم قطاع التجزئة في دبي أيضاً بنحو 24 % في الناتج المحلي الإجمالي، وتوظف ما يصل إلى 20 % من القوى العاملة.

اتصال عالمي

ويوفر الموقع الاستراتيجي والاتصال العالمي الذي تتمتع به دبي ميزة تفضيلية وتنافسية مقارنة بالمراكز الأخرى في المنطقة، فبفضل موقعها الجغرافي بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، تعد دبي مركزاً حيوياً يسهل الوصول إليه من جميع أنحاء العالم، ومع وجود مطار دبي الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحاماً عالمياً، يمكن للزوار الوصول بسهولة للاستمتاع بتجربة تسوق لا تنسى.

وعلى مدى العقود الماضية أصبح المتسوق من دول الخليج العربي والمنطقة العربية الأوسع والعديد من دول آسيا وأفريقيا ينتظرون هذا المهرجان الفريد من نوعه، فخيارات التسوق وعمق تركزها في مدينة دبي لا يمكن مقارنته بأي مكان آخر في المنطقة، ولا سيما عند الحديث عن الأسعار التنافسية والخصومات الحصرية والبراندات العالمية المستوى والجوائز والمسابقات، فالتسوق في دبي هو بمثابة فرصة يسعى الكثيرون إلى استغلالها فهي لا تتوفر في أي مكان آخر.

وخلال الثلاثين سنة الماضية كونت دبي خبرة ومعرفة متراكمة استثنائية لا تضاهى في تقديم تجربة شاملة للسياح والزوار الذين يقصدونها من أجل التسوق، فالمهرجان لا يقتصر على التسوق فقط كما يوحي اسمه، وإنما تقدم المدينة تجربة شاملة تشمل السياحة الفاخرة، الأنشطة الثقافية، ومناطق جذب عالمية مثل «برج خليفة» و«نافورة دبي» والـ«جي بي آر» والـ«سيتي ووك» و«نخلة جميرا»، مما يجعل المدينة وجهة متكاملة.

وإلى جانب التنوع الهائل في الخيارات المطروحة، فسواء كنت تبحث عن العلامات التجارية الفاخرة أو الأسواق التقليدية مثل سوق الذهب وسوق التوابل، توفر دبي خيارات تناسب جميع الأذواق والميزانيات، ما يعزز شعبيتها بين مختلف الشرائح.

رؤية حكومية

وتبنت حكومة دبي رؤية استباقية لتحويل المدينة إلى مركز عالمي للتسوق والسياحة، مع استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وحملات تسويقية عالمية تعزز مكانة الإمارة، واستطاعت خلال سنوات قليلة من ترسيخ مكانتها وجهة رئيسية للتسوق في العالم بتنافس عالي المستوى مع لندن وباريس ونيويورك ومدريد وسنغافورة وهونغ كونغ.

وفي يونيو الماضي أعلنت شركة «إعمار» عن توسعة جديدة لدبي مول بقيمة 1.5 مليار درهم، يشمل إضافة 240 متجراً وعدداً كبيراً من المطاعم والمقاهي، والجدير بالذكر أن دبي مول الذي يعتبر إحدى الوجهات الرئيسية للتسوق في الإمارة حقق إنجازاً قياسياً خلال العام 2023 بأن أصبح المكان الأكثر زيارة في العالم، مستقطباً 105 ملايين زائر، بزيادة نسبتها 19 % عن العام السابق.

التكنولوجيا والابتكار

وتتصف دبي بكونها من أكثر المدن السباقة عالمياً في استخدام وتبني التكنولوجيا والابتكار في جميع المجالات الاقتصادية ومنها تحسين تجربة التسوق، بدءاً من الدفع الإلكتروني المتقدم إلى استخدام تطبيقات ذكية لمتابعة العروض والخصومات، ما يجعل تجربة التسوق أكثر راحة وسلاسة.

دبي تعتبر اليوم مقراً رئيساً لكبرى الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية من أمازون إلى علي بابا ونون، كما تطور الشركات المحلية مثل أعمار ومجموعة الفطيم ونخيل بشكل دوري تجارب مبتكرة للزوار والمتسوقين تجعل من التجربة أكثر سلاسة وراحة وجاذبية.

نمو استثنائي

وقال فؤاد شرف، المدير العام لمراكز التسوق في الإمارات لدى ماجد الفطيم العقارية: تفتخر ماجد الفطيم بالتعاون مع مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة لإنشاء تجارب ديناميكية وغامرة للسكان والزائرين من جميع أنحاء العالم خلال مهرجان دبي للتسوق 2024 - 2025، ولا يقتصر التزامنا بهذه الفعالية المميزة على توفير عروض خلال المهرجان، إذ نسعى إلى المساهمة في قطاعي السياحة والتجزئة المتناميين في الإمارة وإثرائهما، بهدف توفير لحظات وتجارب لا تنسى في مراكز التسوق التابعة لنا.

وتوقع شرف أن يشهد قطاع التجزئة والتسوق في دبي نمو كبير خلال الربع الرابع 2024، وعادة ما تشهد هذه الفترة نشاطاً متزايداً نظراً لعوامل عديدة، حيث تحافظ دبي على مكانتها بصفتها إحدى أبرز الوجهات للسياحة العالمية، لا سيما مع اعتدال درجات الحرارة بالتزامن مع اقتراب نهاية العام، كما أن موسم الاحتفالات في نهاية العام، بما في ذلك موسم الأعياد، واحتفالات السنة الجديدة، وبدء مهرجان دبي للتسوق، عادة ما يؤدي إلى ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي، وإضافة إلى ذلك، تستمر دبي بجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم بفضل سمعتها الراسخة كمركز تسوق عالمي.

وأضاف: من المنطق أن نرى نمو السياحة في دبي بالتزامن مع التجزئة، وأتوقع استمرار هذا الزخم بقوة خلال الربع الرابع 2024، وتلعب مراكز التسوق دوراً حاسماً في توفير تجارب متنوعة، تتضمن التجزئة والترفيه والاستجمام، وفي ضوء مشهد التجزئة دائم التطور والتغير في الإمارة وسمعتها بصفتها وجهة تسوق عالمية، يمكننا أن نتوقع أداءً قوياً وفترة واعدة للقطاع هذا العام أيضاً. ونظراً للتوجهات الحالية، نقدر نمو خلال الربع الرابع قياساً بالربع الثالث، ويأتي توقع هذا النمو مدفوعاً إلى حد كبير باحتفالات نهاية العام وازدياد ملحوظ بأعداد السياح خلال هذه الفترة، التي تزخر بالفعاليات والاحتفالات، وتتسم هذه الفترة دائماً بارتفاع إنفاق المستهلكين في الفترة التي تسبق الاحتفالات، لا سيما مع سعي الناس للاستفادة من العروض الترويجية الموسمية، بحسب شرف.

وتابع: بفضل المبادرات الحكومية، يجتمع عدد من العوامل الرئيسية لتحفيز عجلة نمو قطاع التجزئة في دبي، في مقدمتها الموقع الاستراتيجي للإمارة ومكانتها بوصفها مركزاً عالمياً للسياحة والأعمال. ويضمن استمرار تدفق السياح، وخصوصاً خلال مواسم الذروة، إقبالاً كبيراً على المراكز التجارية، مما ينعكس بوضوح على مبيعات التجزئة، كما يسهم التزام دبي بالابتكار والتحول إلى الرقمية في مجال التجزئة، بما في ذلك دمج التجارة الإلكترونية والتجارب الرقمية ضمن المتاجر، في تعزيز تفاعل المستهلكين وراحتهم.

تجربة استثنائية

بدورها، قالت نسرين بستاني، مديرة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي ميركاتو وتاون سنتر جميرا في تصريحات لـ«البيان»: نحن نعتبر أحد أبرز وأقدم الشركاء الاستراتيجيين لدبي للفعاليات ومهرجان دبي للتسوق منذ العام 1996 إلى اليوم، ونسعى من خلال مراكزنا إلى تقديم أفضل تجربة للمتسوقين والزوار خلال فترة المهرجان، بدءاً من الألعاب النارية والجوائز والخصومات والعروض الحصرية. وأضافت: هناك أكثر من 200 متجر ومحل يستعد لتقديم خصومات تبدأ من 25 وتصل إلى 75 % على باقة واسعة من المنتجات في قطاع الأزياء والموضة والهدايا، كما أطلقنا مسابقة «تسوق وأربح» بهدف تشجيع الزوار على التسوق خلال المهرجان.

وذكرت أن أعداد الزوار ترتفع بشكل قياسي خلال فترة المهرجان فيما تنمو المبيعات بنسب تصل إلى 30 % حيث يسعى الكثير من الزوار إلى استغلال فرصة المهرجان لاقتناص أبرز الصفقات الحصرية التي تقدمها المتاجر والمحلات لدينا.

وأكدت أن مهرجان دبي للتسوق مر بالعديد من المراحل الرئيسية منذ إطلاقه، حيث تضاعفت سمعته وشعبيته على المستوى الإقليمي والدولية، واليوم يستقطب المهرجان زواراً وسياحاً من جميع أنحاء العالم من آسيا وأوروبا وأفريقيا وخاصة دول الهند وروسيا إلى جانب السياح والزوار الخليجين الذين يعتبرون على مر السنوات الماضية من أبرز المتسوقين والزوار في المهرجان ومن كافة الفئات العمرية.

وأشارت إلى أن مهرجان دبي للتسوق رسخ مكانة دبي كعاصمة إقليمية ودولية للتسوق وبات حدثاً منتظراً من قبل الكثيرين حول العالم، لافتاً إلى الإمارة تقدم تجربة استثنائية وغامرة للزوار سنوياً تنافس جميع المراكز والمدن الرئيسية حول العالم.